المقالات

اللبنة الأساسية للمجتمع.

اللبنة الأساسية للمجتمع.

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، واللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا، فإن الأمر جلل يستحق التوبة والعودة الي الله تعالي فسبحانه القائل “اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون” فماذا ننتظر، فقد لوحظ الجميع مؤخرا كثرة الفتن والزلازل والفيضانات وتتابعها في كثير من البلدان كعلامات واضحة تؤذن بقروب الساعة، ومن الدروس المستفادة مما وقع في المغرب وليبيا أن أحلامك التي تخطط لها، وجهودك في بلوغ مرتبة ما، ونجاحاتك الدنيوية، ومشاريعك التي أفنيت لأجلها عمرك، كلها قد تتغير في لحظة، وكل ما عشت لأجله قد يصبح في لحظة واحدة بلا قيمة ولا معنى.

وإن نظرت للأمر على حقيقته لعلمت أن الدنيا بأسرها أحقر وأهون من أن تأبه لها، وليس يبقى لك شيء منها، إلا عملك الصالح، وإن الأسرة هي عماد المجتمع ونواته الصلبة، واللبنة الأساسية فيه، ولذلك عني الإسلام بها واهتم برعايتها رعاية كاملة، وبيّن أفضل الطرق والسُّبل لإقامتها على النهج القويم، وأمر الوالدين بإحسان تربية أبنائهم وحسن رعايتهم، وقد هيأ لذلك شتى الوسائل والسُبل، فبدأ بحُسن اختيار الزوجين كل منهما للأخر، فيجب أن ينبني اختيار الزوج لزوجته والزوجة لزوجها على أساس الدين والتقوى لا على أساس غير ذلك، وإن الآباء لا بد أن يحملوا على عاتقهم تنمية مهارات الطفل الصغير في بدايته العمرية لتعزير الثقة بالنفس والشعور بالأهمية، كما يجب عليهم مراعاة الحوار غير اللفظي.

والمقصود به تعبيرات الوجه، ونبرة الصوت والحركات لأن الأطفال دائما ما تميل إلى تصديق الحوار غير اللفظي، الذي بدوره يؤدي في النهاية إلى تعزيز ثقته بنفسه، وأن المدرسة لها عامل أساسي وهام في تكوين الطفل الإيجابي حيث إنه يقضي معظم أوقاته بداخلها، مع أصدقائه وتحت إشراف معلميه، وأن المدرسة هي سلاح ذو حدين، بمعنى أنها كما تؤثر تأثيرا إيجابيا في الطفل من الممكن أن يأتي تأثيرها عكسيا لأن المعلمين والطلاب الآخرين وأصدقاء الطفل في المدرسة يؤثرون بشكل مباشر في شخصية الطفل، وإن المعلم ينبغي له أن يصبغ شخصيته بالطريقة الربانية التي تعطي كل ذي حق حقه، شخصية المعلم المسلم المتكاملة في جميع جوانبها، ولأهمية دور الأسرة المسلمة في حياة المعلم المسلم.

وضع المعلم الأول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اللبنة الأولى في تأسيس الأسرة المسلمة، فعن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” وهنا تظهر أهمية الاستقرار في الأسرة المسلمة، كي تكون أسرة منتجة، فقال الإمام ابن مفلح رحمه الله “قال أحمد “أقامت أم صالح معي عشرين سنة، فما اختلفت أنا وهي في كلمة” وأيضا اللعب والمرح مع الزوجة والأبناء والأهل، وعن ابن عقيل رحمه الله أنه قال ما أدري ما أقول في هؤلاء المتشدقين في شريعة بما لا يقتضيه شرع ولا عقل، يقبحون أكثر المباحات، ويبجلون تاركها، حتى تارك التأهل والنكاح، جعلنا الله وإياكم من الصالحين المصلحين، ولطف الله تعالى بأهلنا في المغرب وليبيا وخفف عنهم وأغاثهم، فاللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحول عافيتك، ومن فجاءة نقمتك، ومن جميع سخطك.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار