المقالاتشريط الاخبار

الدكروري يكتب عن الحدود في ظاهرها وباطنها

الدكروري يكتب عن الحدود في ظاهرها وباطنها

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد بشر النبى الكريم صلى الله عليه وسلم كافله بمرافقته في الجنة، فقال “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين” وأشار بالسبابة والوسطى، وفرج بينهما شيئا، لذا فإن رعاية الأيتام والإحسان إليهم من أفضل الأعمال الصالحة لما جاء في الحث عليه والترغيب فيه، وكما أن الله عز وجل حد حدودا وأمرنا ألا نتعداها، وجعل للتعدي علي هذه الحدود كفارات، فالحدود وإن كانت في ظاهرها قسوة على شخص أو شخصين إلا أنها في الحقيقة رحمة للمجتمع بأسره، والقاعدة الشرعية أن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة، ومن صور الرحمة في دين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم رحمته بأهل الأرض كلهم فالأرض كلها لله والدين الذي يرضاه الله لأهل الأرض هو الإسلام، ولذلك كان من رحمة الله التي أرسل بها رسوله صلى الله عليه وسلم.

أن يعم الإسلام الأرض كلها، فمن وقف ضد دخول الإسلام إلى بلد من البلاد فإنه يقاتل ومن هنا نعرف أن الجهاد في سبيل لله أيضا من مظاهر الرحمة في شريعة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولعل هذه القضية من أشد القضايا التي تثار من قِبل الكفار لتشويه صورة الإسلام ودعوة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وإنه لا بد من النظر في الحكمة من الجهاد في سبيل، وطريقة هذا الجهاد، فالحكمة كما تقدم أن يعم الإسلام جميع الأرض، وهل من شرط الجهاد أن يدخل الناس جميعا في الإسلام ؟ فالجواب لا لقول الله تعالى “لا إكراه في الدين” فمن أراد أن يبقى على دينه فله ذلك بشرط أن يدفع الجزية إن كان رجلا بالغا عاقلا، على أن يكون تحت حكم الإسلام وهؤلاء يعرفون بأهل الذمة، فهذه هي الحكمة من الجهاد.
وأما طريقة الجهاد فهي من أرقى وأجل الطرق، ولعل مما يلخصها قول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث بريدة رضي الله عنه قال ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال “اغزوا بسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال فأيتهن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم” رواه مسلم، وبمثل هذه الوصية نعرف سمو الجهاد في شريعة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وأهدافه النبيلة، فأين هذا من الذين ينتقدون الجهاد في الإسلام في حين تسمح لهم نفوسهم بصناعة قنابل هيدروجينية أو جرثومية تقتل في ثوان معدودة مئات الآلاف من البشر ؟
وإن أحكام الإسلام هي الحكم على الناس وليست أفعال الناس هي الحكم على الإسلام، فقد يتصرف بعض المسلمين تصرفات ليست من الإسلام في شيء، فلا يجوز من باب الإنصاف أن يُعمم هذا التصرف على الإسلام أو على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الرحمة رقة في القلب، تستلزم العطف بكل كائن حي، وهي خُلق يدل على نبل الطبع، وسمو الروح، وصفاء النفس، ونقاء المعدِن، وكمال المروءة، وعلو الهمة في الإنسان، تجعله يرق لآلام الناس، ويسعى لإزالتها جهد استطاعته، ويتألم لأخطائهم، فيتمنى لهم الهدى، وديننا الحنيف أمر بالتراحم العام، وجعله من دلائل الإيمان الكامل.
اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار