“الديجا فو”.. حين يختلط الحاضر بصدى الماضي
بقلم: محمود سعيد برغش
في لحظة مفاجئة، وبدون سابق إنذار، يجد الإنسان نفسه في قلب مشهد يعتقد أنه عاشه من قبل، رغم أنه يحدث أمامه للمرة الأولى. مشهد يتكرر، حوار يبدو مكررًا، إحساس يراوده بأنه مرّ بهذه اللحظة سابقًا. هذه الظاهرة تُعرف باسم “ديجا فو” (Déjà Vu)، وهي واحدة من أكثر الظواهر النفسية والعصبية إثارة وغموضًا.
ما هي الديجا فو؟
“ديجا فو” كلمة فرنسية تعني “شوهد من قبل”، وهي تصف الشعور بأن الإنسان يمر بتجربة مألوفة رغم علمه أنها تحدث لأول مرة. يستمر الإحساس لبضع ثوانٍ فقط، لكنه يترك أثرًا عميقًا في النفس والعقل، يدفع الإنسان إلى التساؤل عن طبيعة الزمن والذاكرة.
التفسير العلمي
يرى علماء الأعصاب أن الديجا فو ناتجة عن خلل مؤقت في نقل المعلومات داخل الدماغ، وتحديدًا بين مراكز معالجة المعلومات والذاكرة. فعندما تُرسل إشارة من الحواس إلى الدماغ، يحدث أحيانًا اضطراب يجعل المعلومة الجديدة تُخزن في الذاكرة الطويلة بدلًا من القصيرة، فيشعر الشخص بأنها ذكرى قديمة.
أبعاد نفسية وروحية
بعيدًا عن التفسير العلمي، هناك من يرى في الديجا فو شيئًا يتجاوز حدود المنطق. بعض الفلاسفة يعتبرونها دليلاً على تشابك الأزمنة، أو انعكاسًا لحياة سابقة. وهناك من يربطها بالأحلام التي تتحقق لاحقًا، أو برسائل من العقل الباطن.
ظاهرة شائعة وغامضة
تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 60 إلى 70 بالمئة من البشر يمرون بهذه الظاهرة في مرحلة ما من حياتهم، وغالبًا في سنوات الشباب. وهي ليست مؤشرًا على مرض أو اضطر
