المقالات

 رسول الله العابد الأواب

جريده موطني

 رسول الله العابد الأواب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم الأحد 22 أكتوبر 2023

 رسول الله العابد الأواب

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم، الذي نرى فيه العابد الأواب الذي يقف في صلاته، يتلو سورة طويلة من القرآن في انتشاء وغبطة لا يقايض عليها بملء الأرض تيجانا وذهبا، ثم لا يلبث أن يسمع بكاء طفل رضيع كانت أمه تصلي خلفه في المسجد فيضحي بغبطته الكبرى، وحبوره الجياش، وينهي صلاته على عجل رحمة بالرضيع الذي كان يبكي، وينادي أمه ببكائه، ونرى فيه الإنسان الذي وقف أمامه جميع الذين شنوا عليه الحرب والبغضاء، وقفوا أمامه صاغرين، ومثلوا بجثمان عمه الشهيد حمزة بن عبد المطلب، ومضغوا كبده في وحشية ضارية. 

 

فيقول لهم، وهو قادر على أن يهلكهم اذهبوا فأنتم الطلقاء” ونرى فيه صلى الله عليه وسلم الإنسان الذي يجمع الحطب لأصحابه في بعض أسفارهم، ليستوقدوه نارا تنضج لهم الطعام، ويرفض أن يتميز عليهم، ونرى فيه الإنسان الذي يرتجف حين يبصر دابة تحمل على ظهرها أكثر مما تطيق، ونرى فيه الإنسان الذي يحلب شاته، ويخيط ثوبه، ويخصف نعله، ونرى فيه الإنسان، وهو في أعلى درجات قوته، يقف بين الناس خطيبا فيقول “من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه” فكان صلى الله عليه وسلم يحمل عن العجوز، وإن كانت كافرة به ولم تكن تعرفه حتى إذا أوصلها لبيتها حذرته من اتباع من يدّعي النبوة، فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم أنه محمد بن عبدالله، وكان إذا ذبح شاة وأمر بتوزيع جزء منها على الجيران، لا ينسى أن يوصي “هل أهديتم إلى جارنا اليهودي؟” 

 

وتروي كتب السّير أنه صلى الله عليه وسلم بكى لما رأى جنازة مشرك، ولما سُئل عن سبب بكائه صلى الله عليه وسلم، قال “نفس تفلتت مني إلى النار” وتبلغ رحمته صلى الله عليه وسلم بأعدائه القمة السامقة عندما يتعرّض لإيذائهم، ففي هذه المواطن التي يفقد فيها الرحماء رحمتهم، عندما تعرّض للسباب والضرب من أهل الطائف، ونزل ملك الجبال في صُحبة أمين الوحى جبريل عليه السلام يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم أن يُطبق عليهم الأخشبين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم قولته المشهورة “اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون” وفي هذا القول جمع النبي صلى الله عليه وسلم مقامات الإحسان كلها، فقد عفا عنهم، والتمس لهم العذر بجهلهم، ثم دعا لهم ولم يكن هذا موقفا فريدا للنبي صلى الله عليه وسلم، بل كان هذا خلقه مع من خالفه وحاربه. 

 

كما في قوله صلى الله عليه وسلم “اللهم اهدى دوسا، اللهم اهدى ثقيفا، اللهم اهدى أم أبي هريرة” ثم تجلت رحمته صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، وقد فعل أهلها به وبأصحابه ما فعلوا، فقال عمر لما كان يوم الفتح ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، أرسل إلى صفوان بن أمية، وإلى أبي سفيان بن حرب، وإلى الحارث بن هشام، قال، عمر فقلت لقد أمكن الله منهم، لأعرفنهم بما صنعوا، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مثلي ومثلكم كما قال يوسف لإخوته كما جاء فى سورة يوسف ” لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين” وقال عمر رضى الله عنه فافتضحت حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم من كراهية أن يكون بدر مني، وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال. رسول الله العابد الأواب

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار