المقالات

الدكروري يكتب عن الشوري في عهد الخلفاء الراشدين

الدكروري يكتب عن الشوري في عهد الخلفاء الراشدين

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

لقد كان للشورى في عهد الخلفاء الراشدين أمثلة كثيرة، كان منها ما عقب وفاة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مباشرة، حيث كان قد أعد جيشا بقيادة أسامة بن زيد لغزو الدولة البيزنطية، وعسكر الجيش خارج المدينة ينتظر حشد المقاتلين، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم توفى في هذه الأثناء، وبدأت حركة الردة، وأمر أبو بكر الصديق أسامة بالسير بجيشه، لكن عددا من الصحابة قلقوا من تهديد المرتدين للمدينة بينما يتجه كل رجاله لغزو الروم، فجاء إلى أبي بكر الصديق، عمر وعثمان وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد، وطلبوا منه تأجيل حملة أسامة إلى ما بعد القضاء على حركة الردة، حتى يأمنوا خطر المرتدين، إلا أن أبا بكر الصديق أقنعهم بعد أن ذكرهم بتوصية الرسول صلى الله عليه وسلم.

بإنفاذ حملة أسامة وهو على فراش الموت، وقد أعاد أبو بكر الصديق الكرة عند وفاته، حيث طلب من الصحابة في البداية اختيار خليفتهم بأنفسهم، فلما احتاروا في أمرهم طلبوا منه أن يرشح لهم أحدا، ففكر في عمر بن الخطاب، وأخذ يشاور الصحابة في أمره، حتى قرر ترشيحه للخلافة، ويمكن القول أن مجلس شورى أبي بكر الصديق تألف بصورة أساسية من عمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، وقد اتسم جهاز الشرطة في عهد الخلافة الراشدة بالبساطة، وكان في البداية تابعا للنظام القضائي يُعنى بتطبيق الأحكام القضائية، ثم تطور فانفصل عن القضاء وصار لكل مدينة نظام شرطة، ولم يكن للشرطة وجود حقيقي طوال عهدي أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب.

حيث كانت الدولة عسكرية اعتمدت في الجيش على حماية أمنها، لكن الحاجة برزت للشرطة بعد انقضاء عهد عمر بن الخطاب وكان أول من أسس نظام العسس للقيام بمهام الشرطة في الليل هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، والذي كان يتولى مهام العسس هذه بنفسه مع الصحابي عبد الرحمن بن عوف، وكان كذلك أول من أنشأ حبسا لاعتقال الجناة أطلق عليه السجن بعد أن كان هؤلاء يحبسون في المساجد، ثم قام عثمان بن عفان بتأسيس أجهزة شرطة في الولايات والأقاليم، فكان أول من أنشأ جهاز الشرطة في الدولة الراشدة، وقام من بعده الإمام علي بن أبي طالب بتنظيم جهاز الشرطة في عهده، وعين له رئيسا يسمى صاحب الشرطة، وعُرفت هذه باسم شرطة الخميس، وكما اهتم الخلفاء الراشدون بتحرى العدل وتطبيقه طوال فترة حكمهم.

لكونه إحدى قيم المجتمع الإسلامي المهمة، وقد قامت الدولة الراشدة على احترام حقوق الإنسان والعدل، رغم أن هذه القيم انهارت بدرجة كبيرة بعد انتهاء الدولة وانبثاق الخلافة الأموية وما تبعها من دول عنها فقام الخليفة أبو بكر الصديق في عهده مثل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأداء مهمة القضاء والتحكيم بنفسه، إلى جانب عدد من الصحابة الذين كان يستشيرهم الناس، وكان أول من بدأ بتعيين القضاة على ولايات الدولة وأقاليمها البعيدة هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.

الدكروري يكتب عن الشوري في عهد الخلفاء الراشدين

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار