الكهف ويوم الجمعة
الكهف ويوم الجمعة
بقلم / هاجر الرغاعي
بسم الله الواحد الذي لا إله غيرة والصلاة والسلام علي من لا نبي بعدة رسول الإنسانية والهداية محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، إن الله سبحانه وتعالى فضّل يوم الجمعة عن سائر أيام الأسبوع، وهو يوم اختصه الله لأمة نبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، لقوله عليه السلام: “إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإنّ صلاتكم معروضة علي”، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فأي عمل يقوم به المسلم في هذا اليوم العظيم يجزى به خير جزاء عن باقي الأيام، ومن هذه الأعمال قراءة كتاب الله عز وجل، وأخص منه سورة الكهف لما لها من فضائل كثيرة، ولقد حثنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة لما لها من تأثير إيجابي على نفس المسلم، بحيث تتضمن الكثير من القصص التي تعلم الإنسان الصبر، وتعلمه ضرورة التمسك بتعاليم الله عزّ وجل بالسراء والضراء، فسورة الكهف أسلوبها شيق يشد المسلم لما فيها من مواعظ وقصص شيقة.
وتعد سورة الكهف واحدة من أعظم وأطول سور القرآن الكريم، ولكنها على الرغم من ذلك تعطي القارئ راحة كبيرة، كما أن ألفاظها سهلة وسلسة، وورد عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الكثير من الأحاديث التي تبين فضل قرائتها، وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” مَن قرأَ سورةَ الكهف ليلة الجمعة، أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيقِ “صحيح الجامع، وكما قال صلي الله عليه وسلم : “ومن قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين”، رواه الحاكم والبهيقي حديث حسن وقال: هو من أقوى ما ورد في قراءة سورة الكهف، وصححه الألباني.
ويتم قراءة السورة من بداية يوم الجمعة أو حتى ليلتها، والتي تبدأ منذ غروب شمس يوم الخميس، وتنتهي عندما تغرب الشمس في نفس اليوم أي الجمعة، ومن هنا تكون أفضل الأوقات لقراءتها من بداية غروب شمس يوم الخميس، إلى غروبها في يوم الجمعة، وبشكل عام دائما تكون أوقات الليل وأطراف النهار هي الأفضل لتلاوة القرآن وسورة الكهف إحدى السور المكيّة التي نزلت على الرسول صلي الله عليه وسلم في مكة المكرمة، تسبقها من حيث الترتيب في القرآن الكريم سورة الإسراء، وتتبعها سورة سورة مريم.
أما عدد آياتها فتبلغ مئة وعشر آيات، وعدد كلماتها ألف وخمسمائة وثلاث وثمانون كلمة، وسمّيت بهذا الاسم لأنها تتناول قصة أصحاب الكهف الثلاثة، والجدير بذكره أنها تناولت قصص أخرى فيها الكثير من الحكمة والبلاغة، وأبرزها قصة صاحب الجنتين وقصة سيدنا موسى عليه السلام والعبد الصالح، إضافةً إلى قصة ذي القرنين، وتكبر إبليس واستكباره حين رفض السجود لآدم عليه السلام.
وعن فضل الموت فى ليلة الجمعة هناك حديثا يقول: “ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر” وقال الحكيم الترمذي: ومن مات يوم الجمعة فقد انكشف له الغطاء عما له عند الله، لأن يوم الجمعة لا تسجر فيه جهنم وتغلق أبوابها ولا يعمل سلطان النار فيه ما يعمل في سائر الأيام، فإذا قبض الله عبدا من عبيده فوافق قبضه يوم الجمعة كان ذلك دليلا لسعادته وحسن مآبه، وإنه لا يقبض في هذا اليوم إلا من كتب له السعادة عنده فلذلك يقيه فتنة القبر لأن سببها إنما هو تمييز المنافق من المؤمن, قلت ومن تتمة ذلك أن من مات يوم الجمعة له أجر شهيد فكان على قاعدة الشهداء في عدم السؤال.
وعن عطاء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم أو مسلمة يموت في يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقي عذاب القبر وفتنة القبر ولقي الله ولا حساب عليه، وجاء يوم القيامة ومعه شهود يشهدون له أو طابع” وهذا الحديث لطيف صرح فيه بنفي الفتنة والعذاب، فيستفاد من ذلك أن الموت في يوم الجمعة من علامات حسن الخاتمة، فاللهم ارزقنا حسن الخاتمة يا رب العالمين.