جريدة موطني الدولية تحاور الكاتب السوري محمد فتح الله
حاوره بلال كسواني
الآداب تهذّب الروح وترتقي بالنفوس وكتابها سفراء السلام وحرّاس القيم الإنسانية ومن هنا وجب تسليط الضوء على كل من يسير في درب الكلمة الجميلة الفاضلة ، التقت جريدة موطني الدولية بالكاتب محمد فتح الله وكان لنا معه الحوار الآتي:
محمد فتح الله : منذ الصغر كنت أحبُّ الخيال ، وأميل لقراءة الكتب المتنوعة ثم صرت كاتباً لا أتقيد بالكتابة في صنف أدبيِّ محدد بل أكتب وفق ما يقتضيه الموقف . باعتقدي القلم خير رفيق للإنسان ، والأثر خير ما يتركه الإنسان في حياة الآخرين مُذكراً إياهم بعمل الخير .
ما الكتب التي تحرص على قراءتها وتوليها اهتماماً ؟
الكتب التاريخية المستوحاة من واقعة حقيقية حدثت في زمان معين .
لماذا اخترت هذا الصنف من الكاب تحديداً ؟
لأنها تجعل النفس تبحر في بحر واسع من الخيال وتزيد الفضول في استكشاف المزيد بالإضافة إلى أن الكتب التّاريخية تحيي رماد الأرض وتصور لنا الذّكريات في صورة ذات طابع مميز .
هل شكلت الصعوبات المالية جراء الحصار الاقتصادي المفروض على سورية عقبة أمام تطويرك لموهبتك وكيف استطعت تجاوز هذه العقبة ؟
الكتابة دوناً عن كل المواهب كانت ولا تزال تعتمد على الخيال تعتمد على الإرادة، ومن وجهة نظري بإمكان اي كاتب أن يستوحي من حياته كتاب دون أن يشعر بالجهد المالي الكبير ، الشغف والإرادة تحتاج شخصاً مؤمناً بالنجاح شخص يقتدي بمن سبقه في مجال الشّعر والكتابة .
بالنسبة لي لم تُشكل أي عائق، ألجأ للكتابة عندما تُقفل الدًنيا أبوابها، أستنير بالكُتب عندما تُغلق الكلمات مصابيحها في إنارة الظّلام في واقعي.
الكتابة لا تفنى والقلم الذي بدأ بحرف لا يُمكن أن ينتهي ، هُناك طاقة تنبُع من الدّاخل هناك شغف وفضول في استكشاف المزيد، يزداد كُلّما أبحرنا في الرّوايات والكُتب،
منذُ أن كُنا صِغاراً والدّولة والمؤسسات المعنية كانت ولا تزال تجعل تلك الكُتب بالمتناول بما يتناسب مع جميع فئات الشّعب فهذا الوطن الّذي أنجبَ لنا نِزار قباني قادِر على أن يُنجب ألفَ نزار والوطن الذي وصفهُ لنا عمر الفّرا بالأم ليسَ عاجِزاً أن يبني حضارةً. ومدينةِ من الشِعر
التّاريخُ محفورٌ بحجارِتكِ يا بلادي .. هُنا جذوري هُنا قلبي هُنا لغتي.
كيف توفر الوقت والمال والجهد اللازم للكتابة والنشر ؟
الخيال لا يحتاج أن نُعطيه المزيد من الوقت والتفكير ، حتّى في مُنتصفِ النّهار وفي عز انشغالي كان ذهني يُراقِبُ تدُفقَ الكلمات الغزير، ساعات عملي كانت 6 ، وباقي النّهار كانَ للرّاحة وكتابة بعض النّصوص، وخاصةً في فصلِ الشّتاء، ولحسن الحظ ذاتَ مرّة من المّرات وأثناء عملي صادفتُ شخصاً يمتلك دار نشر مشهورة، زادني الفضول أن أطرحَ عليه بعضاً من كلماتي فكانت تلك الصّدفة شرارة لإشعال وهج لا ينطفئ، الشّتاء وكما يُقال هي الأرض الخصبة للكتابة، ستُزهِر تلك الكلمات يوماً والحُلم الذي كُنت تعتقدهُ مُستحيلاً ها هو يتحقق الإرادة والعزيمة كانت رأس مال النّجاح، كتبت قِصة قصيرة عُنوانها أربعونَ ليلةً من الحبّ خالفتُ في تِلك القّصة ماكُنتُ أقرأهُ عادةً فقادني الخيال نحوَ بلادي المفضلة ايطاليا، من أجل أن تحلو الصّدفة احتجتُ أربعونَ يوماً لإنجاز تلك القصة، مختصر الحديث يجب على الكاتب ألا يستسلم للوهم وأن يُحلق في أحلامه نحو السّماء فالغيثُ سيهطلُ في ديسمبر .
حدثنا عن أكتر المقولات أو الأحداث والمشاهد التي أثرت فيك مما ورد في الروايات و الكتب التي قرأتها .
المقولات الأكثر تأثيراً بي والتأثير في سيري بنهج النّجاح
هي مقولة الرّحالة الإيطالي الشّهير “كريستوفر كولمبوس”
لن تعبُرَ المُحيط مالم تتحلى بالشّجاعة أن تترُكَ الشّاطئ يغيب عن ناظريك.
