المقالات

الروح تميل لمن يقاسمها الحزن والتعب وقسوة الأيام

جريدة موطني

الروح تميل لمن يقاسمها الحزن والتعب وقسوة الأيام

محمود سعيدبرغش

الروح تميل لمن يقاسمها الحزن والتعب وقسوة الأيام

الحياة سلسلة متشابكة من الأحداث التي تجمع بين الفرح والحزن، والراحة والتعب. في خضم هذه الرحلة، تنكشف لنا حقيقة العلاقات التي نعيشها، ومدى عمقها وصدقها. الروح البشرية، بضعفها وقوتها، تميل دائماً لمن يقف إلى جانبها في أوقات الشدة والضيق، لأنه حينها تتجلى الأفعال الصادقة التي لا تقبل التزييف.

عندما تُثقلنا الأعباء وتحيط بنا قسوة الأيام، نجد أنفسنا في حاجة لمن يمنحنا دعماً حقيقياً، شخص يُشاركنا ألمنا، يخفف عنا وطأة الأيام، ويمنحنا شعوراً بالأمان. هؤلاء الأشخاص هم الذين يفهمون أن الحضور بجانب من نحب في الشدة ليس مجرد واجب، بل هو تعبير صادق عن الوفاء.

أما في أوقات الفرح، فالجميع يظهرون على الساحة، يتشاركون الابتسامات ويبدون كالأصدقاء المقربين. لكنها لحظات، رغم جمالها، لا تختبر جوهر العلاقات. المواقف السعيدة لا تحتاج إلى تضحية أو جهد، ولهذا فإنها لا تميز بين المحب الحقيقي ومن يجاملنا في أوقات الفرح فقط.

الصداقة الحقيقية تظهر حين تكون الحياة مظلمة وتحتاج إلى من ينيرها. الحب الحقيقي لا يُقاس بالكلمات المعسولة، بل بمواقف الدعم والاحتواء وقت الألم. لذلك، يُقال إن الإنسان لا يحتاج من يحل مشاكله، بل من يشعره بأنه ليس وحيداً وهو يواجهها.

علينا أن نتعلم أن نُقدّر هؤلاء الذين يشاركوننا أوقات الحزن قبل أوقات السعادة، لأنهم الجواهر الثمينة في حياتنا. هم الذين يجعلوننا ندرك أن الحياة، رغم صعوباتها، تحمل جمالاً خاصاً في وجود من يتقاسمها معنا بصدق ووفاء.

في النهاية، الروح تميل إلى من يشاركها الحزن والتعب، لأنه هو من يحمل معنا أعباء الحياة، ويمنحنا القوة للاستمرار. فلنحافظ على هؤلاء القلوب النادرة التي تمنحنا دفء الحب في أصعب اللحظات.

الروح تميل لمن يقاسمها الحزن والتعب وقسوة الأيام

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار