المقالات

الدكروري يكتب عن الشيطان في دار الندوة

الدكروري يكتب عن الشيطان في دار الندوة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد كان في قريش دارا للمناسبات تسمي دار الندوة، ودار الندوة هو المكان الذى تم فيها الاجتماع بين سادات وزعماء قريش فى مكة، لقتل النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت الأغلبية موافقة على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان الملهم للأغلبية في هذا الجرم الكبير شيطانان، وهما شيطان الأنس أبو جهل وهو عمرو بن هشام، وشيطان الجن إبليس عليه لعنة الله، ولم تستطع الأقلية أن تفعل شيئا، وبالتالي خرج زعماء قريش ينتقون من قبائلهم العناصر التي ستقوم بتنفيذ العملية الإرهابية لاغتيال رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ودار الندوة هي مقر لتنظيم وإدارة شؤون مكة، كان يجتمع بها حكماء مكة الرجال من قبائل قريش وخزاعة وشيوخهم، ويترشح لدخولها كل من تجاوز الثلاثين من العمر.

للتشاور والتحاور وإبداء الرأي فيما بينهم، كما كانت لها وظائف أخرى متعددة، فهي المكان الذي تنطلق منه القوافل التجارية وفيها كانت تحط رحالها حين عودتها، كما ترفع فيها راية الحرب، وتخرج الجيوش المكية منها حين اشتعال فتيل الحرب، بالإضافة إلى إعلانهم عن ختان الذكور، فلا تقضي القبيلة أمراً إلا بها، وهي تقع في بطن مكة في الجهة الغربية من الكعبة، وقد أنشأ دار الندوة قصي بن كلاب بن مرة بن كعب، ولم يكن اسمه قصيا، بل زيدا، وسمي قصي بعد ذلك لأنه قصّي عن قومه، حيث عاش في بني عذره، على أطرف بلاد الشام، بعيدا عن قومه، وسبب ذلك، أن أمه فاطمة بنت سعد بن سيل تزوجت بربيعة بن حرام من سادات بني عذره بعد وفاة زوجها كلاب بن مره والد قصي.

فارتحلت مع زوجها ربيعة إلى بلاده وأخذت معها قصي لصغر سنه، وبعد ما شب قصي وكبر وحدث خلاف بينه وبين رجل من بني عذره، فأنبه وانتقص منه لأنه غريب وليس من قومه، فرجع قصي إلى أمه وقد وجد في نفسه مما قاله الرجل، فسألها عن ذلك، فأخبرته بقومه، فعزم على اللحاق بهم، فألحت عليه أمه أن لا يعجل، وينتظر حتى يخرج مع الحجاج المتجهين إلى مكة، خوف غائلة الطريق إن سافر منفردا، وفي مكة المكرمة تزوج قصي من حبى بنت حليل بن حبشية الخزاعي، فأنجبت له عددا من الأولاد الذكور، وكثر مال قصي وعظم شرفه، فلما توفى حليل، وكان يلي أمر مكة المكرمة، عمل قصي على انتزاع ولاية مكة والكعبة من خزاعة، معتبرا نفسه أولى منهم في ذلك.

وأن حليل بن حبشية، دفع بأمر مكة إلى قصي، لانه أحب أن يجعل ولايتها في يد أبناء بنته حبى، في حين أن هناك رواية تذكر بأن قصي اشترى ولاية مكة والبيت من وكيل حبى أبي غبشان بزق خمر وعود، وقد أبت خزاعة على قصي أن يلي أمر البيت، فاستعان بقومه قريش، وببني عذرة قوم أخيه من أمه رزاح بن ربيعة بن حرام، إذ بعث إليه قصي يستنصره، فلبى دعوته وآزره على خزاعة، وتحارب الطرفان، فلما اشتد القتال وكثر القتل والجراح فيهم، تداعوا للصلح، على أن يحتكما إلى يعمر، وقيل عمر بن عوف بن كعب، فكان حكمه أن قصيا وقومه أولى بمكة، والبيت، وأن كل دم أصابه قصي من خزاعة موضوع، فيشدخه تحت قدميه، وأن كل دم أصابته خزاعه وحلفاؤهم، من قريش وحلفائها ففيه الدية، وبذلك تحقق لقصي مبتغاه في ولاية مكة المكرمة والبيت الحرام.

الدكروري يكتب عن الشيطان في دار الندوة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار