المقالات

الشعار السائد اليوم

الشعار السائد اليوم  

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إنه ينبغي علي الإنسان أن تكون أعماله كلها هادفة، فمثلا هو حين يذبح الدابة فإنه يذبحها ليأكلها، فأصبحت أعماله هادفة لا يوجد عنده عمل عشوائى، وكما أن الدابة الميتة تجلب الأمراض، فهذا هو الشيء الآخر، وهو أنه عندما تموت الدابة، أى ماتت لعلة أو لمرض أو لجرثوم أو لتسمم، فالدابة الميتة مظنة مرض، ومظنة خطر على الإنسان، وهذه علة أخرى، ولقد أصبح الشعار السائد اليوم إلا ما رحم ربى، مصلحتي الشخصية فوق كل اعتبار، ولكن كم هو من مبدأ قاصر النظر، عديم الإحساس، أناني، هل المصلحة الشخصية تهدم كل القيم الإنسانية النبيلة والتربية الحسنة، فهذا هو الواقع وهذا هو التوجه. 

 

ولكن هل سيأتي اليوم الذي تعود به العلاقات الشخصية كما كانت منذ أربعة عقود أم تسوء؟ ومنْ المسئول عن هذا التوجه في المجتمع؟ وكيف نصحح هذا المفهوم الخاطئ؟ هل المدرسة أوالجامعة أوالمسجد أوالأندية الرياضية أوالحي أومكان العمل جميعا والمزيد لهم أدوار كبيرة في التثقيف والتلطيف في محاولة القضاء على العلاقة تنتهي بعد انتهاء المصلحة، فالحب والبغض من طبيعة الإنسان، ومن صفاته المتأصلة، ولن يخلو إنسان من حب أو بغض، وفي الغالب يُسير الحب والبغض النفس، فتصدر الأعمال والأقوال تبعا لهما، فالحب يورث الائتلاف والمودة، والتعاون والرحمة، فتسعد الجماعات والأمم والأفراد. 

 

وأما البغض، فيورث القطيعة والهجر، والفرقة والاختلاف والقسوة، فتفترق الجماعات والأفراد، وتفسد علاقات الأمم، ولما للحب والبغض من أثر على الأمة وضع الإسلام لهما ميزانا، وحد لهما حدودا، حتى لا يشقى الناس بين حب أعمى وبغض عقيم ، فالميزان الحق أن يكون حبك وبغضك لله، تحب المؤمنين ولو خالفوا رأيك، وتبغض الكافرين المفسدين ولو وافقوك أحيانا، والحب في المجتمع الإسلامي دافعه الإخلاص لله وحده لا شريك له، لا المجاملة الكاذبة والرياء، ولا المصالح الدنيوية، ولكن هل انتهت الصداقة الحقيقية بين الناس وتحوّلت إلى صداقة مصالح؟ وهل مبدأ صداقتي هي مصلحتي هو السواد الأعم في مجتمعنا؟ 

 

للأسف وبحزن كبير أقول نعم هذا هو التوجه العام، هناك من يتردد بالاتصال بإنسان يعرفه منذ سنوات لكن تحت ضغط المصلحة الشخصية يقوم بذلك، إنها قمة التفكك الاجتماعي وهيمنة قيم جديدة خارج العرف البشري السوي، وهذا التوجه خلق الازدواجية في التعامل مع الآخرين هذا أرحب به وهذا أطيقه، ولكن ماهو الحب من أجل المصلحه ؟ فهو الحب الخادع الذي يظهر بأنه حب لشخص معين، وفي حقيقته يريد معرفة شيء معين لايستطيع الوصول له الا عن طريق هذا الشخص، وعندما يصل الى مصلحته وهدفه ينتهي كل هذا الحب، ولكن يجب أن نعلم جيدا أن الحب يجب أن يكون فى الله. 

 

ومن أعظم آثار الحب في الله عز وجل أن الله يلحق المحب بمحبوبه في الآخرة ولو لم يوازيه في العمل، وليس الحب كلمة تقال، وإنما هو واقع يعيشه المحب لحبيبه، يورث نصحا وإرشادا، وبذلا وعطاء، وتضحية وإيثارا، وتفقدا ودعاء، إنها معانى عظيمة تظهر بين المتحابين، ولهذا لما كان هذا العمل عظيما كان الجزاء عليه كبيرا من الرحيم الرحمن بأن يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار