المقالاتشريط الاخبار

الدكروري يكتب عن وما ربك بظلام للعبيد

الدكروري يكتب عن وما ربك بظلام للعبيد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد حرم الله عز وجل الظلم علي نفسه

لقد حرم الله عز وجل الظلم علي نفسهفسبحانه وتعالي هو الحاكم العادل، فسبحانه وتعالي هو الحق وهو العدل ” وما ربك بظلام للعبيد ” ولكن الناس أنفسهم يظلمون، وقد روى البخاري ومسلم والإمام أحمد والبيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال”من اقتطع شبر أرض ظلما طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين” كما روى عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لعن الله من غير تخوم الأرض” وأمام هذا النهي الصارخ يكون على الذين يقتطعون ويغيرون الحدود سواء حدود الأملاك أو حدود الدول أن يستعدوا لوعيد الله ورسوله” ويقول النبي صلي الله عليه وسلم ” لا يغرس مسلم غرسا، ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيئ إلا كانت له صدقة” ويقول الإمام النووي رحمه الله إن هذا الحديث يدل على فضيلة الزرع والغرس.

وأن أجر الزارع مستمر ما دام زرعه باقيا ومتناميا ويستفاد منه إلى قيام الساعة، كما أن أهل العلم اختلفوا في أفضل الأعمال التي يجني منها الإنسان رزقه، فقيل التجارة وقيل الصنعة باليد، وقيل إن الزراعة هي أطيب المكاسب ورجّح النووي هذا القول، ويتبين أيضا من هذا الحديث أن الثواب الذي يجنيه العبد إذا أكل من زرعه أو أتلف هو ثواب خاص بالمسلمين، ولا يناله غيرهم، فهم سينالون أجرهم على هذا في الآخرة بإذن الله تعالي، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له ألست فيما شئت؟ قال بلي ولكن أحب أن أزرع، فبذر فبادر الطرف نباته واستواؤة واستحضاده، فكان أمثال الجبال، فيقول الله دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء” وهنا يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل من أهل الجنة.

ومتنعم بنعيمها يطلب من الله تعالى أن يزرع في أرضها، فيسأله الله تعالى أليس لديك جميع ما تحب وتشتهي من الطعام والشراب وأصناف النعيم، فلماذا تحتاج إلى الزرع، فيقول إنه يحب ذلك فيبذر البذور في أرض الجنة، فما هي إلا أقل من طرفة عين فينمو زرعه ويتكاثر حتى يصبح كالجبال، ويكون نموه هذا بدون حصاد وسواه مما يحتاج إليه الزرع في الدنيا، فيقول الله عز وجل حينها خذ ما شئت، فإنه لا يشبعك شيء، وفي هذا توبيخ لبني آدم وأنهم يحبون الكثرة ويطلبون المزيد حتى وإن كانوا في الجنة، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتي يغرسها فليغرسها” والفسيلة هي النخلة الصغيرة، وفي هذا الحديث حض على الاستثمار وترغيب باغتنام الفرص حتى وإن كان ذلك عند قيام الساعة.

لأجل الزرع في الأرض وإعمارها بالخير الذي ينتفع به الآخرون فيكون ذلك بمثابة صدقة جارية يظل أجرها باقيا إلى يوم القيامة، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “سبع يجري للعبد أجرهن، وهو في قبرة بعد موته، من علم علما أو أجري نهرا، أو غرس نخلا، أو بني مسجدا، أو ورث مصحفا، أو ترك ولد يستغفر له بعد موته” ويذكر هذا الحديث أنواعا متعددة من الصدقات الجارية التي يبقى أجرها بعد الموت وكأن العبد ما زال مستمرا في فعلها، وهذه الصدقات هي التعليم ويدخل فيه التأليف والإفتاء، وحفر الآبار وإجراء الأنهار وإن كان ذلك العمل كان بقصد المنفعة الشخصية، ولكن استمرار انتفاع العباد به جعل أجره مستمرا، ومن الصدقات الجارية أيضا الزراعة، وغرس النخيل وأنواع الفاكهة المختلفة مثل العنب والتين التي تستمر بالنمو ولا تحتاج لكبير اهتمام.

الدكروري يكتب عن وما ربك بظلام للعبيد

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار