الذات تلتقي مع الذات
سفير السلام العالمي د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي
تبدأ حياة الإنسان بصرخة يطلقها وهو يخرج من الظلمة إلى النور وتنتهي بصمت وهو مطبق الشفتان ليدخل الظلمة الثانية ولذلك هو يعيش في دوامة المتناقضات فيمضي العمر بين الظلمة والنور والشك واليقين والسعادة والتعاسة واليأس والأمل والخيبة والجوع والشبع وضيق وفرج والغنى والفقر والصدق والكذب والرجاء والاطمئنان والخوف والخير والشر والقناعة والطمع وما بين الحب والكراهية تعتريه البرودة والدفء وهو في صراع داخلي وجبهات خارجية تجعله في فر وكر بين مكر وخديعة أو نيات حسنة قلما يجدها ولكن يبقى حبل الوصال موصولا برجاء لا ينقطع منه الأمل هو خلو الإنسان إلى ذاته الحقيقية ليختلي بذاته وروحه مع الذات العليا الأبدية السرمدية تنير ظلمته ليجد السعادة الخالدة فلا صراع مع المتناقضات فالرجاء عنده لا ينقطع منه الأمل واللقاء الحميم ليس بعده فراق فهل من أمل أن يمده لينتشلني من دوامة صراعاتي بعد ما فقدت الأمل لتعود ذاتي لذاتي ويشع فيها نور ذاته العلية تعطيني الأمان الذي لم أجده والحب المفقود الذي كنت ابحث عنه عند سواه
سفير السلام العالمي د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي