أخبار ومقالات دينية

الصحابة وأشد أنواع العذاب والتنكيل

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن الصحابة وأشد أنواع العذاب والتنكيلالدكروري يكتب عن الصحابة وأشد أنواع العذاب والتنكيل
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله، أما بعد فإنه عجيب أمرك أيها الإنسان، قد يوصلك إيمانك بالله تعالي إلى أن ترقى أعلى الدرجات ويراق دمك في سبيل الله من أجل دينك وعقيدتك ودعوة الناس إلى الله، فإننا نريد أن نلج روضات الشهداء، وأن نستأنس بالحديث عنهم ونتشرف بكلامنا عن مآثرهم التي جاء بها كتاب ربنا ونطقت بها سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ولكن لماذا سُمي الشهيد شهيدا؟ فيقول الإمام النووي رحمه الله ” وأما سبب تسميته شهيدا فقال النضر بن شميل لأنه حي فإن أرواحهم شهدت وحضرت دار الإسلام وأرواح غيرهم.

إنما تشهدها يوم القيامة، وقال ابن الأنباري إن الله تعالى وملائكته عليهم الصلاة والسلام يشهدون له بالجنة وقيل لأنه شهد عند خروج روحه ما أعده الله تعالى له من الثواب والكرامة، والشهداء أحياء في قبورهم، أحياء لا يموتون وهي اصطفاء من الله، كرامة لا يمكن أن يحظى بها كل أحد هيأ الله أصحابها لها وأورثهم الجنة بها، ويكفي أن نعلم أن كل ميت يعلم أن مآله إلى الجنة لا يمكن إذا خيّر بين البقاء في قبره والرجوع إلى أهله أن يختار الرجوع إلى الدنيا وذلك لما أعده الله له من واسع فضله وعظيم نعمته إلا الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع لترتوي الأرض بدمائه مرة بعد مرة، فإنه يتمنى أن تمزق أحشاؤه في سبيل دينه إن الشهادة رتبة تمناها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ” والذي نفسي بيده وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل”.

ولا يخفى عليكم أن من علمائنا من جنح إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم مات شهيدا من اثر سم يهود، ومرتبة الأنبياء أكمل بلا ريب، ولكن أُريد أن يُجمع له بين أشتات الفضائل، وكفى بصوت الطلقات والدبابات اليوم على رأس الشهيد فتنة، وكفى بصوت الراجمات والصواريخ وقذائف الهاوند والآر بي جي اليوم علي رأس الشهيد فتنة، وكفى بالكيماويات السامة اليوم فتنة، وإذا كنا نعتقد أن الله سبحانه وتعالى الإله الواحد المستحق للعبادة، فهو سبحانه خالقنا وخالق كل شئ، قد ارتضى لنا الإسلام خاتم الديانات دينا ومحمدا نبيا ورسولا، فإنه يعني هو الدين حتى تقوم الساعة، وبما أنه موحى به من الخالق، فلا يستقيم أن نقول أن هناك أمور طرأت تستلزم ترك النصوص جانبا، فالدين الإسلامي بتعاليمه السمحة صالح لكل زمان ومكانن.

وقد تعجب كل العجب عندما تتحدث مع بعض الناس عن زمن الصحابة يسارع في الرد عليك قائلا ليس زمانه يا شيخ وهو لايعلم أن الدين والشرع صالح لكل زمان ومكان، فالانتماء للدين قبل كل شيء فمن لم ينتمي لدينه ومن هو جاحد لدينه فلن يتعلم الانتماء للوطن وحب الوطن، وإن من أجل ذلك تحمل الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين الأوائل الصعاب والمشاق في سبيل نشر الدين الإسلامي وتعرضوا لأشد أنواع العذاب والتنكيل، حتى أن المسلم كان يأتي لرسول الله صلي الله عليه وسلم، يشكو قسوة التعذيب، كما روي أن خبابا يقول أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد ببردة وهو في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلت ألا تدعوا الله ؟ فقعد وهو محمر وجهه.

فقال صلى الله عليه وسلم” قد كان من كان قبلكم ليمشط بأمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك عن دينه ويوضع المنشار على مفرق رأسه باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله عز وجل” وفى روايه زاد على ذلك ” والذئب على غنمه ” ولكنكم تستعجلون ” رواه البخارى. 

الدكروري يكتب عن الصحابة وأشد أنواع العذاب والتنكيل

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار