
العقابُ والجِمال
شعرٌ ساخر عن ترامبور وصحراء الخليج
قال العقابُ ترامبورُ في العُلى متبجِّسًا
“أنا الإلهُ إذا طرتُ، ومن يُجاري مخلبِي؟”
نادتهُ جِمالُ الرملِ من أرض الخليجِ تقولُ:
“سِر في سماكَ، وسنُعطيكَ البُخورَ وموهبِي”
“أعطِنا أمنًا، فنحنُ نخافُ من الذئابِ
ومن صقورٍ حولنا تقضمُ الماءَ والعشبِ”
ضحكَ ترامبورُ وقالَ: “الأمنُ ليسَ بصفقةٍ،
بل صفُّ تمرٍ، ونفطٌ يصبُّ في جيبِي!”
“وارفعوا لي فوقَ كلِّ نخلةٍ تمثالَ فخرٍ،
واكتبوا: هنا مرَّ العقابُ ذو الذهَبِ”
قالَ جملٌ عجوزٌ يُدعى قطيفُ بن نخلةٍ:
“لكنَّ هذا العقابَ يأخذُ أكثرَ من يُعطِي!”
“كلُّما قدّمنا شيئًا، طالبَ بسبعينَ ضعفَهْ،
وإنْ قلنا (لا)، قال: أنتم خونةٌ في اللعبِ!”
لكنّ باقي الجِمالِ هزّتْ رؤوسَها طربًا،
تخافُ من الصقورِ، وتنسى لعنةَ اللعِبِ.
حتى إذا ما مالَ العقابُ عن سمائِهمُ،
قالوا: “أينَ الأمنُ؟ وهل خانَنا في الهربِ؟”
فردّتْ البومةُ الحكيمةُ من عرينِها ضاحكةً:
“مَن يَستأمِنْ عقابًا، يُؤكلْ ولو تحتَ الجَلبِ!”
أشرف ماهر ضلع
العقابُ والجِمال