الفرق بين زكاة المال وزكاة الفطر: أحكامها وموعدها ومستحقوها
بقلم /محمود سعيدبرغش
الزكاة ركن من أركان الإسلام، وهي نوعان: زكاة المال وزكاة الفطر، ولكل منهما أحكامها وشروطها. وفي هذا المقال سنتناول الفرق بينهما من حيث التعريف، الموعد، المستحقين، والدليل من القرآن والسنة.
أولًا: زكاة المال
تعريفها
زكاة المال هي مقدار محدد من المال يُخرج سنويًا عند بلوغ المال النصاب وحوله عليه الحول (مرور سنة قمرية)، وهي واجبة على كل مسلم يملك النصاب الزكوي.
موعدها
تجب زكاة المال عند مرور عام قمري كامل على المال المملوك، بشرط أن يبلغ النصاب، وهو ما يعادل 85 جرامًا من الذهب أو 595 جرامًا من الفضة.
من يستحق زكاة المال؟
حدد الله تعالى مصارف زكاة المال في قوله:
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (التوبة: 60).
أي أن الزكاة تُعطى لـ:
1. الفقراء: الذين لا يجدون ما يكفيهم.
2. المساكين: الذين يجدون بعض حاجتهم لكنهم لا يملكون الكفاية.
3. العاملين عليها: من يجمعون ويوزعون الزكاة.
4. المؤلفة قلوبهم: من يُراد تثبيتهم على الإسلام أو تأليفهم للإسلام.
5. في الرقاب: تحرير العبيد والأسرى.
6. الغارمين: من أثقلتهم الديون.
7. في سبيل الله: الجهاد وأعمال الخير.
8. ابن السبيل: المسافر المنقطع عن بلده ويحتاج للمساعدة.
دليلها من السنة
قال النبي ﷺ: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا” (متفق عليه).
—
ثانيًا: زكاة الفطر
تعريفها
زكاة الفطر هي صدقة واجبة تُخرج في نهاية شهر رمضان لتطهير الصائم من اللغو والرفث، ولإغناء الفقراء عن السؤال يوم العيد.
موعدها
يجب إخراجها قبل صلاة عيد الفطر، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، كما جاء عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: “فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر من رمضان صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة” (متفق عليه).
من يستحق زكاة الفطر؟
تُعطى للفقراء والمساكين خاصة، كما قال النبي ﷺ: “أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم” (رواه البيهقي).
مقدارها
تُخرج زكاة الفطر من طعام غالب قوت أهل البلد، مثل: التمر، الشعير، الأرز، أو غيرها، ويقدر بصاع نبوي (حوالي 2.5 إلى 3 كيلو جرامات من الطعام).
—
الفرق بين زكاة المال وزكاة الفطر
—
خاتمة
زكاة المال وزكاة الفطر من أركان الإسلام التي تهدف إلى تحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين، حيث تطهر النفس والمال، وتسد حاجة الفقراء، وتحقق روح التراحم في المجتمع الإسلامي. لذا، ينبغي على كل مسلم الالتزام بأدائها في وقتها المحدد وبالشروط الشرعية الواردة في القرآن والسنة.
اللهم تقبل منا زكاتنا، وطهر بها أموالنا وأنفسنا، وبارك لنا فيها، واغفر لنا تقصيرنا، إنك سميع مجيب.
