ادب وثقافة

السويس… مدينة التاريخ و المستقبل

جريدة موطني

السويس… مدينة التاريخ و المستقبل
=================
تاريخ من البطولات والصمود منذ الفراعنةالكتاب اللاليكترونى (تحت الطبع) السويس كما لم تعرفها من قبل قراءة من اعماق الفكر مدينة التاريخ والمستقبل
======================
السويس مدينة لها تاريخ عريق بدأ مع العصر الفرعوني حيث اتخذ منها فرعون مصرقاعدة لعملياته الحربية لتامين مناجم سيناء ولردع الغزاة وأطلق عليها اسم “سيكوت” عام 2563ق.م، وفى عهد الاسرتين 19 ، 22 كانت تسمى ” يو ــ سويتس” , ثم أطلق عليها اسم “يوسويتس”, وابان حكم اليونان أطلق عليها اسم “هيروبوليس” أي مدينة الأبطال ، وعندما حكمت كليوباترا أطلقت عليها اسم “كليو باتريس” , وفى القرن 19الميلادى اطلق عليها خماروية بن احمد بن طولون اسم ” السويس ” .
وتعد السويس أكبر مدينة مصرية على البحر الأحمر وتقع على الطرف الشمالي لخليج السويس. اُطلق اسمها على قناة السويس التي تربط البحر المتوسط والبحر الأحمر. وتقع شرق دلتا نهر النيل، غرب خليج السويس، على المدخل الجنوبي لقناة السويس. يحدها شمالاً الإسماعيلية، وجنوباً البحر الأحمر، وشرقاً جنوبي سيناء، وغرباً القاهرة والجيزة.
وكان في مقدمة الأسباب، التي عاقت نموّ مدينة السويس، ندرة المياه العذبة. إذ كان الماء ينقَل إليها على ظهور الجمال، من عيون موسى، التي تقع على مسافة 16 كم، إلى الجنوب الشرقي من السويس. وكانت مكاتب شركات الملاحة البحرية والفنادق الأجنبية، في السويس، تعتمد في خدمة موظفيها ونزلائها، على المكثفات لتحويل ماء البحر إلى ماء عذب. ولمّا أُنشئ الخط الحديدي بين القاهرة والسويس، تولّت الحكومة المصرية نقْل الماء من القاهرة إلى السويس، في صهاريج. وكانت الحكومة تبيع الماء للأهالي.
لذلك، يُعد حفْر ترعة السويس الحلوة، أحد العوامل المهمة، التي أدت إلى تطوّر المدينة، ونموّ العمران فيها. والواقع أن مشروع حفْر هذه الترعة، ارتبط ارتباطاً وثيقاً بمشروع القناة نفسها، بل إن شركة قناة السويس، رأت أن يكون حفْر هذه الترعة سابقاً لحفْر القناة، حتى لا تتعثر عمليات الحفْر، كما حدَث في السنوات الأربع الأولى لتنفيذ مشروع حفْر القناة، في النصف الشمالي من برزخ السويس، بين بورسعيد وبحيرة التمساح .
وقد عرفت هذه الترعة العذبة باسم “ترعة الإسماعيلية” , ويصور علي مبارك أهمية ترعة الإسماعيلية، وأثرها في تطور مدينة السويس، في “الخطط التوفيقية”، بقوله: “ومن أكبر أسباب عمارة مدينة السويس، وصول مياه النيل إليها، من الترعة الإسماعيلية، التي أنشئت في عهد الخديوي إسماعيل. وجعل فمها من “بولاق مصر” بالقاهرة ومصبها في البحر الأحمر، عند مدينة السويس. فجرى هناك مياه النيل، صيفاً وشتاءً. فتبدل، بذلك، جدب تلك المنطقة خصباً، وأحيا كثيراً من أراضيها. فوجدنا،
هناك، حدائق ذات بهجة، فقد زُرِع على جانب الترعة القمح والشعير والبرسيم، وأنواع كثيرة من الخضر”.
وفى 25 من ابريل عام 1859 بدأ حفر قناة السويس لتصبح شريانا يربط البحر الأحمربالبحر المتوسط وافتتحت للملاحة في 17 نوفمبر 1869وأصبح للمدينة أهمية عالمية كمدينة تجارية وسياحية وصناعية من الدرجة الأولى .
وتضم المدينة خمسة أحياء، هي: حي السويس: وهو حي حضري، تقع فيه معظم الهيئات والمصالح الحكومية , وحي “الأربعين”: ويغلب عليه الطابع الشعبي , وحي عتاقـة: ويضم معظم المناطق السكنية والمصانع والشركات وتم فصل هذا الحى إلى اثنين (حى فيصل والصباح وحى عتاقه), حى فيصل: ويحتوى على المناطق السكنيه حتى طريق القاهرة وحى عتاقه , وحي الجناين: و يغلب عليه الطابع الريفي.
وقد عانت السويس الكثير من ويلات وجود قوات الإحتلال داخل اراضيها ومنذ ذلك الحين تأكد بحق أن مدينة السويس مدينة الكفاح المسلح حيث كافحت الغزو البريطاني وسطر أبناؤها بدمائهم الزكية أروع ملاحم البطولة حيث تشكلت كتائب الفدائيين من أبناء المدينة التي كانت تهاجم المعسكرات البريطانية الموجودة عند أطراف المدينة وخاضوا معارك ضارية ضد العدو الجاثم علي أرضها ، و حين استعادت مصر قناة السويس عام 1956 كانت السويس علي موعد مع القدر في مواجهة العدوان الثلاثي علي أرضها واستطاعت المقاومة الشعبية التي خاضها ابناء القناة من بورسعيد واسماعيلية و السويس وصمود وصلابة الشعب المصري أن تنهي عصر الامبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس.
وعقب هزيمة 5 يونيو 1967 كانت السويس نموذجاً لارادة والصمود وربما لم يعرف الكثيرين أن السويس كانت تستعد للمعركة قبل بدايتها ب 72 ساعة حيث حضرا محافظ السويس حامد محمود وجمال سعد أمن الاتحاد الاشتركي ومدير الأمن ونظيرهم من محافظة بورسعيد والاسماعيلية اجتماعاً مع القيادة السياسية حيث أبلغوا بضرورة الاستعداد لمواجهة العدوان الاسرائيلي – و سرعان ما تشكلت كتائب للمقاومة من قداما الضباط والجنود حيث أقيمت مراكزلتدريب القادرين علي حمل السلاح من منطقة بورتوفيق و السويس ، وقام الاتحاد الاشتراكي ومنظمة الشباب تنظيم عمليات التطوع للمقاومة الشعبية وحملات
التبرع بالدم من داخل المصانع والمدارس والاجهزة الحكومية – وهذه الاستعدادت تمت قبل بداية المعارك – وكان من الطبيعي ان يتحمل رجال المقاومة الشعبية عبء الدفاع عن المدينة التي كانت تستقبل فلول الجنود المنسحبين من الجبهة حتي قبل قدوم القوات العربية من الجزائر للسويس .
وفي يومي 15،14 يوليو عام 1967حاول العدو انزال بعض القوارب في القناة وكان يردد أنه يمتلك النصف الطولي للقناة الموازي للبر الشرقي للقناة والمصريون يمتلكون فقط النصف الغربي ، وكان الهدف من هذه العملية هو رفع العلم الاسرائيلي علي الشمندورة الموضوعة في القناة التي تحدد المجري الملاحي وما أن أقتربت القوارب من الشمندورة حتي تصدي لها أفراد المقاومة الشعبية بقيادة الفدائي محمد عبد ربه وهو أحد العاملين بهيئة قناة السويس وتمكنت المجموعة من اسر ضباط وجندي اسرائيلي و كانا أول أسيرين يتم تسليمها إلي القوات المسلحة ، وعقب هذه العملية وفشل العدوني في تحقيق أهدافة راح يقصف المنازل والمساجد و الكنائس بقذائف المدفعية الثقيلة من شرق القناة بهدف اضعاف الروح المعنوية و القضاء علي المقاومة الشعبية ولم تسلم مصانع البترول من طائرات العدو التي كانت تمطرها بالصواريخ .
وسرعان ما انتشر النيران في معظم الاجهزة لذلك صدر قرارا بضرورة ضرورة تحفيف الكثافة السكانية للمدينة لافساح المجال للقوات المسلحة للمواجهة مع العدو ولهذا قررت لجنة الأمن القومي في 5/9/1967 بحضور محافظي مدن القناة الثلاثة بتهجير جميع السكان اللذين ليس لديهم عمل فعلي والاحتفاظ بالحد الادني لموظفي وعمال الحكومة والقطاع العام ، وتم تفريغ المدينة من السكان حيث أوجدت لهم الدولة المساكن المناسبة في معظم مدن الجمهورية بالاضافة إلي مراكز الايواء التي أنشأت خصيصاً في كافة نجوع وقري الجمهورية.
وجاءت حرب السادس من أكتوبر 1973 ليظهر أهالي السويس شجاعة بالغة في التصدي للعدو الصهيوني حيث يقول اللواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته : حاول لواءان من فرقة أدان المدرعة اقتحام المدينة من الشمال والغرب بعد قصف بالمدفعية والطيران مدة طويلة لتحطيم الروح المعنوية للمقاتلين داخل المدينة . ودارت معركة السويس اعتبارا من 24 أكتوبر بمقاومة شعبية من ابناء السويس مع قوة عسكرية من الفرقة 19 مشاة داخل المدينة , ويصعب على المرء أن يصف القتال الذى دار بين الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية من جهة وشعب السويس من جهة أخرى وهو القتال الذى دار فى بعض الشوارع وداخل المبانى وبجهود رجال السويس ورجال الشرطة والسلطة المدنية مع القوة العسكرية ، أمكن هزيمة قوات العدو التى تمكنت من دخول المدينة ، وكبدتها الكثير من الخسائر بين قتلى وجرحى , وظلت الدبابات الإسرائيلية المدمرة فى الطريق الرئيسى المؤدى إلى داخل المدينة شاهدا على فشل القوات الإسرائيلية فى اقتحام المدينة والاستيلاء عليها.
واضطرت القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من المدينة وتمركزت خارجها ،ومن هنا أصبح يوم 24 أكتوبر عيدا وطنيا تحتفل به السويس بذكري المقاومة الشعبية في صد العدوان الإسرائيلي على المدينة في حرب أكتوبر 1973.
بقلمي وفاء عبد الغفار 

السويس… مدينة التاريخ و المستقبل

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار