السمع أمانة واليد أمانة
السمع أمانة واليد أمانة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 18 ديسمبر 2024
السمع أمانة واليد أمانة
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأشهد أن لا إله إلا الله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى لا تحصى نعمه عدا ولا نطيق لها شكرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والخليل المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن على النهج اقتفى وسلم تسليما كثيرا ثم ما بعد إن التفاضل بين الناس يكون بالعمل الصالح وحسن الخلق والتقوى والإخلاص لله تعالى والصدق معه سبحانه، أما القبيلة فليس لها محل في ميزان التفاضل الرباني، أما عند الناس اليوم فربما نعم، وذلك لجهلهم بدين الله عز وجل، وهل نفع أبو طالب وأبو لهب قربهما ومكانتهما من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وكان كل واحد منهما عمه، بل تأمل هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” ومن بطأ به عمله لم يسرغ به نسبة ” رواه مسلم.
بل انظر إلى بلال الحبشي وسلمان الفارسي وغيرهما رضي الله عنهما كيف أن إسلامهما أدخلهما الجنة، لم يضرهما أنهما لم يكونا من قريش أو غيرها من القبائل، فإحذر يا عبد الله أن تأخذك العزة بالإثم فتفخر على الناس بقبيلتك وعملك سيء، وسيرتك أسوأ من عملك، بل المهم هو العمل الصالح، فإنتبه من العصبية القبلية فقد جاء ذمها في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه هي القبلية والعصبية التي يدعو إليها بعض الجهال اليوم، فنسأل لنا ولهم الهادية والرشاد والتوفيق والسداد وأن يهدينا سواء السبيل، وإن من الأمور التي ينبغي أن تكون وموجودة في المجتمع الإسلامي هو الأمانة وهي ضد الخيانة والأمانة كلمة واسعة المفهوم يدخل فيها أنواع كثيرة.
فمن هذه الأنواع الأمانة العظمى وهي الدين والتمسك به، والأمانة تعم جميع وظائف الدين، ويعتبر تبليغ هذا الدين أمانة أيضا، فالرسل أمناء الله تعالي على وحيه كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء ” رواه البخاري، وكذلك كل من جاء بعدهم من العلماء والدعاة، فهم أمناء في تبليغ هذا الدين، وكل ما يأتي من أنواع يمكن دخولها في هذا النوع وكل ما أعطاك الله تعالي من نعمة فهي أمانة لديك يجب حفظها وإستعمالها وفق ما أراد منك المؤتمن وهو الله جل وعلا، فالبصر أمانة والسمع أمانة واليد أمانة والرجل أمانة واللسان أمانة والمال أمانة أيضا، فلا ينفق إلا فيما يرضي الله عز وجل والعرض أمانة.
فيجب عليك أن تحفظ عرضك ولا تضيعه، فتحفظ نفسك من الفاحشة وكذلك كل من تحت يدك وتحفظهم عن الوقوع فيها، فقال أبي كعب رضي الله عنه من الأمانة أن المرأة أؤتمنت على حفظ فرجها والولد أمانة فحفظه أمانة ورعايته أمانة وتربيته أمانة، والعمل الذي توكل به أمانة، وتضييعه خيانة، لما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ” رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر لما سأله أن يوليه قال “وإنها أمانة ” رواه مسلم.