الصناعات الثقافية … واستراتيجية العمل المستقبلي … دراسة تحليلية
ساهرة رشيد
صدرت الدراسة الموسومة “الصناعات الثقافية … واستراتيجية العمل المستقبلي” للباحثة زينب فخري حسين ضمن سلسلة الدراسات والبحوث التي يتناولها مركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة والسياحة والآثار.
وقد بيّنت الباحثة في الدراسة أن الصناعات الثقافية تعني الأنشطة التي تنتج وتعيد إنتاج الأعمال الثقافية حسب مبادئ الإنتاج الصناعي، أي أن الأعمال الثقافية والفنية الأصلية يمكن تحويلها إلى سلع استهلاكية مثلها مثل السلع الصناعية الأخرى. وتقوم الصناعات الثقافية على منطق اقتصادي؛ وذلك أنها تعدّ مورداً يمكن استغلاله والانتفاع منه بالاستثمار، وقد حاولت الباحثة عن طريق هذه الدراسة تحديد استراتيجية خاصة بالصناعات الثقافية تتعلق بالعمل المستقبلي لوزارة الثقافة والسياحة والآثار تتعدى مديات الخطط الحالية المقترحة لأعوام معينة وضمن حدود دوائر بعينها.
واقترحت الباحثة من أجل وضع استراتيجية للصناعات الثقافية ما يلي:
تخصيص موازنات وصناديق خاصة بالصناعات الثقافية، وصناديق دعم واستثمارات خاصة بهذه الصناعات، تخصص ضمن الموازنة، وتأكيد الاعفاءات الجمركية لتشمل المواد الأولية والآلات والمكائن ومكونات الصناعات الثقافية المستوردة، وتقديم تسهيلات مالية وتسهيلات ائتمانية لمشروعات الصناعات الثقافية مع الاهتمام بالعمل التوزيعي والتسويقي من خلال الاستفادة من التقنيات المعاصرة في التسويق. واستحداث منصة للصناعات الثقافية، والعمل على تطوير البيئة التشريعية الداعمة للصناعات الثقافية. وتنشيط الحركة السياحية من خلال وضع الحلول والخطط الاستباقية للتغيرات المناخية، وتحسين مناخ الاستثمار السياحي.
وأكدت الباحثة أن تطور الصناعات الثقافية يسهم بتطور الواقع الصناعي في العراق الذي يعاني من الاهمال بسبب عدم وجود استراتيجية تعمل لمديات بعيدة للنهوض بواقعه، وتطور الصناعات في العراق سيكون له دور في تطور الهيكل الانتاجي للاقتصاد القومي.
ومن الاستنتاجات التي توصلت لها الباحثة أنه يجب وضع رؤية مستقبلية واضحة للاقتصاد العراقي، وان تحدد استراتيجية بعيدة المدى معتمدة نظام السوق من أجل خلق حالة من النمو المستدام تستند على دور فاعل لوزارة الثقافة والسياحة والآثار. وأن تتبنى وزارة الثقافة والسياحة والآثار ومن خلال المستشارين والخبراء لاستراتيجية خاصة بالصناعات الثقافية المستقبلية تكون داعمة للاقتصاد الوطني. ويجب معالجة وايجاد حلول لأهم معوقات عمل بعض دوائر وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية التي لديها صناعات ثقافية، من تخصيص مالي وغيره. ويجب أن تتضمن دعماً للمبدعين بتوفير وتأمين حاضنات للمبدعين مع العمل على تطوير البيئة التشريعية الداعمة للصناعات الثقافية بتشريع قوانين وأنظمة خاصة بالصناعات الثقافية.
هذا ومما تجدر الإشارة إليه أن مركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة والسياحة والآثار له إسهامات ثقافية متعددة، تتركز أهمها في إعداد الدراسات والبحوث واستطلاعات الرأي وإقامة الندوات والمحاضرات وورش العمل التي تتعلق بالعمل الثقافي في داخل الوزارة وخارجها.