
الرئيس السيسى يكرم أسر الشهداء تقديرًا لتضحياتهم
الوطنية
متابعة نشوى شطا
في مشهد مهيب يحمل أسمى معاني الوفاء والتقدير، شهدت مصر تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي لأسر الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، في رسالة واضحة بأن تضحياتهم لن تُنسى، وأن الدولة لن تدخر جهدًا في رد الجميل لأسرهم. كان الحفل مليئًا بالمشاعر الجياشة التي امتزجت بالفخر والدموع، حيث تجسدت روح التضحية في كلمات الرئيس ونظرات الأهالي الذين استشعروا أن أبنائهم ما زالوا أحياءً في وجدان الأمة.
من بين هؤلاء الأبطال الذين نالوا شرف التكريم، كان الشهيد النقيب محمد حسن عبد الحفيظ عبد الموجود، ابن سلاح المدرعات، الذي ارتقى في الخامس من سبتمبر عام 2013 أثناء تأديته واجبه في تأمين أحد الكمائن بمحافظة الإسماعيلية. لقد واجه الخطر ببسالة، مدافعًا عن أرضه وأهله، ليصبح اسمه محفورًا في سجل الشرف الوطني. وفي لحظة امتزجت فيها مشاعر الفخر بالحنين، تسلم درع التكريم الأستاذ أحمد حسن عبد الحفيظ، الذي يعمل في رئاسة مركز ومدينة طهطا بمحافظة سوهاج، وكان برفقته والدة الشهيد التي حملت صورتَه بقلب الأم التي فقدت فلذة كبدها لكنها وجدت في هذا التكريم عزاءً وسندًا.
لم يكن هذا الحدث مجرد احتفال رمزي، بل كان تأكيدًا على أن مصر لا تنسى أبناءها، وأن التضحية من أجلها ليست مجرد ذكرى تُروى، بل رسالة تستمر وتتناقلها الأجيال. التكريم لم يقتصر على أسرة الشهيد محمد حسن عبد الحفيظ فحسب، بل شمل العديد من أسر الشهداء الذين حضروا وسط أجواء مفعمة بالاعتزاز والامتنان. كلمات الرئيس لم تكن بروتوكولية، بل جاءت من قلب قائد يعرف معنى الفقد، ويدرك أن الوطن لن يُبنى إلا بسواعد أبنائه الذين دفعوا أرواحهم ثمنًا لحمايته.
وجد هذا الحدث صدى واسعًا بين الحضور، ولم يكن مجرد لحظة عابرة، بل رسالة ممتدة وصلت إلى كل بيت مصري، لتؤكد أن الشهادة ليست فقط وسامًا على صدور الأبطال، بل هي مسؤولية تتحملها الدولة والمجتمع تجاه من ضحوا بحياتهم من أجل استقرار الوطن. المواطنون الذين تابعوا الحفل شعروا بأن الدولة ترسّخ مفهوم الوفاء والعرفان، وأن القيادة السياسية تضع أبناء الشهداء وأسرهم في موضع التقدير الذي يليق بهم.
ما بعد هذا التكريم، تتجه الأنظار إلى المستقبل، حيث أصبح من الضروري تعزيز هذه الروح الوطنية من خلال دعم أسر الشهداء ليس فقط بالتكريم المعنوي، بل أيضًا بتقديم كل ما يلزم لضمان حياة كريمة لهم. البرامج الاجتماعية والدعم النفسي والتأهيل المهني لأسر الأبطال يجب أن تكون جزءًا من استراتيجية الدولة، حتى يستمر تأثير هذه اللحظات العظيمة في الواقع العملي.
رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته، فقد غادروا الدنيا بأجسادهم، لكن أرواحهم ما زالت تحرس الوطن، وتُلهم الأجيال القادمة بأن التضحية في سبيل مصر شرف لا يُضاهى، وأن الوطن الذي يُكرّم أبناءه المخلصين، هو وطنٌ جدير بالبذل والعطاء.
الرئيس السيسى يكرم أسر الشهداء تقديرًا لتضحياتهم
الوطنية