أخبار العالماخبار

الشرق الأوسط على صفيح ساخن | تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل يهدد استقرار المنطقة

موطني

الشرق الأوسط على صفيح ساخن | تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل يهدد استقرار المنطقة

محمد صباح


الشرق الأوسط على صفيح ساخن | تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل يهدد استقرار المنطقة
الشرق الأوسط على صفيح ساخن | تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل يهدد استقرار المنطقة

تعيش منطقة الشرق الأوسط مرحلة شديدة الحساسية، بعدما بلغ التوتر بين إيران وإسرائيل مستويات غير مسبوقة، تضع الإقليم بأسره على حافة مواجهة مفتوحة قد تمتد تداعياتها إلى ما هو أبعد من حدود الدولتين المتخاصمتين.

في الأسابيع الأخيرة، شهدت المنطقة سلسلة من التصعيدات المتبادلة، شملت ضربات جوية واغتيالات نوعية وهجمات سيبرانية، ما ينذر بتحول الصراع من حرب بالوكالة إلى مواجهة مباشرة، خاصة في ظل انخراط أطراف إقليمية ودولية بشكل غير مباشر في دعم هذا الطرف أو ذاك.

خلفية الصراع : جذور وأبعاد معقدة

يعود التوتر بين طهران وتل أبيب إلى سنوات طويلة، تغذيه عوامل أيديولوجية وسياسية وعسكرية، أبرزها الملف النووي الإيراني، والدور الإيراني في دعم حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، وتهديدات متبادلة تمس الأمن القومي للطرفين. تعتبر إسرائيل التوسع الإيراني في سوريا ولبنان واليمن تهديدا مباشرا لها، فيما ترى إيران أن إسرائيل تمثل رأس الحربة الغربية في المنطقة.

التصعيد الأخير : هل اقتربت المواجهة المفتوحة؟

شهدت الأيام الماضية ضربات جوية مجهولة الهوية على مواقع إيرانية في سوريا، تلاها ردود فعل عنيفة عبر حلفاء إيران، ما فسره مراقبون بأنه “حرب رسائل” تنذر بتصعيد أوسع. تقارير استخباراتية تؤكد أن إسرائيل ترفع جاهزيتها تحسبا لرد إيراني مباشر، بينما تكثف طهران تحركاتها العسكرية والإعلامية.

ردود الفعل الدولية : بين القلق والدعوات للتهدئة

الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا أبدت قلقا بالغا، ودعت إلى ضبط النفس، فيما عبرت بعض الدول العربية عن خشيتها من أن تمتد المواجهة إلى حدودها.

ويبرز الدور الصامت للصين، التي تراقب تطورات المنطقة بترقب استراتيجي نظرا لأهمية استقرار الشرق الأوسط في ملف الطاقة العالمي.

المخاوف الإنسانية: الشعوب تدفع الثمن

وسط هذه التجاذبات، تبقى الشعوب هي الخاسر الأكبر ففي الوقت الذي يتصاعد فيه الخطاب العسكري، يعاني ملايين المدنيين في مناطق النزاع من تداعيات اقتصادية وأمنية مدمرة، فضلا عن موجات نزوح وارتفاع أسعار السلع وغياب الاستقرار السياسي.

السيناريوهات القادمة: هل من أفق للتهدئة؟

يرى خبراء أن فرص المواجهة المباشرة ما زالت قائمة، لكنها غير مرجحة حاليا نظرا لحسابات معقدة تتعلق بالتوازنات الدولية، والضغوط الاقتصادية على إيران، وحساسية الوضع الداخلي في إسرائيل لكن في المقابل، فإن استمرار الحرب غير المباشرة قد يؤدي إلى أخطاء قاتلة تشعل مواجهة لا يمكن السيطرة عليها.

الشرق الأوسط يقف اليوم أمام منعطف خطير، يحتاج إلى حكمة سياسية وعقلانية دولية تمنع انفجارا جديدا في منطقة لم تندمل فيها بعد جراح حروبها القديمة. إن مستقبل شعوب المنطقة يتطلب أولا سلاما حقيقيا لا يبنى على القهر، بل على التفاهم والعدل وإرادة الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى