أخبار ومقالات دينية

السلام و الإستئذان في الشريعة

جريدة موطنى

 السلام والإستئذان في الشريعة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمه، وجاهد في سبيل الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا، فقد قال الإمام النووي بأن الصحيح الذي جاءت به السنة، وقاله المحققون، أنه يقدم السلام على الاستئذان، فيقول السلام عليكم، أأدخل؟ رواه مسلم، وأما عن إلقاء السلام عند مغادرة المجلس، فإذا كان المسلم جالسا مع إخوانه ثم قام ليفارقهم، فالسنة أن يسلم عليهم. 

فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا انتهى أحدكم إلى المجلس، فليسلم، فإذا أراد أن يقوم، فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة” رواه أبو داود، وأما عن إلقاء السلام على من يقرأ القرآن؟ فإنه يُكره إلقاء السلام على من يقرأ القرآن، أو من هو مشغول بالدعاء أو التلبية في الحج أو العمرة، ولكن إذا سلم عليه أحد، وجب عليه رد السلام، وأما عن إلقاء السلام على المؤذن أثناء الأذان ؟ فإنه يُكره إلقاء السلام على المؤذن أثناء أذانه، ولكن لو سلم عليه أحد، وجب عليه رد السلام بلفظه المعتاد لأن ذلك يسير لا يبطل الأذان، ولا يُخلّ به، وأما عن إلقاء السلام والرد عليه أثناء خطبة الجمعة؟ فإنه يسن لمن دخل المسجد والإمام يخطب أن يصلي ركعتين تحية المسجد. 

وليتجوّز فيهما، ثم يجلس وينصت للإمام، ولا يلقي السلام على أحد من المصلين، وإذا ألقى عليه أحد السلام، لا يرد بالقول، ولكن يشير بيده فقط، وإذا عطس أحد فلا يشمّته، وأما عن إلقاء السلام على الأموات ؟ فإن من السنة أن يسلم المسلم على الأموات عند زيارة المقابر، ويدعو لهم بالرحمة، وعن بريدة، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول في رواية أبي بكر السلام على أهل الديار، وفي رواية زهير، يقول السلام عليكم أهل الديار، من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية” رواه مسلم، وعن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت كيف أقول لهم يا رسول الله؟ 

قال “قولي السلام على أهل الديار، من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون” رواه مسلم، فما أحوج العالم اليوم إلى منهج حق وعدل ليسود السلام والأمان ربوع العالم كله، نعم، فعالمنا اليوم يموج في بحر من الظلمات، ظلم وطغيان، وسفك دماء، وشعوب تباد وأخلاق تدمر، وقيم ومثاليات تهدم، وأحوال تبدل، حتى أصبح الباطل حقا، والحق باطلا، وقام الهوى مقام الرشد، والضلال مقام الهدى، والمنكر مقام المعروف، والكذب مقام الصدق، والخيانة مقام الأمانة، فأدى ذلك إلى انحراف في الفطر، وظلمة في القلوب، وكدر في الأفهام، وربّي على ذلك الصغير، وهرم فيه الكبير، وأصبح باطن الأرض خيرا من ظاهرها، ومعاشرة الوحوش أهون من معاشرة البشر، وكأن الدنيا أصبحت تُحكم بمنهج الغابة، بل هي كذلك.

السلام و الإستئذان في الشريعة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار