المقالات

المرء بأخلاقه ودينه

جريده موطني

المرء بأخلاقه ودينه

بقلم / محمـــد الدكـــروريالمرء بأخلاقه ودينه

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسولنا الكريم وشفيعنا يوم الدين محمد صلي الله عليه وسلم الذي وقف في الموقف العظيم في صلاة الاستسقاء فيما رواه أبو داود قال شكا الناس إلى النبي صلي الله عليه وسلم قحط المطر فوعدهم يوما ثم خرج إلى المصلى فقام صلي الله عليه وسلم لما أمر بالمنبر قام عليه قال إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم الله ووعدكم أن يستجيب لكم ثم شرع رسول الله صلي الله عليه وسلم بدعاء ربه، فماذا قال؟ فأول ما بدأ بالدعاء صلي الله عليه وسلم قال الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين.

 

فبدأ رسول الله صلي الله عليه وسلم بالحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، فيقول الله تعالي هذا لعبدي ولعبدي ما سأل، ثم شرع صلي الله عليه وسلم في الدعاء، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأتي صلي الله عليه وسلم مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكن والبيوت ضحك صلي الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه فقال أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله” فيا أيها المسلمون لا تغفلوا عن حمد الله تعالي، واذكروه دائما، فسبحانه وتعالي القائل في سورة البقرة ” فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون” فالحمد على كل حال، أما بعد، فإن المرء بأخلاقه ودينه يسع الناس ولا يسعهم بماله وأملاكه.

 

واحترام الناس وتوقيرهم أدب رفيع يتحلى به الموفقون من عباد الله المسددون من الناس، ويتصف به كبار الهمم، وعالي القمم، الذين ارتفعوا بطاعة ربهم حتى زينهم بها، قد هذبهم دينهم، وأدبتهم صلاتهم، وأثرت فيهم خشيتهم من الله تعالى وصفت قلوبهم، وطهرت سرائرهم، فتواضعوا لله تعالى ولانوا لإخوانهم، وحرصوا على هداية الناس، وباحترامهم للناس أدخلوا الناس في دين الله، وأنقذوهم من النار وبتوقير عباد الله وقرهم الله، وأعلى مكانتهم بين عباده، فكانوا مصابيح للعباد وسرجا للناس يبصرون بهم بعد الله تعالى طريق الهدى ودرب الرشاد، فيقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم فى سورة الحجر” واخفض جناحك للمؤمنين” ويقول تعالى له فى سورة آل عمران.

 

” فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” ولقد تزين باحترام الناس سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام فكان مضرب الأمثال في احترامه للناس حتى أعجب به أعداؤه قبل أصحابه يتبول إعرابي في المسجد، فيهم الصحابة بضربه، والاعتداء عليه، فيمنعهم عليه الصلاة والسلام، ويأمرهم بتركه، حتى يتم بوله، ثم يناديه ويعلمه مكانة المسجد ومقامه بأنه لا يصلح إلا للصلاة والذكر وقراءة القرآن، ولا يصلح لمثل هذه القاذورات، فيعجب الأعرابي من خلق هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ويتوجه إلى الله داعيا أن يرحمه ومحمدا ولا يرحم معهما أحدا.المرء بأخلاقه ودينه

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار