أخبار ومقالات دينيةشريط الاخبار
الدكروري يكتب عن عفو النبي عن الصحابي حاطب
الدكروري يكتب عن عفو النبي عن الصحابي حاطب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن الصحابي حاطب بن أبي بلتعة، وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال أن عبدا لحاطب شكا حاطبا فقال يا نبي الله، ليدخلن النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كذبت لا يدخلها أبدا وقد شهد بدرا والحديبية ” وعندما نقضت قريش الصلح الذي أبرمته مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الحديبية، عزم النبي صلى الله عليه وسلم، على معاقبتها، وأمر أصحابه بالتجهز للغزو، وأخفى وجهته، حتى يفاجئ قريشا، فيتحقق له النصر بأقل الخسائر، ودعا الله تعالى قائلا ” اللهم أعمي عليهم خبرنا حتى نأخذهم بغتة ” وفي هذه الأثناء قدمت إلى المدينة امرأة مشركة من قريش اسمها سارة، وكانت مولاة لرجل من بني هاشم.
تطلب المساعدة إثر حاجة شديدة ألمّت بها، فحث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقاربه على إعطائها، فأعطوها مالا وثيابا وجملا تركبه، فخرجت عائدة إلى مكة، عندئذ اغتنم حاطب رضي الله عنه عودتها وحمّلها رسالة إلى أهل مكة مقابل مبلغ من المال دفعه لها، وكتب في الرسالة يخبر قريشا بعزم النبي صلى الله عليه وسلم على الغزو، وأن وجهته قد تكون مكة والذي دفع حاطبا رضي الله عنه، لفعل ذلك أنه لم يكن قرشيا، وإنما كان حليفا لقريش، وكان له أهل وأموال في مكة، فأراد بهذا العمل أن يصنع معروفا لقريش، فيكافؤوه عليه بحماية أقاربه وأمواله حين يغزوهم المسلمون، ولكن الله تعالى أخبر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بما قام به حاطب، فأرسل عددا من فرسان أصحابة يأتوه بالرسالة قبل أن تصل لقريش.
وعن عبد الرحمن بن حاطب أن أباه كتب إلى كفار قريش كتابا، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير، فقال انطلقا حتى تدركا امرأة معها كتاب فائتياني به، فلقياها، وطلبا الكتاب، وأخبراها أنهما غير منصرفين حتى ينزعا كل ثوب عليها، قالت ألستما مسلمين ؟ قالا بلى، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدثنا أن معك كتابا، فحلته من رأسها، وهذا الموقف لحاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه، يوم فتح مكة والذي أرسل رسالة إلى مشركي مكة يُخبرهم فيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جهّز جيشا لفتحها، مخالفا بذلك أوامر القائد الأعلى للمسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومُعرّضا جيش المسلمين لخطر عظيم ولكن كيف يكون ردّ الفعل المناسب في أية دولة في العالم؟
وهو إن القتل هنا عقاب مقبول جدا مهما كانت ملابسات الحدث، وما رأينا بعض الصحابة يقترحه، ولكن ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إنه بعد أن أمسك بالخطاب الخطير، وعلم ما فيه أرسل إلى حاطب رضي الله عنه، وسأله في هدوء ” يا حاطب ما هذا؟ قال حاطب يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرا ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن اتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت كفرا ولا ارتدادا ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لقد صدفكم” فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق.
قال صلى الله عليه وسلم” إنه قد شهد بدر، وما يدريك لعل الله أن يكون قد أطلع علي أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم” وعفي عنه النبي صلي الله عليه وسلم.
الدكروري يكتب عن عفو النبي عن الصحابي حاطب