أخبار ومقالات دينية

الدكروري يكتب عن

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن خطورة التعرى والمسلسلات

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وأصحابه الذين ساروا على طريقه ومنهاجه، وعلى التابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين، لقد جاءت صفات رسول الله صلي الله عليه وسلم وخصاله الكريمة صلى الله عليه وسلم في كتب أهل الكتاب نفسها قبل تحريفها، فهو الذي جاء بالصدق من عند ربه، فكلامه صدق وسنته صدق، ورضاه صدق وغضبه صدق، ومدخله صدق ومخرجه صدق، وضحكه صدق وبكاؤه صدق، ويقظته صدق ومنامه صدق، وكلامه صلى الله عليه وسلم كله حق وصدق وعدل، لم يعرف الكذب في حياته جادا أو مازحا، بل حرّم الكذب وذم أهله ونهى عنه، وكل قوله وعمله وحاله صلى الله عليه وسلم مبني على الصدق، فهو صادق في سلمه وحربه، ورضاه وغضبه، وجدّ وهزله، وبيانه وحكمه.

صادق مع القريب والبعيد، والصديق والعدو، والرجل والمرأة، صادق في نفسه ومع الناس، في حضره وسفره، وحله وإقامته، ومحاربته ومصالحته، وبيعه وشرائه، وعقوده وعهوده ومواثيقه، وخطبه ورسائله، فهو الصادق المصدوق، الذي لم يحفظ له حرف واحد غير صادق فيه، ولا كلمة واحدة خلاف الحق، ولم يخالف ظاهره باطنه، بل حتى كان صادقا في لحظاته ولفظاته وإشارات عينيه، واعلموا أن سيرة نبيكم عليه الصلاة والسلام زاخرة بالمواقف الحسنة والطيبة مع أهل بيته، فقد كان خير زوج لأهله، وكان نبينا عليه الصلاة والسلام الزوج المحب، والناصح، والجليس المؤنس لزوجاته، وكان يلاطفهن ويضحك معهن في السراء، ويواسيهن في الضراء وكان يستمع لشكواهن دون تذمر، ولا يؤذيهن بأي نوع من أنواع الأذى، سواء بيده أو بلسانه.

فلا يجرح مشاعرهن بكلامه، ولا يتصيد أخطاهن، ولا يتتبع عثراتهن، فلم يرد عنه أنه ضرب امرأة بيده قط، فقد كان يتغاضى عن الأخطاء والزلات، وكان كثير العرفان والشكر لهن، وينظر إلى أفضل ما فيهن من أخلاق، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله، أما بعد فإنه حين تتكرر صورة التعرى من مسلسل لآخر، يصبح العُري ثقافة عادية، والتعطر والزينة قبل الخروج من مكملات الأنوثة، ولا يهم إن كان أمام المحارم أو غيرهم، ولا يهم أيضا إن كان داخل البيت أو خارجه، فنجد المراهقة تقتدي بجزء أو أجزاء من تلك المشاهد المصدرة إلينا لأن ترسب الأفكار يولد لدينا التعود والقَبول، ولقد عاد تصدير مثل هذه النماذج الدخيلة، وتثبيتها في الأذهان مهمة سهلة جدا بوجود الإقبال الشديد من فتياتنا على هذه المسلسلات.

فعوض أن ترى الفتاة نماذج من النساء المسلمات اللواتي يفتخرن بالحجاب والعفة وحُسن الخُلق، فإنها ترى نماذج لنساء يتباهين بالموضة وعرض المفاتن، وما أبعد هذا عن ديننا وأخلاقنا العامة، وديننا لا يمنع التزين ولا الظهور بهيئة حسنة، لكنه يضع ضوابط لذلك، فلقد خلق الله عز وجل الإنسان في أحسن صورة وحباه من الصفات ما جعله في أحسن تكوين، وأتم خلق، والإنسان بطبعه يميل إلى إضفاء لمسات جمالية على خلقته الأصلية، أولها الاعتناء بنظافة البدن، كالغسل والوضوء وسنن الفطرة، ونظافة الملبس والمكان، على أن الزينة بالنسبة للمرأة المسلمة تحكمها ضوابط وتقيدها شروط، وهى عدم التبرج وضرورة ستر الزينة، وعدم إظهارها إلا لمن تجوز له رؤيتها، ومراعاة حدود الزينة أمام النساء، وألا ترتكب المرأة بزينتها حراما.

وألا تتشبه بالكافرات وأهل الكتاب والفساق، وألا تتزين بما فيه ضرر وبما يخالف الشرع من الثوب الضيق أو الشفاف وأن تتجنب لباس الشهرة، وتراعي الاعتدال وعدم الإسراف، مع حُسن القصد وعدم التغرير، فأين بناتنا من هذه الضوابط؟ والدعوة الصريحة لإقامة العلاقات المحرّمة والتساهل في تكوينها وممارسة الزنا، وأكاد أجزم أن في كل مسلسل مدبلج علاقة محرّمة أو أكثر، بل قد يُبنى المسلسل كله على تلك العلاقة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار