Uncategorized

المرأة والثعبان

عايد حبيب مدير مكتب سوهاج بجريدة

 

هذه قرية تحكمها امرأة تسمي ( مادلين ) لديها جبروت في حكمها علي أهالي القرية فتبدو عنيدة وتصمم علي رأيها ولديها اثنين من الشامبنزى واثنين من الكلاب المتوحشة وتماسيح تسبح في بركة مائية ، هذه المرأة غير متزوجة وليست لديها رجل في القصر فتعيش هي وجواريها وقد سبق لها الزواج سبع مرات من قبل ، ولكن كلما تتزوج من رجل يموت دون أن يُعرف سبب موته ، وهي لم تعرف ماذا يحدث بها و بزوجها فاتخذت قرارا أن لا تتزوج وتعيش لمتعتها فقط مع رجال القرية التي تحكمها ، وفي أحد الأيام اشتدت رغبتها للرجال فصاحت لجاريتها (فاتيكا) وقالت لها اصطحبي الكلب وابحثي لي عن رجل علي قدر من الجمال طويل القامة وتستدرجينه لأشبع رغبتي معه فإني مشتاقة إلي ذلك ، فقالت (فاتيكا) نعم سيدتي سأذهب الآن ، فاصطحبت ( فاتيكا ) الكلب وراحت تتجول في القرية فرأت رجلاً فيه الصفات التي أوصت بها الحاكمة فاقتربت (فاتيكا) منه وسألته : ما اسمك ؟ فأجابها : ( بانستي ) ، قالت له : الحاكمة تريدك يا بانستي ، فقال مندهشاً : الحاكمة لا تعرفني !! فكيف تريدني ؟ ولماذا أنا بالذات ؟ فقالت (فاتيكا): أنا لا أعرف ، هل ستذهب معي أم أجعلك فريسة لهذا الكلب يأكلك وتموت ، فقال لها : هنا أموت وهناك سأموت فكلاهما موت فهيا بنا لنر ماذا تريد … فذهبا معاً حتى وصلا إلي الحاكمة … فقالت (فاتيكا) : ها هو الرجل يا سيدتي .. فأعجبت الحاكمة به عندما رأته وهيأت له المكان ولبست ردائها المخصص للفراش وأعدت له أعشاباً مخصصة تعمل علي إثارة الرجل كي يأخذ معها وقتاً طويلاً وقد قضت ليلتها وكاد الرجل يخرج أنفاسه الأخيرة علي الفراش فصاحت منادية : (فاتيكا) خذي هذا الرجل وضعيه للتماسيح تلتهمه ، وبعدها شاع غياب (بانستي) وذهبت زوجة (بانستي) تبحث عنه في كل مكان في القرية فلم تجده ، وبينما كانت الحاكمة مادلين تبحث عن رجل آخر فصاحت لفاتيكا وقالت لها اذهبي واحضري لي رجلاً آخر فذهبت فاتيكا تبحث عن رجل فإذ بها تجد الرجل المناسب فقالت له فاتيكا : ما اسمك ؟ قال لها اسمي أرند ، فكان أرند مع مجموعة من أصدقائه فقالت (فاتيكا) : الحاكمة تريدك فذهب معها بلا جدوى ، فقال الرجال الذين كان أرند معهم : هذا الرجل بلا رجعة ، وفى القصر قالت ( فاتيكا) ها هو الرجل يا سيدتي ، فقالت الحاكمة : اذهبي أنت ودعيه وقامت بمسك يديه ودخلت حجرتها وكان جسده ترتعش من الخوف ، فقال ماذا تريدين مني يا سيدتي ؟ أريد أن نعيش معاً لحظات جميلة ، فضحك الرجل ولم يستطع أن يقول لها عما فيه ، فقالت له ما بك ؟ فقال ( أرند ) لا شيء سيدتي ، فقامت بغلي بعض الأعشاب وقدمتها له وعندما شرعت في الممارسة وجدت أعضائه أعضاء أنثى .. فصاحت لفاتيكا ، فجاءتها مسرعة ، ما بك سيدتي ؟ لا شيء .. خذي هذا الرجل وتحفظي عليه وسأخبرك فيما بعد فقامت (فاتيكا) بحبس الرجل ورجعت للحاكمة مرة أخري قائلة : ماذا حدث سيدتي ؟ وما الذي أغضبك ؟ قالت إن الرجل الذي جئت به إليّ ليس رجلا لكنه أنثي يا (فاتيكا) ، يا للهول !!!
أحس بشيء في بطني يتحرك بقوة يا فاتيكا ! كيف حدث هذا سيدتي ؟ مثلما أقول لك يا (فاتيكا) ، أيحتمل أن يكون هذا أثر حمل سيدتي ؟ لا .. فهذا ليس حملا يا (فاتيكا ) ، ولماذا لا ؟ سأحكي لك … فقبل المعاشرة كانت بطني من الدخل تتحرك أتفهمين يا (فاتيكا) ؟ نعم فهمت سيدتي (مادلين) ، سيدتي (مادلين) ، ماذا يا (فاتيكا) ؟ سمعت منذ قليل أنه جار البحث عن الرجل الذي حبسناه ، نحن لو أطلقنا الرجل المؤنث في القرية سيقوم بنشر في القرية كل ما رآه منا وسمعتي يا (فاتيكا) ، نعم سيدتي ولكن ماذا سنفعل به ؟ ضعيه أسفل الأرض ، ولماذا لا نقتله سيدتي مثل غيره أو نضعه طعاماً للتماسيح ؟ لا … بل اتركي (أرند) سوف أدبر أمره فيما بعد ، واذهبي الآن واحضري لي رجلاً من خارج القرية كي لا يعرفنا أحد من أهالي القرية ويكشفنا ، فذهبت (فاتيكا) لتحضر رجلاً من خارج القرية فخرج أصحاب (أرند) ليرَوا ماذا تفعل؟ .. فرأوها وقد أحضرت رجلا من خارج القرية وأدخلته في قصر الحاكمة (مادلين) فرآهم الحراس وأخذوهم (لمادلين) سيدتي ، ما بكم ؟ هؤلاء ، من هؤلاء ؟ قد رأيناهم خارج القصر يراقبون ، فسألتهم : لماذا تراقبون القصر ؟ لا شيء سيدتي ، نحن أتينا من أجل أرند ، من أرند ؟ صاحبنا الذي كان معنا وأخذته الجارية وها هي قادمة ، (فاتيكا) ، نعم سيدتي ، أخذتي رجل من وسطهم ؟ نعم سيدتي أخذته كنت قد طلبت منه عملاً في الحديقة وقد عمله وأخذ أجره ثم خرج من القصر ولم أره مرة ثانية ، أفهمتم يا رفاقه ؟ نعم سيدتي ، رافقتكم السلامة ، هل تريدين شيئا مني سيدتي ؟ لا .. (فاتيكا) اذهبي الآن ، أنا سأذهب للرجل الذي أحضرته إليّ .. رافقتك السلامة يا (فاتيكا) ، مرحبا ما اسمك ؟ أكرفن ، كيف حالك يا أكرفن ؟ بصحة جيدة يا سيدتي (مادلين) ، نعم أنا أريدك بصحة جيدة ، وفعلت فيه مثل الآخرين وفارق الحياة ورمته طعاما للكلاب والتماسيح ، يا (فاتيكا) ، نعم يا سيدتي ، راودتني فكرة ما هي سيدتي ؟ أن تذهبي الآن وتأخذي معك بعض الحراس وتذهبين لنساء القرية ليست كلهن بل جزء جزء وتقولين لهم لديكن اجتماع ؟ لماذا يا سيدتي (مادلين) ؟ سأقول لك لماذا نحن سنحضرهن هنا لنقوم بتسميمهن ، كيف يا سيدتي فهذا الأمر سيكشفنا في القرية ؟ لا تخافي يا (فاتيكا) ، تفضلي سيدتي أكملي حديثك ، فبعد أن يشربن السم يمتن ، أويمتن في نفس الحال يا سيدتي ؟ لا .. يا (فاتيكا) فالسم الذي سنحضره لهن ليس سماً عادياً بل سماً يقوم بالقضاء علي الضحية بعد ثلاثة أيام ، ولماذا يا سيدتي كل هذا ؟ لترغبني الرجال يا فاتيكا وعندما تذهبين إلي أي رجل يأت معكِ بسرعة ـ نفذت (فاتيكا) كل ما قالت لها الحاكمة وأجمعت نساء القرية وذهبن للقصر – ونفذت خطة الحاكمة وبعد ثلاثة أيام شاع صوت الصريخ والبكاء في القرية فتساءل أهالي القرية : كيف كل النساء اللاتي ذهبن إلي قصر الحاكمة يمتن في نفس التوقيت ؟ هذا شيء غريب ( وبسبب حكم الحاكمة الدكتاتوري وجبروتها وقلبها القاسي ) فلم يستطع أحد أن يتحدث معها وإذا تحدث أحدهم ستضعه طعاماً للكلاب والتماسيح ومرت أيام وأرسلت الحاكمة (مادلين) (فاتيكا) لتحضر لها رجلاً من أبناء القرية وأثناء مرور (فاتيكا) في القرية كان الرجال كلما يرونها يقومون بالفرار خوفاً منها ، خوفاً أن تأخذ أحدهم للحاكمة ، فذهبت (فاتيكا) إلي (مادلين) وهي تفكر ماذا أقول للحاكمة (مادلين) ؟ فقالت في خاطرها سأواجهها بالحقيقة ، سيدتي (مادلين) ، نعم (فاتيكا) ، رجال القرية يا سيدتي ، ما بهم يا فاتيكا ؟ كلما رأوني يفرون من أمامي ، كيف ؟ مثلما أقول لك سيدتي (مادلين) ، يا (فاتيكا) يبدوا أن خطتنا في موت نساء القرية فشلت ، نعم سيدتي (مادلين) ، يا (فاتيكا) اذهبي الآن واحضري لي الكتاب الذي وضعته في الحجرة السفلية قومي بالحفر في الجهة اليمني بعدما تفتحين الباب بخمسة عشر قدماً ستجدين الكتاب عليه صورة غزال حوله أربعة جماجم ما عليك إلا أن تقومي بخطف الكتاب بسرعة رهيبة فإن أخذ ببطء هناك شيء يقوم بخطف الكتاب إلي أسفل وعندما تقومين بخطفه لا تنفضي الغبار من عليه إلا بعد مسافة قدم من مكانه ، لماذا سيدتي (مادلين) ؟ سأقول لك لماذا … لأنك لو قمت بنفضه سينزل الغبار الذي علي الكتاب في الحفرة فتتزلزل الأرض ولم نجد الكتاب ، سيدتي (مادلين) لماذا لم تخرجينه من قبل ولم تحكي لي عنه ؟ يا (فاتيكا) هذا سر بيني وبين زوجي الأول وعلي هذا الأساس اتفقنا أن الكتاب لا يخرج إلا للضرورة ، وما هي الضرورة التي ستستخدمين فيها الكتاب الآن سيدتي (مادلين) ؟ الضرورة أننا سنخرج الكتاب وسنستخدمه مع أبناء القرية ، وفيم نستخدمه سيدتي (مادلين) ؟ ليكون لديهم برود جنسي ونكون نحن وهم سواء ، سيدتي (مادلين) نحن علي حافة المخاطر ، لا عليكِ يا (فاتيكا) اذهبي الآن واحضري لي (أرند) ، لماذا ؟ لنقتله اذهبي وبعد ذلك ستفهمين يا (فاتيكا) ، سيدتي يبدو أننا دخلنا في معركة لا تنتهي بنا إلا علي القبور ، لا تخافي وكفاك ثرثرة … هيا اذهبي ، أمرك سيدتي (مادلين) … أرند ، نعم (فاتيكا) ، الحاكمة تريدك ، لماذا تريدني ؟ هي لم تجربني ولم تجد مني جدوى ، هيا بنا يا (أرند) ، هيا يا (فاتيكا) ، ها هو سيدتي (مادلين) ، اتركيه في الخارج واتبعيني ، نعم سيدتي ، استيقظي جيدا … لكل ما سأقوله لك ، نعم سيدتي ، خذيه الآن وضعيه في الحجرة السفلية المظلمة واحضري له الكلاب وتطلقينهم عليه ليقوموا بتقطيعه وما علينا إلا أن نأخذ ملئ أصابعنا دماً منه ، ولماذا كل هذا سيدتي (مادلين) … لماذا لا نأتي بحيوان لنأخذ منه الدم الذي نريده ؟؟ الكتاب يا (فاتيكا) لا يعمل إلا بدم إنسان .. اذهبي الآن وأكملي مهمتك علي أكمل وجه ، نعم سيدتي سأذهب الآن ـ وأطلقت عليه الكلاب ـ هيا سيدتي (مادلين) الرجل نطق أنفاسه .. هيا بنا إلي الغرفة .. ها هو الرجل ، أنا لم أرَ شيئاً يا (فاتيكا) .. أشعلي لي الأنوار ، ها هي الشعلة يا سيدتي ، اذهبي واحضري لي الكتاب بتمهل وامسكيه جيدا وبهدوء كي لا يقع منك ، نعم سأحضره لك وبحرص شديد ، ها هو الكتاب سيدتي (مادلين) ، ضعيه علي الأرض .. رويداً رويداً ، قامت الحاكمة (مادلين) بتلطيخ يدها بالدماء ووضعت يدها علي الكتاب من الخارجي ” علي الغلاف ” فقام الغلاف بشرب الدم سيدتي (مادلين) هذا شيء يغيب العقل ، يا (فاتيكا) أنت لم تر شيئا بعد من هذا الكتاب .. سأروي لكي قصة هذا الكتاب فقد كان عمري سبعة عشر عاماً آنذاك وكنت متزوجة من زوجي الأول فقامت مشاجرة بيننا وبين القرية المجاورة وفتح زوجي هذا الكتاب وظل يتلو علي هؤلاء الرجال الذين يردون قتلنا من القرية المجاورة وأثناء دخولهم تعلقوا في أربع جهات من القرية ، كيف تعلقوا سيدتي أعلي الأشجار أم علي جدران القرية ؟ لا هذا ولا ذاك .. بل في الهواء ، يا للهول !!! في الهواء ، مثلما أقول لك يا (فاتيكا) وقد رأيتهم بأم عيني ، أولذلك قال لك لا تخرجي الكتاب ؟ نعم يا (فاتيكا) ، (أريد) أن أفهم منك شيئاً يا سيدتي ، نعم يا (فاتيكا) .. تفضلي تحدثي ، كيف تعلمتِ التلاوة في هذا الكتاب ؟ علمني زوجي الأول ، وماذا ستفعلين الآن ؟ مثلما قلت لك من قبل ، ستقومين بإيقاف أمرهم الجنسي ؟ نعم يا (فاتيكا) ، أنا عندي فكرة سيدتي ، تحدثي يا (فاتيكا) ، نحن نتلو عليهم واحد تلو الآخر وتجلبينه إليك واتركي الأيام ماذا تفعل بنا بعد ذلك ، يا (فاتيكا) ، نعم ، اذهبي الآن وضعي جسد أرند للتماسيح والكلاب فقد طال حديثنا عن الكتاب ، نعم سيدتي سأذهب الآن .. طابت ليلتك سيدة (مادلين) ، وأنت أيضا يا (فاتيكا) ـ نامت (فاتيكا) نوماً عميقاً ورأت في منامها خيولاً ورجالاً وجوههم غريبة لا تشبه الآدميين بل وجوههم مرعبة للغاية فقامت (فاتيكا) من نومها فزعة ووجهها يتصبب عرقاً وتحس بعطش شديد وعندما حل عليها الصباح ذهبت مسرعة إلي (مادلين) قائلة : سيدتي حلمت ليلة أمس حلما مفزعاً ، اروي لي الحلم يا (فاتيكا) ، فروت لها الحلم بأكمله ، فقالت (مادلين) لها لا تخافي يا (فاتيكا) .. الكتاب قد تفاعل معك ، سيدتي لماذا أتي إليّ هذا الحلم ، يا (فاتيكا) يبدو أنك فكرت في الكتاب وأنت نائمة ، نعم سيدتي (مادلين) إنني فكرت فيه وخفت منه ، نعم فقد حدث لي هذا عندما كنت مع زوجي الأول ، وما العمل سيدتي (مادلين) ؟ أما قلت لك لا تخافي وكفاك ثرثرة ؟ معذرة ًفيبدو أن ثرثرتي ازدادت عليكِ سيدتي (مادلين) ، يا (فاتيكا) لا تحدثي أحداً بما ترينه ، لا … سيدتي ، فأنا لا أعرف أحداً سواك ولذلك أتحدث معك .. فأنت الوحيدة التي أخبرها بكل أسراري ، نعم سيدتي (مادلين) .. هذا شيء أكيد فأنا أعرف جميع أسرارك .. فماذا تفعلين الآن سيدتي (مادلين) ؟ الآن يا (فاتيكا) نقوم بعمل تجربة ، ما هي سيدتي (مادلين) ؟ سنقوم بحرق منازلهم ، لماذا سيدتي ؟ ليحتاجوا إلي مساعدتنا لهم .. فهكذا يحبونني وترجع ثقتهم فينا وينسون ما فعلناه بهم من قبل ، فكرتك جنونية سيدتي (مادلين) ، أحقاً يا (فاتيكا) ما نفعله نحن جنونياً .. ؟ فالآن ستسمعين صراخاً في القرية لم تسمعينه من قبل ـ وبالفعل (مادلين) وضعت القرية في وضع لا يحسد عليه ـ اشتعلت النار في أركان القرية من كل جانب .. وسمعت الحاكمة الصياح من أهالي القرية وهم يقولون : النجدة … النجدة … الحقي بنا أيتها الحاكمة (مادلين) ، ما بكم ؟ النار تلتهم منازلنا ، اليوم سأقوم بتعويض كل المنازل التي تم حرقها … (فاتيكا) ، نعم سيدتي ، خذي أسمائهم .. ولكن قبل أن أصرف لكم التعويضات حدثوني من الذي قام بحرق منازلكم ـ فرد أحد الجالسين معها وهو شيخ مسن ـ فقال يا سيدتي الحاكمة نحن كنا نري مجموعات كثيرا يشعلون النار ، كيف ؟ ولماذا لم تقوموا بمسكهم ؟!! يا سيدتي الحاكمة من كان يشعل النار مثل الحمام يحلق في الهواء وهذا يا سيدتي يذكرني بسيدي زوجك الأول عندما أخرج كتابه ليهزم القرية المجاورة فهؤلاء مثلهم بالضبط ، كيف أنت عرفت هذه المعلومة ؟!! أنا كنت حارساً من حراس زوجك آنذاك فخرجت لأتبول بين الأشجار فرأيت سيدي ومعه غلام فانقض عليه سيدي وذبحه علي الحفرة التي حفرها سيدي فأنا خفت واختبأت فأخرج سيدي الكتاب ولطخ يده بالدم ليلطخ به غلاف الكتاب وبعد مرور ساعتين من هذا الوقت قد ظهر مثل هؤلاء الذين رأيتهم اليوم في القرية ـ فغضبت الحاكمة غضباً شديداً ـ وقالت اخرجوا من هذا القصر ولم أصرف لكم التعويضات .. أما أنت أيها الشيخ أريدك معي ، لماذا تردينني سيدتي ؟!! لنعيد ذكريات سيدك وتروي لي بعض الأحداث التي عاصرتها مع زوجي الأول ، لك الطاعة يا سيدتي ، يا (فاتيكا) ، نعم سيدتي ، خذي الشيخ واستضيفيه في القصر وبعدما تنتهي من ضيافة الشيخ أريدك ، أمرك سيدتي .. هيا بنا أيها العجوز ـ (فاتيكا) تقول للحراس استضيفوا هذا الشيخ ـ خذ واجبك أيها العجوز .. الآن سأذهب لسيدتي وأري ماذا تريد مني .. نعم سيدتي (مادلين) أتيت لأقول لك شيئاً ، تفضلي (فاتيكا)، ماذا نفعل بهذا الشيخ بعدما ضيافته ؟ أطلقي صراحه ، ما الذي يدور في رأسك سيدتي (مادلين) ؟ سأقول لك ماذا يدور في رأسي .. الآن نحن إن قتلنا هذا الشيخ سينكشف أمرنا في القرية لأن الشيخ تحدث أمامهم ولذلك اتركيه لحال سبيله وبعد ذلك سأرسلك تحضرينه لنقدمه طعاماً للتماسيح والكلاب ..اذهبي الآن واحضري لي رجلاً من القرية وقولي له إن الحاكمة تريد أن تعطيك نقودا فسيأتي معك بسرعة لشدة احتياجه ـ خرجت (فاتيكا) ترتدي رداءً عاريا ـ وأحضرت لها رجلاً من أبناء القرية ، وقد تهيأت لممارسة الجنس معه وفعلت به مثلما فعلت مع من قبله و بعد أن مارس معها مات الرجل.. فصاحت يا (فاتيكا) .. يا (فاتيكا) .. اقتربي أيتها الفتاة الجميلة الحسناء ما عليكِ إلا أن ترفعي الجثث وتضعينها للتماسيح والكلاب وأخرجي الشيخ وكوني يقظة كي لا يراك الشيخ ( وأكملت (فاتيكا) المهمة علي أكمل وجه ) ، سيدتي (مادلين) كله علي ما يرام .. فهل تريدين مني شيئاً ؟ لا .. يا (فاتيكا) ، طابت ليلتك ـ شاع غياب الرجل ـ وحل الصباح وذهبت الزوجة إلي الحاكمة (مادلين) لتخبرها بغياب زوجها فأدخلها الحراس للحاكمة (مادلين) ، قائلة : صباحك سعيد سيدتي (مادلين) ، تفضلي .. ماذا تريدين في الصباح الباكر هكذا ؟ زوجي سيدتي (مادلين) ، ماذا بزوجك ؟ تغيب عن المنزل ، وما شأني في هذا ؟ سيدتي (مادلين) بعض رجال القرية أخبروني بأنه كان ماشياً مع (فاتيكا) ، بالفعل أتي هنا في القصر وأعطيته بعض النقود وذهب إلي حال سبيله .. هيا تفضلي بالخروج .. يا ( فاتيكا ) أخرجيها من هنا ـ فخرجت زوجة المجني عليه ـ قالت ( فاتيكا ) : سيدتي (مادلين) أهذا مرض فيكِ يجعل كل من يمارس معكِ يموت ؟ لا أعلم يا (فاتيكا) ما هذا الذي بي ؟ .. ألم أقل لك من قبل يا (فاتيكا) أن هناك شيئاً بداخلي يتحرك ؟ وهذا لم يكن موجودا إلا بعد موت زوجي الأول وهذا ما يزيد رغبتي في الرجال ، سيدتي هذا خطأ فادح ومتدني جدا وأمر جنوني فنحن الآن قد انكشف أمرنا في القرية ، يا (فاتيكا) كيف تحدثينني هكذا ؟ .. فأنت ما عليكِ إلا أن تطيعي أمري ، نعم سيدتي (مادلين) معذرة سيدتي فيبدوا أن رأيي أغضبك ، نعم يا (فاتيكا) اذهبي الآن إلي عملك ، هل تريدين مني شيئا ؟ لا يا (فاتيكا) ـ فذهبت (مادلين) إلي غرفتها وأمسكت بالكتاب وأخذت تقرأ فيه وأثناء القراءة في الكتاب تزلزلت الأرض وخرج دخان كثيف من أسفل الأرض غطي أنحاء القرية وخرجت أصوات من السماء فلم يعرف أهالي القرية أين مصدر هذه الأصوات التي تدوي في القرية .. وتقول (مادلين) (مادلين) ــ فسمعت (مادلين) الصوت الذي ينادى فعرفت أن الصوت الذي يدوي في القرية من هذا الكتاب وذهبت إلي الكتاب فظلت تقرأ في الكتاب فلم تعرف كيف تسترجع الصوت إلي الكتاب فأتت (فاتيكا) ـ سيدتي … سيدتي ، نعم يا (فاتيكا) ، أسمعتي ما سمعته ؟ نعم يا (فاتيكا) هل أنت أخرجتِ شيئا من الكتاب ؟ نعم يا (فاتيكا) ولم أعرف أعيده مرة ثانية ، وما العمل يا سيدتي (مادلين) ؟ يا (فاتيكا) في الكتاب صفحات أعرف قراءتها وصفحات أقرأها ويخرج الفاعل ولم أعرف أعيده مرة ثانية ، وما العمل سيدتي (مادلين) ؟ اتركيني وشأني ـ وعمت الفوضى والخوف في القرية وانخفض الصوت في القرية رويداً رويداً وحل عليهم الليل ونام أهل القرية نوماً عميقاً ودخل الصوت في أبناء القرية من فوق سن السابعة إلي العاشرة واستيقظ أبناء القرية يتحدثون بصوت واحد كل منهم يشبه الأخر فيخرج من أفواههم أصوت مثل الكبار وليست أصوت أطفال ولباقة في التحدث وأفعالهم أفعال أناس ناضجين في تصرفاتهم يتسلقون جدران المنازل مثل الهررة تتسلق الجدران بسرعة رهيبة ويأتي الليل وتتالي صرخات مثل الصرخات التي سمعتها القرية من قبل .. صرخات مزعجة متسرطنة فأهالي القرية يصمون آذانهم عندما يسمعون صرخات الأطفال وكأنك جالس في غرفة مغلقة بها مكبرات صوت .. فقد كانوا يمرحون في القرية ويسيرون في الفضاء ويهرولون مثل القردة علي أيديهم وأرجلهم فذهبت (فاتيكا) للحاكمة (مادلين) وقالت : سيدتي ما العمل أطفال القرية يمشون علي أيديهم وأرجلهم ؟ نعم يا (فاتيكا) رأيتهم ، وماذا ستفعلين الآن فهذه مشكلة مستعصية ؟ يا (فاتيكا) سنبدأ بالحذر من أهالي القرية فيبدو أنهم غاضبون ، بالطبع يا سيدتي (مادلين) أنهم غاضبون علي أبنائهم ، وما العمل يا (فاتيكا) ؟ حدثتك قبل ذلك فقلت لي : دعيني وشأني ، أأنت تدينينني الآن ؟ .. فإن كانت لديك فكرة اطرحيها وإن لم يكن لديك فكرة فاصمتي يا (فاتيكا) ، سيدتي (مادلين) مهلاً .. فيبدو أن مزاجك معكر قليلاً .. وهذا ليس في صالحنا .. يا سيدتي ما عليكِ إلا أن تفكري في أي صفحة قرأت وبإمكانك تعدينهم ، كيف يا (فاتيكا) ؟ .. أما قلت لك من قبل لا أتذكر الصفحة التي قرأتها في الكتاب .. فهذا يا (فاتيكا) شيء يطير العقل ، ما هو سيدتي (مادلين) ؟ الأطفال ، ما بهم ؟ يتسلقون علي جدران القصر وعندما يأتي الليل ينامون بجوار الحجرة التي فيها الكتاب وعددهم كثير بقدر هذا الفعل الذي يفعلونه وبهكذا يؤكدون لأهالي القرية أننا نحن من فعل هذا .. وهذا شيء مخيف من أهالي القرية فيعثر علينا أهالي القرية وإذ بهما تتحدثان فقد سمعتا صوتاً يدوي في القرية أقفلوا أذنهم من شدة الصوت فاتجمع أهالي القرية وقام أحدهم ويدعي ( لستن ) رجل مسن وقال أنا أعرف أحداً من القرية المجاورة لديه كتاب و محتمل يخرج أبنائنا من هذا المأزق فأجمعوا علي ذلك فأخذ معه ثلاثة رجال وذهبوا إلي القرية المجاورة
فاستقبلهم الرجل عندما وصلوا إليه واسمه ( فرنك الساحر ) وبعدما اطلع علي الكتاب قال (فرنك) إن أبنائكم يتجسد فيهم كائن غريب لم أعرفه من قبل ويبدو أنه صعب للغاية ، فقال ( لستن ) : ألم تستطع إخراجه ؟ قال (فرنك) الأسرع الآن هو أن نذهب يا رفاق ومن لديه طفل فيأخذه ويقوم بحبسه في منزله ، وقام أهل القرية بجمع الأطفال من الشوارع وكانوا أكثر من مائة طفل وقد كان منهم من لديه طفل واحد أو اثنين يقوم بأخذهم إلي منازلهم وقاموا بحبسهم وبعد يوم ذهبت (فاتيكا) مسرعة إلي الحاكمة (مادلين) قائلة : سيدتي .. سيدتي يبدو أن أهل القرية قد قاموا بجمع الأطفال في منازلهم ، هذا خبر جيد جدا يا (فاتيكا) ، ماذا ستفعلين يا سيدتي (مادلين) ؟ الآن ننتظر بضعة أيام حتى نرى ماذا سيحدث في القرية – وبعد ساعات سمعتا ضجيجا في القرية – فذهبت (فاتيكا) تخبر (مادلين) قائلة : سيدتي أسمعت ما حدث بهؤلاء الأطفال من كثرة الأصوات التي يخرجونها من حناجرهم ، ما الذي حدث لهم ؟ حبالهم الصوتية قد انقطعت من حناجرهم سيدتي ، اذهبي الآن وتجولي في القرية واسمعي ماذا يقولون عنا هيا بسرعة يا (فاتيكا) ، فكان (أفرنك الساحر العجوز ) وأهل القرية مجتمعين وكانوا يتحدثون في أمور القرية وما أصابها ويتشاورون فيما يفعلون وأثناء حديثهم وقفت (فاتيكا) خلفهم وسمعت بعض الحديث وقد قال (فرنك) ضحايا كثيرون وأنتم مثلي تعرفوا هذا سأذكر بعضا منهم مثل ( الشيخ العجوز وأكرفن وباسنتي وأرند ) وتسميم النساء وحرق القرية وموت الأطفال بل انفجروا انفجار من الصياح الذي حل عليهم وهذا بالسحر فنحن لابد أن نبحث عمن فعل هذا بالقرية وأحل بها من الدمار – فذهبت (فاتيكا) للحاكمة (مادلين) وروت لها ما سمعت من أهالي القرية وخاصة من (فرنك) العجوز – إن العجوز يا (فاتيكا) يريد أن أهل القرية يحاربونني ويعادونني .. ما عليكِ يا (فاتيكا) اتركي هذا العجوز لي .. ولكن أحقا مات الأطفال يا ( فاتيكا ) نعم سيدتي ، إذن هذا الكتاب يعمل يا (فاتيكا) !! ، يا سيدتي إني أخاف أن تقرئي في هذا الكتاب وتخرجين خدامه ولا تستطيعين صرفهم ، لا تخافي يا (فاتيكا) ، سيدتي (مادلين) قد سألتك من قبل هل تجيدين القراءة في هذا الكتاب وقلتي لي نعم .. لكنك ما قلت لا أعرف صرفهم بل قلت علمني زوجي الأول ، نعم قلت لك هذا يا (فاتيكا) ، سيدتي (مادلين) نحن في مأزق وهذا عمل يحتاج مجهودا بجد .. سيدتي (مادلين) أنت قرأت من قبل واستحضرت خدام هذا الكتاب ولم تستطيعي صرفهم وقد خرج أثر الكتاب ودخل في أطفال القرية ومات الأطفال بدم بريء .. وما أنا إلا جارية وأنت سيدتي ولكن يا سيدتي نحن في مركب واحدة وإن جاءت عاصفة قوية فسوف تأخذنا معا ، يا (فاتيكا) عندما تأتي العاصفة أهربي ، سيدتي أنا أريد أن أعرف منك شيئا ، ما هذا الشيء يا (فاتيكا) ؟ كيف عرفتِ سر تخريج الكتاب ؟ أما قلت لك أن زوجي الأول علمني ؟ نعم قلت لي لكن علي ما رأيته منك أنك لم تعرفي سر الكتاب ، سأقول لك يا (فاتيكا) الصراحة … في يوم ما .. كان زوجي الأول مرحا فروى لي قصة هذا الكتاب وعرفني مكان الكتاب … وعندما حدثت في بطني التحركات واشتقت إلي رغبة الرجال قلت استخدم هذا الكتاب لأجلب به الرجال وازداد الأمر سوءا … هل فهمت يا (فاتيكا) ؟ .. وقد رويت لك لأنك قلت أننا في مركب واحد وكذلك خدماتك علي كثيرة ، والآن ماذا ستفعلين يا سيدتي ؟ لا أدري .. ولكن الآن ما عليكِ إلا أن تذهبي وتحضري لي رجلاً من القرية .. ولكن كيف يا سيدتي والرجال يخافون مني ولا يأتون معي ، هههه … لماذا تضحكين ؟ يبدوا أنني سأخرج ، ماذا تقولين يا سيدتي ، سأتنكر وأخرج إلي القرية بنفسي ، ولماذا كل هذا يا سيدتي ؟ يا ( فاتيكا ) أنا لم أستطع أن أتحمل كل هذه الرغبة ، افعلي ما تريدين يا سيدتي ، – وذهبت الحاكمة ( مادلين ) لتتجول في القرية وتنظر يمينا ويسارا وهي متخفية في لبس جارية – وقد أعجبت بغلام فذهبت إليه قائلة : طاب مساؤك ، وأنت أيضا ، كيف حالك ؟ بخير وصحة جيدة ، من أنت يا سيدتي ؟ أنا فتاة أبحث عن حبٍّ مؤقت ، وأنا لا أريد أن ينتشر هذا الحب في القرية لأن الحاكمة ( مادلين ) عندها جارية تحضر لها الرجال إلي القصر ولكن الرجل الذي يدخل لم يخرج منه .. اذهبي يا سيدتي ودعيني وشأني ، قل لي ما اسمك ؟ أنا اسمي ( الفونس ) ، يا الفونس أنا جارية ولكني أريدك لنفسي ليس للحاكمة ولذلك سندخل من الباب الخلفي كي لا يرانا أحد .. أتوافق وتذهب معي ؟ نعم ، إذن هيا بنا وها هو القصر هيا ادخل يا الفونس ربما تأتي الحاكمة مادلين وتكشف أمرنا … اجلس وانتظر بعض الوقت حتى أحضر لك مشروبا ، هيا يا سيدتي قد طال انتظاري ، ها هو أنا قد جئت … تفضل اشرب مشروبك ، ما هذا المشروب ؟ .. أنا لا أعرفه ولم اشربه من قبل ..!! وطعمه ليس كالمشروبات التي نشربها من قبل .. !! ، يا ( الفونس ) هذا من كرم الضيافة فهذا المشروب من مشروبات ( الحاكمة مادلين ) هيا اشرب .. اشرب ، سأشرب ، هيا نكمل ممارستنا ، ما بك ؟ شيء يمزق أحشائي ، – وبعد نصف ساعة مات الرجل – فصاحت منادية ( لفاتيكا ) فجاءتها بسرعة شديدا فقالت لها الحاكمة مادلين خذي هذا الرجل وضعيه للتماسيح والكلاب ، أمرك سيدتي ولكن يبدو أنك قضيت عليه جنسياً ، نعم يا فاتيكا – وشاع غياب الرجل في القرية و تداول أهالي القرية هذا الخبر المحزن وغضبوا جدا وأتي ( أفرنك العجوز ) وكان المناضل الوحيد في القرية – فقال : لم ولن نسكت علي هذه الفوضى التي تحدث في القرية ، ونطق أهل القرية كلهم بصوت واحد قائلين : نعم هذه فوضي وقد عمت علي القرية أصبحنا ضحايا واحدا تلو الآخر ، قال ( فرنك ) : يا رفاق اسمعوني جيدا نحن سنقوم بمراقبة القرية جيدا ونعرف من الذي يفعل كل هذا الإجرام والاغتيال بأهل القرية ، واتفقوا علي ذلك وقسموا بعضهم بعضاً إلي مجموعات علي أنحاء القرية ليعرفوا من الذي يفعل كل هذه الجرائم المنتشرة في القرية ، قال ( أفرنك ) : يا رفاق هيا بنا وبعد أيام ، كانت الحاكمة ( مادلين ) تتعلم في الكتاب كيف تحضرهم وتصرفهم وفي يوم من الأيام أحضرت واحداً منهم وتحدثت معه وقفلت الكتاب وفرحت فرحا عظيما وأخذت تصيح بصوت عال ( فاتيكا …. فاتيكا .. أين أنت ؟ ) – وعندما أتتها فاتيكا ونظرت إليها ووجهها مبتسم – يا للعجب العجاب سيدتي !! ما بك فاتيكا ؟ أنا لم أرك من زمن طويل فرحة مثل الآن ، سأقول لك السبب الذي جعلني سعيدة يا جاريتي العزيزة ، منذ أمدٍ بعيد يا سيدتي لم اسمع منك كلمة يا جاريتي العزيزة فلماذا كل هذا المرح سيدتي ؟ في الأيام الماضية كنت أغلق باب الحجرة وأقرأ في الكتاب لمدة ثلاثة أيام ، ولذلك كنت عندما احضر لك الطعام تقولين لي اتركيه علي الباب واذهبي ، نعم يا فاتيكا فكنت لا أريد أحدا يقلقني ، وماذا فعلتي يا سيدتي في هذه الأيام ؟ ظهر لي خادم الكتاب ، ماذا يا سيدتي ؟ نعم مثلما قلت لك يا فاتيكا بوجهه وصوته ، لقد أحسنت صنعا يا سيدتي أوعرفت سر الكتاب ؟ نعم يا فاتيكا من الآن سأعرف ما يدور ويحدث في القرية دون أن تذهبي إلي القرية أو تخبريني بشيء الآن أعرف كل ما يحدث في القرية … أمهليني بعض الوقت واذهبي الآن يا فاتيكا ، أمرك سيدتي – ودخلت الحاكمة حجرتها وظلت تقرأ في الكتاب وعرفت أن ( أفرنك) وأشخاص آخرين يراقبون كل ما يدور في القرية فغضبت علي ( أفرنك ) غضبا شديدا وظلت تتلو علي اسم ( أفرنك ) حتى تجسدت داخل أفرنك روح شريرة تهوى القتل وشرب الدماء وتعذيب الضحايا بطريقة بشعة وأكملت القراءة وأغلقت الكتاب وصاحت يا فاتيكا ، نعم يا سيدتي، أتعرفين من الذي يحرض أهل القرية ؟ من سيدتي ؟ إنه ( أفرنك ) ، ألم أقل لك من قبل وقلت لي اتركيه لي ؟ .. وماذا ستفعلين له سيدتي ؟ ستعرفين غداً ما سأفعله سأجعل القرية كلها تنصب علي ( أفرنك ) ، كيف يا سيدتي ؟ إن ( أفرنك ) دخلت جسده روح شريرة ستجعله يرتكب جرائمه بطريقة بشعة جدا .. ولم يعرفه احد من أهالي القرية أطلاقا نحن فقط من يعرفه ونتركه بعض الوقت وهو يقتل أبناء القرية ونقوم نحن بالقبض عليه ونبعد عنا التهم التي توجه إلينا ، سيدتي لماذا تفعلين كل هذه الأفعال في القرية ؟ عجبت لأمرك أنسيتِ أننا متورطون في كل العمليات الإجرامية بالقرية ولابد أن نخرج من هذه التهم هل تفهمين ؟ نعم سيدتي بالطبع لقد فهمت الآن ، يا فاتيكا أفرنك سيتحرك في شكل كائن أخر ولم أعرف ما يفعله له الكتاب ، سيدتي ألم تعرفي ما هو الكائن الذي سيأتي ويتجسد في ( أفرنك ) ؟ لا يا فاتيكا ، سيدتي وعندما يتجسد الكائن في أفرنك أتعرفين صرفه ؟ نعم يا فاتيكا لأنني عرفت الصفحة التي قرأت فيها ليتجسد الكائن في أفرنك ومن حظه أن القرية مليئة بالمصائب وتحول ( أفرنك ) من إنسان آدمي لإنسان متوحش لديه أظافر مثل الصقر المتوحش ولديه أنياب كأنياب الأسد ولديه سرعة تفوق سرعة الأسد عندما يمسك بفريسته .. ويقوم (أفرنك ) بمسك فريسته ويمزقها ويشرب دمها ويحفر بمخالبه خارج القرية ويدفن ضحاياه وقام بأخذ واحد تلو الأخر وازدادت القرية سوءاً وغضب أهالي القرية لما يحدث لهم في القرية واجتمع رفاق ( أفرنك ) في القرية وقام أحدهم واسمه ( إين ) فقال : منذ أكثر من ثلاثة أيام لم نر ( أفرنك ) كيف يا رفاق ؟ .. وأين هو ؟ وإلي أين ذهب ؟ فقال ( إين ) لأحد رفاقه واسمه ( فران ) اذهب وابحث عنه في القرية مرة أخري .. وإن لم تجده في القرية .. اذهب إلي منزله وسل عنه ، نعم سأذهب الآن ليتنى أصادفه في منزله أو في القرية ، هيا اذهب يا ( فران ) – فذهب فران ولم يجده في القرية أو في المنزل فعاد لـ ( إين ) وقال : لم أجد أفرنك في المنزل أو القرية تفقدت القرية بأكملها وسألت عنه في منزله سيد ( إين ) ، قال ( إين ) شكراً لك سيد فران .. يا ( يرفك ) ، نعم سيد ( إين ) ، نحن علي اتفاقنا في مراقبة القرية ، فقال فران هو ورفاقه : نعم سيد ( إين ) سنفعل مثلما قلت .. هيا بنا تفرقوا وقسموا بعضكم بعضا .. طابت ليلتكم ، رافقتك السلامة يا سيد إين – وفي سكون الليل وصوت الضفادع وسط الأشجار الكثيفة وظلام الليل فأتي العجوز أفرنك بعدما توحش ويحمل من خلفه رجلين وكأنه يمسك بهرة في يده وقام بالفرار بسرعة تفوق سرعة الأسد ومزقهم وشرب دماهم ودفنهم خارج القرية فجن فران هو ومن معه وحل الصباح وتغيب فران هو ومن معه من القرية وظلوا يبحثون في القرية بلا جدوى وشاع الخبر في القرية – وذهبت فاتيكا إلي الحاكمة مادلين وهي فرحة سيدتي .. سيدتي ، مادلين ما بك يا فاتيكا خطتك نجحت ، أحقاً يا فاتيكا ؟ نعم سيدتي ، مادلين يا للعجب .. هذا جيد جدا يا فاتيكا – واجتمع هؤلاء الرجال مرة ثانية – قال (إين ) نحن لم نستسلم وخطتنا تسير كما هي .. عندما يحل الظلام نراقب القرية مرة ثانية .. وخذوا معكم سلاح حاد جدا ، أمرك سيد ( إين ) – وصافح بعضهم بعضاً علي هذا العهد – هيا يا رفاق رافقتكم السلامة نلتقى بعد ثلاث ساعات أي في منتصف الليل وكل واحد منكم يعد آلته ويجهزها للانطلاق وحل الليل وفي منتصفه اجتمعوا اثنين اثنين .. وقام العجوز بفعل جريمته مثلما فعل فرانك وفي الصباح تغيب اثنين من المجوعة فغضب ( إين )علي ما يحدث في القرية وتعج القرية بأهلها غاضبين وخائفين علي أبنائهم ربما أن يذهبوا ضحية ، فذهبوا إلي الحاكمة مادلين أمام قصرها ونزلت لهم الحاكمة مادلين وقالت ما بكم ؟ فقالوا بصوت واحد وهم منفعلين وغاضبين ، ماذا يحدث في القرية
