- السلام في بداية الإسلام
بقلم / محمــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين، إن تحية أهل الجنة، وتحية المؤمنين يوم يلقون ربهم تحييهم بها الملائكة الكرام، وذلك عندما يساق أهل الجنة إلى الجنة زمرا، وتفتح لهم أبوابها الثمانية، فيتلقاهم خزنتها فالتحية بالسلام ، وكما جعل الله عز وجل رحمته سلام، وكما أن أهل الإيمان لهم نعيم آخر أكبر حين يكلمهم ربهم، الرحيم بهم بالسلام عليهم، وعند ذلك تحصل لهم السلامة التامة من جميع الوجوه، ومن آداب السلام أن يسلم القليل على الكثير، والراكب على الماشي، والصغير على الكبير، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
” يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير” وفي رواية عند الإمام أحمد “والصغير على الكبير” وقال الإمام علي رضي الله عنه “يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم، ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم” ومن الآداب أيضا هو إلقاء السلام عند الاستئذان في دخول البيوت والاتصال بالآخرين عبر الهاتف، فعن ربعي بن حراش قال حدثني رجل من بني عامر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أألج؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم للجارية اخرجي فقولي له قل السلام عليكم أأدخل؟ فإنه لم يحسن الاستئذان، قال فسمعتها قبل أن تخرج إلي الجارية فقلت السلام عليكم أأدخل؟ فقال وعليك ادخل” فيا أيها المسلمون، لماذا نبخل بإلقاء هذه الكلمة الطيبة على إخواننا المسلمين.
أليس هذا من غلظ الطبع وشراسة الخلق، وتنافر الوحدة المعنوية بين المسلمين، فماذا نخسر لو ألقينا هذه الجملة الناعمة هدية من هدايا القلب السليم واللسان النقي الكريم، أليس من البخل وسوء المعاملة المرور مشاة أو ركبانا بجانب إخواننا المسلمين ولا نسلم عليهم؟ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن أبخل الناس من بخل بالسلام وأعجز الناس من عجز عن الدعاء” فإن السلام عبادة من العبادات التي لها أحكامها الشرعية، ويجمل بالمسلم أن يعرفها لأن السلام ليس شعيرة موسمية موقوتة، ولا شعيرة في مكان دون مكان، ولا شعيرة خاصة بقوم دون قوم، بل هي شعيرة دائمة، وشعيرة عامة، للرجال والنساء والأطفال فلذلك كان التفقه فيها مما يعني كل مسلم ومسلمة، وإن السلام معناه إلقاء هذه الكلمة لفظا.
وهو مستحب استحبابا كبيرا فمن تركه لا إثم عليه، لكن فاته الفضل والأجر، وأما الرد على السلام فإنه واجب يأثم المسلم بتركه، ويضاف إلى هذا أن الرد يكون بالمثل فأكثر لا بأقل لهذه الآية الكريمة، وهذا الوجوب ليس عينيا، بل هو كفائي إذا كانوا جماعة، وأما إذا كان المسلّم عليه وحده فهو وجوب عيني، وإن في بداية الإسلام كان يجوز أن يلقي المسلم السلام على المصلي فيرد عليه المصلي وهو في صلاته بلفظه، فبقي ذلك زمنا ثم نسخ، فعن عن عبدالله بن مسعود قال كنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا فقلنا يا رسول الله، كنا نسلم عليك في الصلاة فترد علينا؟ فقال ” إن في الصلاة شغلا”.
السلام في بداية الإسلام