المبدع ومزاياه العقلية والنفسية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا أما بعد اعلموا يرحمكم الله إن الإبداع يخنق الأزمات، وإنه يصل بنا إلى كيفية إدارة الأزمات، والتي يقرر أنها ليست أكثر من أن تكون لونا من ألوان التفكير الإبداعي الذي يتفهم طبيعة الأزمة وإفرازاتها، ويدرك أنواعها ودورة حياتها، ويتعرف على إستراتيجيات التعامل معها وكيفية رسم سيناريوهاتها، ويستبطن الوصايا المرعية في إدارة الأزمات، إذن فإدارة الأزمات هو تفكير إبداعي واعي، ومن ثم يجب التعرف على هذا اللون من التفكير، ونرى الإكتفاء بتلخيص أبرز النقاط المتعلقة بهذا اللون من التفكير، وهو أن التفكير الإبداعي هو عملية ذهنية مصحوبة بتوتر وإنفعال صادق.
ينظم بها العقل خبرات الإنسان ومعلوماته بطريقة خلاقة تمكنه من الوصول إلى جديد مفيد، ويتميز المبدع بمزايا عقلية ونفسية كثيرة، من أبرزها الخصائص العقلية وتتمثل في الحساسية في تلمس المشكلات، والطلاقة، والمرونة، والأصالة، وكما أن هناك الذكاء الخصائص النفسية، وتتمثل في الثقة بالنفس، وقوة العزيمة وحب المغامرة، والقدرة على نقد الذات، والإيمان غالبا بأنه في “الإمكان أبدع مما كان” والبذل بإخلاص وتفاني، ودائم التغلب على العائق الوحيد، وحب الإستكشاف والإستطلاع بالقراءة والملاحظة والتأمل، وأيضا الميل إلى الإنفراد في أداء بعض أعماله، مع مهارات إجتماعية، وفي كيفية إدارة الأزمات تنتظم خمس خطوات بتفصيل معقول وهي تشخيص الأزمة وتحديد أسبابها، وفي هذه الخطوة يجب تحديد الأزمة بدقة.
وهنا يجب أن نفرق بين الأزمة الظاهرية والأزمة الحقيقية، فالأولى قد يفتعلها الخصم من أجل المناورة وكشف بعض الأوراق بل ربما من أجل إستنزاف الموارد وإنهاك القوى، ومدير الأزمة المبدع يمتلك حساسية بالغة تجاه المشاكل والأزمات، كما أنه يعايشها بصدق وحرارة ليستكشف بهذه المعايشة جوهرها وأبعادها، ويستبصر إتجاهها ومراحلها، ويتلمس أسبابها ونتائجها، ويفضّل عند تحديد الأزمة أن تصاغ في ظل أسوأ الإحتمالات وأفضلها، مما يساعد على الإستعداد لها ورسم كافة السيناريوهات الممكنة، وأن الأزمة في حقيقتها ليست أكثر من مرض خطير هاجم جسدا فوجده منهك القوى ضعيف المقاومة، ومن ثم كان بدهيا القول بأن التشخيص السليم للأزمة.
هو بداية الإهتداء للأسلوب الأمثل للتعامل معها، ويمكن تشخيص الأزمة عبر ما يسمى بالمنهج الشامل الذي يقوم على محاور من أهمها هو إستقراء تاريخ الأزمة وتصنيفه إلى مراحل، وعند وصف المراحل التاريخية للأزمة وتحليلها يمكن تفكيك الأزمة إلى الأجزاء المنطقية التي تفاعلت على نحو معين أدى إلى حدوثها، وهذا التفكيك يعرف بمنهج النظم، وكما أن من الطرق الهامه في كيفية إدارة الأزمات هو تحديد الأهداف، ولكن هناك سؤال وهو لماذا ندير هذه الأزمة ونتحمس لمواجهتها؟ وهو سؤال محوري وخطير يستلزم إجابة دقيقة من خلال سلوك المنهج العلمي في تحديد الأهداف، ومثل هذه الإجابة قد تبين لنا في بعض الأزمات التي نديرها أن الأهداف التي يمكن تحقيقها متواضعة.
المبدع ومزاياه العقلية والنفسية
ومن ثم فهي لا تستحق الجهد المبذول والتكلفة المتوقعة، وعند صناعة الأهداف في أجواء الأزمة، يجب التأكد من أنها واضحة ودقيقة ومتناسقة ومتكاملة وواقعية وقابلة للقياس وأن تكون الأهداف من نوع واحد وهو إستراتيجية أو تكتيكية.