هذه المقولة كانت كافية أن تجعلنا حازمين عند اتّخاذ أي خُطوة، والتّسلق في سلم الصّعود إلى القمة
الوصول إلى القمة، يحتاج أن نستند إلى التّاريخ، ولكي يذكُركَ التّاريخ يجب أن تبحر وتُغامر وتنهزم فتنكسر فتقوى فتنتصر فالتّاريخ لا يتذكر المحاربين لكنه يتذكر الأبطال،
كثير من القرارات في حياتنا تحتاج إلى تلك المعنويات لا لذة للانتصار دونَ حرب ولا مدينة حُرّة دون معركة .
بالإضافة لمشهد صورتُه في رأسي ألف مرة في ألف صورة،
مدينةّ من الخيال، شخصياتّ مفترضة، مشاعر حقيقية،
حبُّ من القلب، لا تكادُ تغيب عن ذهني تلك الرّواية التي أُصنفها ضمن رواياتي المفضّلة “أرض زيكولا” وعلاقة الحبّ التي نشأت بينَ خالد وأسيل
هل تُدرِك معنى أن تذهب إلى مدينة فتُرغم على العيش بِها؟
أن تنسى منزلك وموطنك، فعندما تُقابل من تُحب سيبدو لك وطناً ومنزلاً وعائلة، جسّد هذا الكلام موقف خالد في الرّواية “سأحتل أرض زيكولا من أجل أسيل” عندما تجد ماافتقدتُه في غربتك سيتكفل الحب بإعادتِه إليك، فإلإنسان خُلِق ضعيفا والقوة كانت في الأمان والأمان كان في الحبّ والحبّ مدينتي وعنوانُ كتابتي.
الأدب يقوم على الخيال واللغة والمعارف ( أي المخزون الثقافي ) ، في كتاباتك أي جانبٍ من هذه الجوانب تشعر أنك متمكنٌ منها أكثر ؟
لا أُحب التقيد بقوانين أو كلمات معينة في الكتابة، الخيال لا حدود له والإرادة مرتبطة بقوة النفس، عندما تجتمع الإرادة والخيال وقوة النفس، سيولدُ الإبداع ستتفجر تِلك البراكين، ستكونُ حِمِمها رحيمة بك هذه المرة، في كل نص ستكتبُه ستجدُ أنك تُصلِحُ شيئاً، كرر المحاولة واجعل الكتاب صديقك، ومع تكرار الكتابة والمطالعة والخيال ستصنع من نفسك إنسان خال من الأخطاء والعيوب،
ستتلاشى تلك الأوهام وتسقُط كأوراق الخريف،
ذلك البُستان سيزُهر زيتوناً فلسطينياً وياسميناً دمشقياً ويكون بطيبهِ عِطراً فرنسياً،
ستقفُ على ناصية الحُلم وتُلامس الغيوم،
ستجتمع معالم الجّمال في كلماتك، ويُشطَب الماضي الأسود الآن أنا هُنا، كل تلك الكوابيس كانت فترة ومرت.
لا أعلم صراحة أي جانب من الجوانب تلك أنا متمكن منها أكثر ، إلى هذه اللحظة أنا نفسي غير قادر على أن أُصنف كتاباتي ضمن أي مجال لكن خيالي وإبداعي وسفري في الأُفق يُخبرني أن أستمر وصوتُ المستقبل بخبرني أن غدي أفضل.
ما مقدار الفائدة التي تجنيها من وجودك في رابطة أدباء شباب سورية ؟
الفائدة الكُبرى هي المعرفة هي أن تكون لديك عائلة بها الأخ وبِها الأب أن تشعُر أنك في أركان المنزل، لقد ورثتُ عن أبي رحمه الله إرث الإبداع في الّلغة العربية، ولا توجد ثمرة دون شجرةً غُرِسَت في تِلك الأرض المُباركة، وقدوتي في عالم النّجاح هو والدي رحمه الله.
ثروة الإنسان هي العقل وثروة العقل هي العلم، الرّابطة منحتني العلم منحتني شعور التّرابط وأن كل خطأ قابل للإصلاح مادُمنا نسيرُ معاً ولأن يد الله مع الجّماعة فأنا أستطيع أن أحقق كل ما أتمناه ما دام أمثال الإستاذ قصي مؤسس الرابطة هو من يمد لنا يد المساعدة في الوصول لأحلامِنا وكل زميل هو قدوة بالنسبة لي وأنا مُمتن لكل لحظة أو نشاط شاركت به معهم.
كُل إنسان يحتاج إلى فرصة كي يُثبت نفسُه أنا مُمتن لكل صديق ممتن للإنسان الذي يفرح بنجاحي أرجو أن أكون الأثر الّذي لا يغيب أرجو أن تكون كلماتي هي بلسماً لكل ألم ومُحفزاً لكل إنسان يحتاج النّجاح، الإبداع ولد بالفطرة مع الإنسان فقط استكشفهُ بذاتك وتمسك بمبادئك وعلى قدر حُلمك تتسعُ الأرض.