منذ يومين مات أربعة رجال من القرية ؟ فقالت مادلين الآن خذوا الحراس وابحثوا عن الرجال المتغيبين وأحضروهم أحياء أو أموتا ، فقال ( إين ) بصوت عال للحاكمة مادلين : هل أنت لم تعرفي ؟ فقالت الحاكمة : لم اعرف.. ماذا أنت تقصد ؟ لا شيء يا سيدتي فذهب الحرس و الرجال وظلوا يبحثون بين الأشجار في أنحاء القرية وخارجها وأثناء البحث وجدوا دماً وصرب فاتبعوه حتى وجدوا الجثث مدفونة خارج القرية وتعرفوا علي الجثث فوجدت الجثث ممزقة فقال إين : هذا وحش لا طبعا فالوحش لم يحفر ويدفن ضحاياه بل يلتهمهم نقول اثنين أتيا من خارج القرية فلا يقدر أحد غريب أن يفعل ذلك ولكانت الضحايا استنجدت ولسمعناهم … هذا شيء غريب وقوي جدا جدا فنظل في القرية ولابد أن نأخذ جذرنا ونكون يقظين جدا ، فقال ( إين ) : هيا بنا نعود إلى القرية وسوف ندبر أمرنا – فذهب ( إين ) لمنزل أفرنك وقابل زوجة أفرنك قائلا : كيف حالك يا مدام ( أفرنك ) ، إنني بخير وابني كذلك ، ألم يأت خبر عن أفرنك حتى الآن ؟ لا أبدا وأنا قلقة عليه وأريد أن أقول لك يا سيد ( إين ) شيئا ، تفضلي يا مدام أفرنك منذ يومين وقد كنت أقف أمام النافذة رأيت شيئا غريبا بجوار المنزل ، ما هو يا مدام أفرنك ؟ .. ألا تستطيعين وصفه ؟ نعم يا سيد (إين ) أصفه لك قامته كقامة الإنسان وملامحه نفس ملامح زوجي أفرنك لكن في صورة متوحشة ، كيف يا مدام أفرنك ؟ .. وهل أنت تحققتي من هيئته ؟ نعم سيد ( إين ) رغم أنني نظرت إليه وأختفي بسرعة من أمامي وفي فمه أنياب مثل أنياب الأسد وله مخالب كمخالب الصقر القوي ، نعم يا مدام أفرنك أحسنت عملا إذن هذا هو الدخيل الغريب الذي دخل قريتنا .. نعم هو وما علينا إلا أن نراقبه يا مدام أفرنك ، نعم يا سيد ( إين ) ، وأنت إن رأيت شيئا بلغيني بسرعة ، نعم يا سيد ( أين ) ، سلام يا مدام أفرنك ، رافقتك السلامة يا سيد ( إين ) – فذهب السيد أين لرفاقه وهو فرح فرحا عظيما وكأنه حقق انتصرا عظيما علي المعلومات التي أخذها من مدام أفرنك فذهب لرفاقه وأبلغهم بما حدث من القصة التي روتها مدام أفرنك – فقال لهم : أنا قد ظلمت الحاكمة مادلين .. عندما قلت أنها هي التي تفعل كل هذه الأفعال الشريرة التي تحدث في القرية حقا إنني ظلمتها يا رفاق ومن الآن سنقوم بمراقبة منزل أفرنك ، فقال أحدهم واسمه ( فالديس ) ماذا تقصد سيد أين ؟ لا شيء سيد فالديس ، أتقصد أن أفرنك هو الذي فعل هذا ؟ لا أعرف شيئا سيد فالديس وكل ما علينا أننا نراقب المنزل جيدا هيا أبلغ الرجال المتبقين الذين لم يعرفوا ، نعم سيد أين سأذهب الآن – كانت الحاكمة مادلين قلقة ومتوترة من الحديث الذي تحدث به ( أين ) فأتي الحراس وأبلغوها بما حدث من أحداث في الرحلة التي قام بها الحراس وأهالي القرية وأرسلت مادلين حارس من الحراس للسيد ( أين ) وذهب الحارس لسيد أين – يا سيد أين ، نعم أيها الحارس ، سيدتي مادلين تريدك ، لماذا ؟ لا أدري ، فخاف أين من الحاكمة مادلين وعندما وصل قال الحارس تفضل ادخل سيد أين .. ما بك ؟ وماذا يخيفك ؟ نعم أيها الحارس القصر له هيبة ، لا تخف سيد أين .. هل أنت فعلت شيئا ؟ لا .. لا شيء ، إذن لماذا خائف ؟ التحية والسلام علي سيدتي الحاكمة مادلين ، مرحبا سيد أين .. لماذا تحدثني هكذا في وسط الجموع ؟ صراحة سيدتي مادلين أنا كنت قد ظلمتك وكنت أظن في خاطري أن كل الأفعال الإجرامية التي تحدث من الحاكمة مادلين .. ولكن الآن عرفت وأيقنت أنها ليست منك بل هي أفعال شخص آخر ، من هو يا سيد ( أين ) ، لم أتأكد ولكن بعدما حكت لي زوجة أفرانك حكاية زوجها فمن المحتمل أن يكون هو أفرنك ، كيف يكون أفرنك وهو رجل عجوز ؟ .. أو هل يعقل هذا ؟ لا أدري سيدتي مادلين ولكن ما قالته زوجته من المحتمل أن يكون هو ، يا رجل لا تصدق فهذا رجل عجوز .. أنا سيد أين اليوم أعزمك علي وليمة عندي ، شكراً سيدتي مادلين علي كرمك وقضي معها وقتا قليلا بعد الطعام وفارق الحياة وأخذ سر أفرنك معه وصاحت لفاتيكا وأتت لها مسرعة ، نعم سيدتي مادلين ، خذي هذا وقدميه طعاما للتماسيح والكلاب ، قضيت عليه سيدتي ؟ نعم يا فاتيكا هذا الرجل لو ظل علي قيد الحياة سيعرف سر أفرنك .. وأنا أريد أفرنك يدور عبثا في القرية لتزداد الضحايا في القرية لتذهبي أنت إلي القرية وتحضري لي رجالا من أبناء القرية وبهذا لم يشك فينا أحد وأن هذه الضحايا ، فكرة جيدة سيدتي مادلين ، هيا اذهبي الآن وألقي هذا للحيوانات تفترسه – وشاع غياب ( أين ) وبعد بحث طويل قالوا من المحتمل أن يكون قد ذهب ضحية كغيره من الضحايا ، فقال فالديس وهو الصديق المقرب إليه : يا رفاق نحن ننتظر يوما آخر وإن كان قد حدث له أي مكروه سنرى في اليوم التالي .. هيا بنا انطلقوا كل واحد إلي منزله – وحل الليل وأتي اليوم التالي واجتمعوا في ميدان القرية – فقال فالديس لرفاقه : ألم يعرف أحدكم شيئا عن ( أين ) ؟ رد أحدهم بالطبع لا سيد فالديس ، هيا تابعوا السير إلي أين ذهب ولنبحث عنه مرة ثانية فظلوا يبحثون في أركان القرية بغاباتها وتلالها يكاد أنهم يشقون الأرض بحثا عنه وأثناء بحثهم في القرية صادفهم كائن في الغابة الكثيفة يهرول
بسرعة رهيبة – فقال فالديس : هل ترون ما أراه ؟ نعم سيد فالديس ، هل هذا هو الذي يقتل رجال القرية فقال احد المقربين لفالديس واسمه ( ماسبيرو ) محتمل أن يكون هو هيا انتشروا كل اثننين في جهة وتحققوا منه علي قرب هيا يا رفاق وقد رآه ( ماسبيرو ) ومن معه في حفرة عميقة وعندما رآهم أفرنك العجوز انقض عليهم بسرعة رهيبة ومسك كل واحد منهم من رقبته وفر هاربا وكان فالديس قد سمع صياح هؤلاء الضحايا فغضب فالديس وقال: أين ذهبوا فرج القرية هو ومن تبقي معه من رفاقه ، فقال أحد رفاقه : واسمه ( أديدن ) لفالديس يا سيد فالديس نحن الآن في منتصف القرية في الساحة الكبيرة يجب أن نجمع أهالي القرية ونبلغهم بما حدث لهؤلاء ليأخذوا حزرهم ، فقال فالديس : هيا الآن اجمع القرية علي بكرة أبيها هنا في الساحة الكبيرة فأحضرهم أديدن ، فقال فالديس يا أهل القرية أنا رأيت في الغابة كائن غريب الشكل وقد أخذ منا ماسبيرو وشخصا معه من رفاقنا المقربين إلينا كل واحد منكم يأخذ الحيطة فتقدمت زوجة أفرنك وقالت : يا سيد فالديس زوجي أفرنك متغيب من أيام عديدة ، نعم يا مدام ابلغني السيد إين وعندي علم بذلك يا مدام أفرنك فسمعت الحاكمة مادلين ففرحت جدا جدا وقالت للجارية فاتيكا هكذا ابتعدت الشبهة عنا الآن يا فاتيكا نحضر رجالا كما كنا ، نحن لم يعرفنا أحد قط .. هيا يا فاتيكا اذهبي واحضري لي رجلا من أبناء القرية ، لا يا سيدتي مادلين ، لماذا لا يا فاتيكا ؟ سأقول لك سيدتي نحن عرفنا سيدتي الآن اخرجي جارية من الجواري لم تكن معروفة ، نعم يا فاتيكا صدقت اذهبي يا فاتيكا واستحسني فتاة ذو جمال بارع وألبسيها رداء قصير للإغراء ، نعم سأفعل هيا اذهبي أنت يا فتاة ، نعم يا فاتيكا الحاكمة تريدك أدخلي غرفة الملابس وارتدي رداء ذا قيمة ويكون قصير ، نعم جيد جدا هيا الآن نذهب للحاكمة ، هذه هي سيدتي مادلين ، جميل جدا فاتيكا يبدو جميلا جدا أين كنت يا فاتيكا ؟ بين الجواري سيدتي مادلين وهذه من ستحضر لك رجالا كثيرين ولم يعرفها أحد قط وذهبت الجارية الحسناء واسمها ( روجنا ) في أحد الشوارع بملابسها الخليعة وجسدها العاري وتجمهر حولها أبناء القرية وجاءت بأحدهم إلي القصر فأخذت الرجل فاتيكا لمادلين وأكملت مادلين مهمتها ومات الرجل وصاحت لفاتيكا كي تأخذه وتقدمه طعاما للتماسيح والكلاب بينما كان فالديس مشغولا بأمور القرية وقضيتها المتزامنة وبينما هو يفكر جاءت امرأة تصرخ وتقول ابنى .. ابني فاقترب منها فالديس وقال : ما بك يا امرأة ؟ قالت ابني متغيب منذ الصباح ولم يرجع ، كم عمره ؟ اثنتا عشرة عاما ، فقال فالديس : سأبحث عنه في كل مكان لا تقلقي وذهب فالديس يبحث عن الرجل ولم يجده في القرية فعاد إليها وقال: لم يصادفنا الحظ ولم نجده ، فقالت : شكراً لك سيد فالديس – فترك فالديس المرأة ليجمع رفاقه ليبحثوا أمور القرية ومشاكلها ويجمعون حلا فقابله ماسبيرو – فقال له فالديس : أين رفاقنا ؟ الآن سأحضرهم لك – فذهب ماسبيرو وأحضر رفاقه – فقال فالديس : يا رفاق نحن نقوم بمراقبة منزل أفرنك مثلما قال لي السيد أين سابقا قد حدثني قليلاً عن منزل أفرنك ولم يعطني معلومات كافية عنه ، فقال ماسبيرو ماذا تقصد سيد فالديس ؟ أمعقول أن يكون العجوز أفرنك هو الذي يفعل كل هذه الأفعال ويقتل أبناء القرية ؟ فقال فالديس : الآن نعرف سيد ماسبيرو .. يا رفاق سنقوم بمراقبة منزل أفرنك في منتصف الليل– وعند منتصف الليل أخذوا يراقبون منزل أفرنك وجاء أفرنك الكائن الغريب الشكل حول المنزل وبجوار النافذة فقد خاف فالديس ومن معه ففروا هاربين من الخوف ومن بشاعة شكله – فقال فالديس : ما العمل يا رفاق ؟ فقال ماسبيرو : نعم هذا هو العجوز أفرنك .. ما عليك سيد فالديس .. أنقوم بقتله ؟ وهل نستطيع سيد ماسبيرو ؟ نحاول يا سيد فالديس .. أنا وجدت فكرة يا سيد فالديس ، ما هي يا سيد ماسبيرو؟ نحن نأخذ ابنين من أبناء أفرنك ، فكرة جيدة سيد ماسبيرو .. ما رأيك يا سيد فالديس نذهب الآن ؟ اصبر يا رجل عندما يحل علينا الصباح – وفي الصباح أخذوا طفلا من أبناء أفرنك وذهبوا يبحثون عن أفرنك بعد التحول وبينما هم يبحثون كانت الحاكمة مادلين قد أرسلت الجارية روجنا لتحضر لها رجلا وبالفعل أحضرت لها رجلا آخر لتشبع غريزتها الجنسية ومات الرجل ومرت الساعات وصاحت الحاكمة مادلين لفاتيكا وقالت يا فاتيكا ، نعم سيدتي احضري لي الجارية روجنا ، نعم الآن يا روجنا ، نعم سيدتي ، الآن تذهبين وتحضري لي رجلا من القرية ، سيدتي منذ أربع ساعات أحضرت لك رجلا ، نفذي ما أقوله لك ، نعم سيدتي الآن سأذهب – وذهبت روجنا – قالت فاتيكا : سيدتي مادلين لدينا أربع ساعات قد رمينا الرجل للتماسيح والكلاب ، يا فاتيكا روجنا عندما تجلب الرجل من القرية خذيه وضعيه في الغرفة السفلية للغد ، وأحضرت روجنا الرجل بقوة جمالها ففرحت مادلين فرحا عظيما وبينما هي مغمورة بالسعادة حل الليل وكان فالديس وماسبيرو ورفاقهم يبحثون عن أفرنك المتوحش وأثناء بحثهم كان ماسبيرو يضع يده علي الطفل فأتي أفرنك وقام باختطاف ماسبيرو من بين رفاقه فرآه فالديس ورأي سرعته القوية جدا التى تفوق سرعة الأسد بضعفين وكان محاط بالظلام – فقال أحد رفاقه واسمه ( بانكيا ) : يا سيد فالديس أنا رأيت أفرنك وهو يقوم بخطف ماسبيرو من بيننا وقف ونظر إلي ابنه هل رأيته ، نعم سيد ( با نكيا ) رأيته وما العمل سيد فالديس ؟ غداً سندبر أمره ، رافقتكم السلامة وحل الصباح وشاع غياب الرجل وسمع فالديس بغياب الرجل فاندهش من الضاحيا التي في القرية فقال في خاطره معقول أن يكون أفرنك بعدما أخذ ماسبيرو وقام بأخذه وقتله فصاح فالديس لرجل اسمه ( فلبث ) وكان يضرب علي رأسه من حزنه علي ابنه المتغيب ، فسأله فالديس منذ متى ابنك متغيب ؟ فقال ( فلبث ) منذ ست ساعات ، فقال له فالديس : هل بحثت عنه في القرية ؟ نعم بحثت ولم أجده في القرية سيد فالديس ولكن قد أخبرني أحد أبناء القرية بأنه قد رآه مع فتاة يمضيان ، وأنت بالطبع لا تعرف الفتاة سيد ( فلبث ) ؟ نعم سيد فالديس لم أعرفها ولو عرفتها ما فعلت هكذا سيد فالديس ، ما عليك إلا بالصبر يا سيد فلبث وتحمل غياب ابنك واترك لي الأمر أدبره بطريقتي الخاصة ، وإن سمعت خبرا أبلغني ، نعم سيد ( فلبث ) إلي اللقاء سيد فالديس ، رافقتك السلامة سيد ( فلبث ) … تمهل تمهل ، نعم سيد فالديس أتمني منك أن تحضر معك رجلا لنقوم بالبحث عن أفرنك فمحتمل أن يكون هو الذي أخذ ابنك ، ومن المحتمل أن يكون لا .. يا سيد فلبث ، نعم سأفعل سيد فالديس – ومضي فلبث وترك فالديس يفكر فيما يحدث مشغول العقل كيف يدبر أمر هذه القرية وما بها من غموض ، وبينما هو يفكر وإذ به يري تجمهر في أحد الشوارع فتقدم ليسمع ويري ماذا يحدث في القرية مرة ثانية فوجد طفلاً يبكي فسأله مابك يا بني ؟ فقال الطفل أخي متغيب منذ أربع ساعات وأنا خائف يا سيد فالديس فمن يتغيب عن القرية فلا رجعة له ، نعم يا بني صدقت أسمعتم يا أهل القرية فهذا الأمر لن نسكت عليه كل يوم نفقد رجلا تلو الآخر هذا الأمر يحتاج وقفة منا جميعا فقال أحد الأهالي : وماذا نفعل سيد فالديس ؟ فقال فالديس للجميع جمعوا بعضكم بعضاً ونذهب نبحث ماذا يجري في القرية هل هذا من أفرنك أم من غيره ؟ وما علينا إلا أن نتفق ونبحث في القرية واتفق جميعهم قائلا : هل توافقون ؟ نعم سيد فالديس اليوم سنذهب إلي الغابة معاً فأتي فلبث وماسبيرو وباقي أهالي القرية فطرح ماسبيرو فكرة علي فالديس وقال : لماذا نحن لا نأخذ ابن أفرنك مرة ثانية ونضعه في الغابة بمفرده ونري ماذا يحدث معه ؟ .. وهل سيقتله أم لا مثل السابقين ؟ فقال فالديس نحن فعلناها من قبل فقال ماسبيرو هذه المرة تختلف اختلافا كلياً فعندما يتعرف علي ابنه نقوم نحن باغتياله بآلاتنا الحادة ونحن عدنا لا بأس به نفوق ستون رجلا ونقوم بحفر حفرة كبيرة وعميقة ونقوم بتغطيتها جيدا بفروع الأشجار وأوراق الأشجار ونربط الغلام بحبل في وسطه ونربط فروع الأشجار وعندما يأتي أفرنك فوق الحفرة نقوم بشد الحبل ويسقط أفرنك في الحفرة ونربط الحبل المقيد به الغلام في الشجرة المرادفة بجواره وعندما يسقط أفرنك يقوم الحبل بتعليق الغلام وهكذا نستطيع بمسك أفرنك بكل سهولة أحسنت التفكير خطة جيدة يا سيد ماسبيرو ، فقال فالديس : هيا بنا يا رفاق ننفذ الخطة ونحفر الحفرة ، نعم نحفرها هاهنا وأنتم يا رفاق قسموا بعضكم مجموعات .. مجموعة تحفر ومجموعة تراقب ربما أن يأتي أفرنك من الخلف ويقوم بخطف أحدا منكم ، فقال ماسبيرو : نعم سيد فالديس سنفعل ما أمرتنا به ، فقال ماسبيرو : هذا العمل محفوف بالمخاطر ، فقال سيد فالديس : نعم سيد ماسبيرو ، أنتم أحسنتم عملا فهذا جيد جدا هيا يا رفاق لنذهب .. تجمعوا كلكم ولا تفترقوا عن بعض ، فرح السيد فالديس فرحا عظيما وهم في الغابة بالإنجاز الذي فعلوه ، ـ فأتي أفرنك من خلفهم وقام بخطف ماسبيرو من بين المجموع دون أن يستطيعوا رؤيته من شدة السرعة .. فحزن فالديس وغضب غضبا شديدا علي ماسبيرو ـ فقال فلبث : يا سيد فالديس نحن لم نره من شدة سرعته ، فقال فالديس : نعم يا سيد فلبث أعلم جيدا ما علينا إلا بفعل خطة ماسبيرو ، ومتي يا سيد فالديس ؟ غداً يا سيد فالديس ، نعم يا سيد فلبث ابني المتغيب وهذا الحدث الذي رأيته بعيني جعلني أفقد الأمل بأنني لم أجد ابني يا سيد فالديس ، أرأيته أنت يا سيد فلبث ؟ نعم رأيته سيد فلديس وإلي اللقاء ، غداً ، ـ صاحت الحاكمة مادلين لفاتيكا ـ فأتتها فاتيكا : نعم يا سيدتي مادلين احضري لي الرجل الذي في الغرفة السفلة لأنني اشتقت لرغبتي ، أتقصدي أن التماسيح جاعت ورغبتك جاعت والاثنين عملة واحدة ؟ كفاك ثرثرة واذهبي واحضري الرجل هيا ، نعم سأذهب الآن ـ وأحضرت الأعشاب وقامت بغليها وقفت فاتيكا بالرجل ـ ها هو سيدتي مادلين ، اتركيه واذهبي ـ وقدمت له الأعشاب وأشبعت غريزتها والرجل فارق الحياة وأتت روجنا لفاتيكا ـ وقالت لها : أين الرجلان اللذان أحضرتهما للحاكمة مادلين ؟ قالت فاتيكا لروجنا : ما عليكِ إلا بالصمت وهيا اذهبي من هنا وأنصحك ألا تتحدثين في هذا الموضع ، ـ فنادت الحاكمة مادلين علي فاتيكا فذهبت فاتيكا للحاكمة مادلين ـ نعم سيدتي مادلين ، خذي هذا الرجل فأنت خير العارفين ما تفعلينه به ، فقال فاتيكا ألم أقل لك من قبل أن التماسيح جائعة ، نعم اذهبي وأطعميهم ” فذهبت وعندما وضعت الرجل علي العربة فرأتها روجنا وراقبتها حتى رأت فاتيكا وهي ترمي بالرجل للتماسيح فخافت روجنا ودخلت حجرتها وعندما حل الليل ونامت روجنا والمنظر لم يفارقها وفي الصباح اجتمع أهالي القرية لينفذوا الخطة التي خططوها بالأمس ” فقال فالديس : يا رفاق ما رأيكم هل نتحرك الآن أم ننتظر حتى منتصف الليل ؟ فقال فلبث والمجموعة معه : نعم نذهب الآن ، فقال فالديس اتفقنا هيا بنا سأذهب الآن كي أحضر ابن أفرنك لنأخذه معنا علي حسب ما اتفقنا ـ فذهب وأحضر الطفل وذهب الجميع إلي الحفر ونفذوا الخطة ووضعوا الطفل علي الحفرة ـ فقال فالديس : يا رفاق كل واحد منكم يقوم بتغطية نفسه بأوراق الأشجار كي لا يراه أفرنك ـ وبالفعل نفذوا ما قاله فالديس وأتي أفرنك متحول إلي كائن غريب علي حافة الحفرة ثم تقدم إلي وسط الحفرة فسقط فيها والتفوا حوله ورجموه ثم أخرجوه من الحفرة وأخذوه سحلا إلي القرية وأتت زوجة أفرنك وتعرفت عليه ـ وقالت : نعم إنه زوجي أفرنك ” وشاع الخبر وسمعت الحاكمة مادلين فغضبت غضبا شديدا وصاحت الحاكمة مادلين لفاتيكا فأتت إليها فاتيكا مسرعة ” نعم سيدتي مادلين ، ما العمل يا فاتيكا أفرنك أمسكوه .. ماذا نفعل فمن الآن لن نستطيع أن نحضر أي رجل من القرية وإلا سينكشف أمرنا .. فاتيكا .. أأنت خرساء .. لماذا لا تتكلمي ؟؟ سيدتي مادلين ماذا أقول وقد عجزت عن التفكير ؟ يا فاتيكا أنا هكذا لم أشبع رغبتي وهذا شيء صعب بالنسبة لي .. فهذا مستحل أنا أدمر القرية علي بكرة أبيها .. قولي شيئا يا فاتيكا لماذا تصمتين ؟ يا سيدتي نحن فعلنا أشياء كثيرة من الإجرام وهذا يكفي فلنعطي للقرية هدنة كي لا ينكشف أمرنا ، يا فاتيكا قد وردت لدي فكرة ، ما هي سيدتي مادلين ؟ لماذا نرسل روجنا إلي القرية المجاورة تحضر لي رجال من هناك ؟ أنسيتِ يا سيدتي أنه بينا وبين هذه القرية مشاجرات منذ عهد زوجك الأول ؟ نعم لم أنس .. دعيني وشأني الآن لأقرأ في الكتاب وسأقول لك ماذا افعل ، هل تريدين مني شيئاً سيدتي مادلين ؟ لا .. رافقتك السلامة ، طابت ليلتك سيدتي ـ وظلت الحاكمة مادلين تتلو في الكتاب حتي اليوم التالي وفي الصباح خرجت بفعل جيد كائن غريب الشكل لم يخطر علي بال احد ولم تره عين من قبل فدعت فاتيكا وهي فرحة فرحا شديدا تقول : فاتيكا .. فاتيكا ، فاتتها فاتيكا مسرعة ـ نعم سيدتي ما بك فرحة جدا هكذا ؟ يا فاتيكا أنا وجدت حلا ، ما هو سيدتي مادلين ؟ أنت ترسلين روجنا إلي القرية المجاورة وأنت مطمئنة ، كيف هذا سيدتي ألم نتحدث في هذا الأمر من قبل ؟ أنت تنفذي الأمر وأنت صامتة ، نعم سيدتي مادلين ولكن أيمكنني أسألك سؤالاً ؟ تفضلي يا فاتيكا ، لماذا أنت واثقة كل هذه الثقة ؟ ستعرفين في الوقت المناسب يا فاتيكا .. وسوف أذكرك لماذا أنا واثقة من نفسي ، هيا ارسلى روجنا إلي القرية الأخرى ، سيدتي مادلين ، نعم يا فاتيكا ، القرية المجاورة تبعد مسافة طويلة ، يا فاتيكا تأخذ معها وسيلة للمواصلات ، سيدتي ، نعم يا فاتيكا ، وإن لم يأتِ معها أحد ماذا ستفعلين ؟ روجنا جميلة وبالتأكيد أنها ستجذب أحداً وأنا متأكدة .. هيا ابعثيها وكفاك ثرثرة ، ـ وأرسلت فاتيكا روجنا إلي القرية المجاورة ونجحت روجنا في إحضار رجل من القرية المجاورة ويتكرر هذا يوماً تلو الآخر ومر شهران علي هذا الحال وشاع غياب الرجال من أهل القرية المجاورة ـ فقال حاكم القرية واسمه سيكوز لحراسه : ابحثوا في القرية واعرفوا من الذي يفعل هذا .. راقبوا القرية جيدا .. وعندما تعرفون شيئاً ابلغوني ـ فذهبت روجنا إلي القرية المجاورة لتحضر رجلاً للحاكمة مادلين .. فدخلت روجنا القرية .. فرأوها الحراس وراقبوها جيدا وروجنا أخذت الرجل وذهبت للحاكمة مادلين فأبلغ الحراس الحاكم سيكوز .. فاتخذ الحاكم سيكوز قراره بأنه يشن عليهم حرباً لتعديهم علي قريته ، فذهبت فاتيكا للحاكمة مادلين ـ وقالت لها : يبدوا أن مزاجك اليوم جيد سيدتي مادلين ، نعم يا فاتيكا .. ألم أقل لك أنه لن يحدث شيئا ـ وهما تتحدثان جاء أحد حراس الحاكمة مادلين ـ قائلاً : سيدتي .. سيدتي ، ما بك .. ما بك جاءني الحارس الذي يقوم بمراقبة القرية من الخارج وهو يلهث وأخبرني بأنه رأي جنوداً كثيرين متجهين قريتنا ، انصرف الآن أيها الحارس واستعد ، أمرك سيدتي ، وأنت يا فاتيكا اذهبي الآن وخذي عشر جواري واحضرن لي ألف ورقة من أوراق الشجر .. وأنا سأعطي أمراً لجميع الحراس بأن يتصدروا لهم علي أطراف القرية .. أذهبي بسرعة … ونادت في الحراس اذهبوا الآن إلي أطراف القرية في الجهة التي يأتون منها وصدوهم ولا تتسرعوا وانتظروا مني الأمر ، أمرك سيدتي ، هيا انصرفوا وبعد أن أحضرت فاتيكا أوراق الأشجار .. قالت الحاكمة مادلين هيا بسرعة صفوهم جيدا ، نعم سيدتي مادلين ها نحن قد فعلنا مثلما قلت لنا ، انصرفوا الآن ، أمرك سيدتي مادلين ـ وقد صرفتهم كي لا يعرفوا السر ومرت نصف الساعة ونادت إلي فاتيكا ـ نعم سيدتي ـ خذي هذه الأوراق وقومي بتطييرها في أطرف القرية ، أمرك سيدتي مادلين ـ وقامت فاتيكا هي والجواري بتنفيذ ما قالته لها الحاكمة مادلين .. وتحولت أوراق الأشجار كائنات حية مثل الفراشات وكلما تتطاير بجوار الأشجار يزداد عددهم وتحتوي هذه الكائنات علي مادة سامة .. والحاكمة تجلس أمام الكتاب تقرأ فيه لتحصن حراسها كي لا يصيبهم أي مكروه .. ولم يستطع أحد أن يدخل القرية ، وقد قضت علي حراس القرية المجاورة فاندهش حراس مادلين بعد رجوعهم من الحرب فأخذوا يتساءلون .. كيف حدث هذا الأمر .. دون أن تقترب منا فراشة واحدة ؟ ، هذا شيء غريب وشاع الخبر في قرية مادلين علي ما حدث وجاء أهالي القرية يحيون الحاكمة مادلين علي ما قد حدث من انتصار فقامت الاحتفالات بنصر وكان أهالي القرية يتساءلون : من الذي فعل هذا وجعل أوراق الأشجار تتطاير في الهواء وتتحول إلي فراشات مسممة ومن العجيب أنها تفرق بين حراس القرية وجنود القرية المجاورة ، فهذا شيء غريب للغاية ! لم يقم احد من قبل بهذا الفعل إلا زوج الحاكمة مادلين وكان ذلك منذ سنوات عديدة ، فقام فالديس وقال للحاكمة مادلين سيدتي مادلين بعد احترامي الشديد لكِ .. هذا الفعل الجيد الذي فعلتيه في القرية لحرصك علي القرية شيء نفتخر به أنا وأهالي القرية لأنه عمل مشرف جدا لأنك قد وضعتي القرية في هيبة ووقار ومن يحاول التفكير في الاعتداء علي قريتنا يضع لها ألف حساب ويهاب القرية وهذا يشرفنا لكن سيدتي الموقرة عندي سؤال يدور بعقولنا أنا وأبناء القرية فقد كنا نتساءل ، وما هو السؤال الذي يحيركم يا فالديس ؟ الفراشات التي حاربت بدلاً من الجنود ولماذا هذه الفراشات لم تصب جنودنا بأي سوء .. وكيف ميزت الفراشات بين جنودنا وبين جنود الأعداء .. والشيء الأغرب أنها تحولت إلي أوراق أشجار بعد انتهاء الحرب ؟! فصاحت الحاكمة مادلين بصوت عال وقالت اسمعني جيدا يا فالديس أنت وأهالي القرية إن هذا الشيء الذي حدث في القرية ليس من عملي أنا بل هو عمل زوجي الأول .. وأنتم تعرفون وعلي يقين من أن زوجي الأول كان معه كتاب سحر .. أثناء مرض وزوجي وهو علي فراشه قال لي إن مت ومسكت الحكم فلا تخافي من أي معتد علي قريتنا .. فسألته ماذا تقصد فقال لي أقصد أنني قد حصنت القرية بكتابي من أي معتد عليها .. أفهمتم يا أهل قريتي ؟ .. فأنا لا أعرف عن الكتاب شيئاً علي الإطلاق .. وأنا لم أفعل شيئا مثلما ظننتم بأنني أنا فعلت هذا كله فأنا بعيدة كل البعد عن هذا .. فأخذوا يصفقون بحرارة للحاكمة مادلين علي ما قالته وبكل سذاجة قد صدقوها وانصرفوا من أمام القصر ، وصفقت فاتيكا وقالت لها لقد كنتِ مقنعة سيدتي مادلين أنا لم أعرف انك تملكين كل هذا الذكاء .. فكف استطعتِ إقناعهم بأنك لم تفعلي هذا ؟ ألم أقل لك من قبل أنك ستعرفين في الوقت المناسب ؟ نعم قلت لي ذلك سيدتي مادلين .. وأنا كنت قد أوشكت أن أصدق أنّ زوجك الأول هو الذي قام بقراءة الكتاب وتحصين القرية من أي معتد وأنه هو الذي فعل هذا كله .. نعم وبالفعل قد خرجتِ منها ، يا فاتيكا ، نعم سيدتي مادلين ، ماذا سنفعل الآن ؟ فيم سيدتي ؟ في إحضار الرجال .. أنا مشتاقة لرجل الآن ، سيدتي قد قمنا بكل الوسائل ذهبنا للقرية المجاورة وأحضرنا منها رجال وقامت مشاجرة بيننا وبين القرية المجاورة كما رأيتِ .. وأحضرنا عدد كثير من قريتنا وهذا مؤسف جدا ولو انكشف أمرنا فالقرية تقوم علي بكرت أبيها علينا وتقطعنا إرباً إرباً ونصير طعاما للتماسيح .. فالأفضل لنا الآن أن نقوم بعمل هدنة ، نعم يا فاتيكا نعطي هدنة في الأيام القادمة ـ وعاشت القرية هدنة ورخاء وهدوء ولكن أهالي القرية خائفون من أن يحدث لهم ما حدث من قبل وكان فالديس يجلس هو ورفاقه في القرية يتشاورن فيما يفعلون في العظم الذي في الغابة ـ فقال فالديس يا رفاق هيا بنا نذهب إلي الغابة ونقوم بجمع العظام التي في الغابة لنقوم بدفنها إكراماً لموتانا فذهبوا ليجمعوا العظام ويدفنوها في الغابة فقاموا بجعها ووضعوها في الحفرة التي حفروها من قبل لأفرنك ودفنوا عظام أفرنك معها وبعد أن قضوا اليوم بأكمله وحل عليهم الليل خرجوا ألي القرية وكل واحد منهم دخل منزله فكانت مادلين في قصرها في حالة نشوة مغرية بينها وبين نفسها وكان الباب مفتوحاً في منتصف الليل فذهبت إليها فاتيكا لتطمئن عليها فرأت فاتيكا باب الغرفة مفتوحا فدخلت فاتيكا رويداً رويداً فرأت الحاكمة مادلين وهي في حالة نشوتها الصعبة تتلوى علي فراشها وتشهق وكأنها تتألم من مغص كلوي فاندهشت فاتيكا من المنظر التي رأتها به فقالت يا للهول ..! ماذا تفعلين سيدتي مادلين ؟ فقامت الحاكمة مادلين مسرعة وهي تلملم نفسها قائلة : لماذا لم تطرقي الباب يا فاتيكا قبل دخولك ؟ سيدتي مادلين ومتى أنا أطرق الباب قبل دخولي عليك ؟ .. أنا قد تعودن الدخول دائما دون أن أطرق الباب .. سيدتي مادلين عندما دخلت أحسست أنك فتاة مراهقة في سن السابعة عشر من عمرك ، يا فاتيكا أنا مريضة بهذا .. ولم استطع تحمل ذلك وليس باستطاعتي فأنا أريد ذلك كل يوم وأنا لا أحتمل .. وبعد هذا يا فاتيكا أنا لست راضية عن نفسي ولكنه ليس بإرادتي .. شيء يتحرك داخلي ولم أتحكم فيه بل هو الذي يتحكم في كما رأيتِ أنتِ ولم يكن معي رجل بل هذا استعمال يدي .. وهذا شيء مؤسف وأنا لست كبيرة في العمر فعمري يبلغ الخامسة والثلاثين ، فأنا نشأت في أسرة فقيرة .. يتيمة الأب والأم فقد ماتا منذ طفولتي وقد تزوجت من زوجي الأول وكان عمري خمسة عشر عاما فعاش معي خمسة عشر عاما وبعد ذلك قد مرض ومات دون أن أنجب له أطفالاً وزوجاته الأخريات السابقات لم ينجبن له أطفالاً وجاء بي من القرية المجاورة ومنذ أن تزوجنا لم أر أقاربي وقد انقطعت عني أخبارهم والأجيال القادمة لا أعرفها في قريتي التي ترعرعت فيها مع أقاربي وتركت أطفالاً من أقاربي في التاسعة والعاشرة من أعمارهم فإن رأيتهم اليوم لا أعرفهم فأنا منذ تزوج الزوجي الأول لم أذهب إلي قريتي حتى الآن إطلاقا ، قالت فاتيكا : كيف سيدتي مادلين ؟ .. أأنت من القرية التي كان بيننا وبينها حرب ؟ لا يا فاتيكا فالقرية التي تتحدثين عنها شمال قريتنا أما قريتي فهي جنوب قريتنا ، سيدتي مادلين أنا جاءتني فكرة ، تفضلي يا فاتيكا قولي ما هي الفكرة التي تدور في خاطرك ؟ أذهب أنا إلي قريتك وأحضر لك الرجال التي تريدينها ، فكرة جيدة لكن قريتي تبعد عن قريتنا هذه مسافة طويلة ، سيدتي نأخذ وسيلة مواصلات ، وما الحيلة التيِ تحضرينهم بها ؟ ألم تقولي لي أنك من أسرة فقيرة ؟ نعم يا فاتيكا قلت لك ذلك ، إذن هم بحاجة إلي مال فعلي سبيل المثال أنا جئت إلي هنا من أجل المال وهذه يا سيدتي هي نقطة الضعف التي نحضر بها الرجال التي تريدينها ، مادلين : وماذا ستقولين لهم يا فاتيكا ؟ الأمر بسيط جدا سيدتي مادلين ، ما هو الأمر البسيط يا فاتيكا ؟ أنا سأذهب لهم وأقول أن قريتنا تريد اليد العاملة ولذلك يأتون معي ، فكرتك جيدة يا فاتيكا خذي معكِ ما تردين من القصر ، لا فلم آخذ إلا وسيلة المواصلات ، نعم اذهبي وخذي معكِ بعد الحراس وخذي معكِ بعد النقود لتغريهم بها ، نعم سيدتي سأذهب الآن ، هيا رافقتك السلامة ـ فذهبت فاتيكا إلي القرية المجاورة وقد وصلت بعد مشقة طويلة في الطريق الرملية وعندما دخلت القرية المقصودة .. قام أهالي القرية باستقبالها بحفاوة فمن عاداتهم إكرام الضيف كعادات العرب والريف .. فقام رجل من أبناء القرية واسمه ” ليكس ” بذبح كبشا ولم يكن لديه سواه وأعده طعاما لضيفتهم وبالصدفة كان في ذلك اليوم عرس زفاف في القرية ـ فقال ليكس لفاتيكا هيا بنا نحضر عرس الزفاف الذي بجوارنا عند أحد أقاربنا ـ ومن العادات الغريب لهذه القرية في الزواج أن يقوم الزوج باختيار أربع فتيات وتقومن الفتيات بالتسابق بالجري في ميدان القرية والتي تقوم بالفوز هي التي تكون من نصيبه في الزواج ويقوم أهالي القرية بتزيينها بألواًن الطيف في جميع أنحاء جسدها وهي عارية دون أن تلبس إلا رداء في منتصف جسدها ـ فقالت فاتيكا لليكس يا ليكس أهذه تقاليد زواجكم ؟ فقال ليكس نعم هكذا يتم الزواج في قريتنا .. وهناك طريقة أخرى ، وما هي الطريقة الأخري ، أن يقوم الفتي الذي يرغب في الزواج من خارج القرية إلي القرية المجاورة ويتقدم لأهل الفتاة التي يرغب في زواجه منها فإن لم يقبلوه يقوم بخطف الفتاة وإحضارها إلي قريتنا وبهذا يكون قد أجبرهم علي الزواج منها ولا بد أن يرضوا بالأمر بالواقع الذي أمامهم ، يا ليكس : أريد منك أن تقوم معي بالتجول في القرية ، نعم ، هيا بنا ـ فخرجوا من العرس ليتجولوا في القرية وأثناء تجولهما في القرية تحدثت فاتيكا مع ليكس ـ فقالت له : يا ليكس أنت لك كم ابن ؟ معي غلام واحد يا سيدتي فاتيكا ، يا ليكس أنت ضايفتني ولم تسألني لماذا جئت إلي قريتكم .. ولم تسألني أنا من أي القري ؟ يا سيدتي فاتيكا هذه من عاداتنا لم نسأل الضيف إلا بعدما يأخذ ضيافته وينوي علي الرحيل وتكون طلباته مجابة ، يا ليكس أنت رجل كريم جدا وذبحت الكبش الوحيد الذي في منزلك وأنت لا تملك سواه في منزلك وغير كل هذا لطفك معي وزيادة كرمك وهذا جميل منك لن أنساه لك .. أنا جئت لآخذ معي رجالاً إلي قريتنا للعمل في البساتين ـ فرح ليكس فرحا عظيما ـ وقال : سيدتي فاتيكا أتأخذين ابني معكِ فنحن في حاجة لأجره ؟ فقالت فاتيكا يا سيد ليكس أنا لم آخذ ابنك معي ، لماذا سيدتي فاتيكا ؟ لا تسأل يا سيد ليكس ـ فوضعت يدها في جيبها لتعطيه نقودا فصاح ليكس وغضب غضباً شديدا ـ وقال : أأنت تريدين أن تدفعي أجر إقامتك في منزلي ورفض رفضاً شديداً ، فقالت يا سيد ليكس أنا لم أر ابنك ، نعم سيدتي فاتيكا فهو في رحلة صيد وسيأتي في المساء ، يا سيد ليكس اتركني الآن لأبحث عن الرجال بنفسي ، كيف وأنا معكِ ؟ لا .. فابتعد أنت عن هذا الأمر ، لماذا ؟ لا تسألني يا سيد ليكس فهذا أمر احتفظ به لنفسي ـ وذهبت تتجول في القرية وتقابلت مع أربعة رجال أقوياء البنية واتفقت معهم أن يرحلواً معها في الصباح .. وحل الليل وجاء ابن ليكس من رحلة الصيد وكانت رحلة موفقة واحضر معه الصيد الذي حصل عليه وأوت فاتيكا إلي سريرها ووضعت يديها تحت رأسها تفكر في طيبة وكرم ليكس وتقارن بين ما تفعله هي ومادلين من شر وتقول في نفسها لا مجال للمقارنة بيننا نحن وبين هذا الرجل وطيبته وكرمه المتدفق نعم هذا الرجل علمني كثيرا وجعلني في يقظة دائمة وصحوة الضمير .. وانتهي تفكيرها والدموع تنهمر من جفونها نادمة علي ما تفعله وتقول في خاطرها أنا إن لم أفعل هذا للحاكمة مادلين ستقتلني وترميني للتماسيح والكلاب فكله يهون في نظرها من اجل متعتها المزاجية المدمرة التي نزعت منا الإنسانية بسببها .. ما أعظم هذا الرجل في إنسانيته ! ما بينته لي مادلين بقتلها في البشر من أجل غريزتها الحيوانية وحل عليها الليل ونامت فاتيكا وعندما أشرق الصباح بيوم جديد علي فاتيكا بعد صحوة ضميرها في ليلة أمس بعد تفكير عميق وتأنيب لنفسها بالأفعال التي تفعلها هي ومادلين .. قالت بالفعل هذا الرجل لقنني درسا لا أنساه طول حياتي في كرمه ومحبته للآخرين بلا مقابل , فهذه هي الإنسانية .. وأثناء تفكيرها طرق الباب ـ فقالت فاتيكا : من ؟ فقال ليكس : أنا يا سيدتي فاتيكا .. صباح الخير أحضرت لك الإفطار ، شكراً لك سيد ليكس ، هل تريدين مني شيئاً آخر ؟ لا .. شكراً لك ، أستأذنكً ، رافقتك السلامة ـ فخرج وأغلق الباب .. فرآها ابنه واسمه “زنت ” ـ فقال له ابنه زنت : من هذه المرأة ؟ فقال له أبوه : هذه المرأة ضيفة ، فقال زنت : ومتى جاءت هنا ؟ فقال له أبوه : منذ أن خرجت أنت للصيد ، فقال زنت : أتقصد أنها منذ خمسة أيام يا أبي ؟ فقال أبوه : نعم يا زنت ، كيف دبرت طعامهم يا أبي وهي ليست بمفردها بل معها أشخاص ؟ سأقول لك يا زنت كيف دبرت طعامهم فأنت لو تفقدت المنزل ما سألتني كيف دبرت طعامهم ، ماذا تقصد بكلامك يا أبي ؟ أقصد أنني ذبحت الكبش ، يا ويلتى .. الكبش الذي لا نملك سواه يا أبي تذبحه !! وماذا أفعل يا بني ؟ ذبحك للكبش فهذا بالنسبة للحم ومن أين أحضرت الخبز يا أبي ؟ سأقول لك يا زنت كيف أحضرت الخبز ، حدثني يا أبي من أين أحضرت الخبز ؟ من الجيران كل منزل أخذ منه خبزة ، يا ويلتاه كرمك يا أبي وافتضحنا في القرية ! ، يا بني هذه ليست فضيحة ، أنت أحضرت خيراً وفيراً وسنقوم بسداد كل من أخذنا منهم الخبز ونسدد ما علينا ، يا أبي الرزق الذي أتيت به سنقوم بتسديده وبعد ذلك نعود مرة ثانية للجوع ، يا بني هذه عادتي ولم استطع إيقافها ـ ودارت بينهم مشاجرة فكانت فاتيكا قد سمعت كل ما حدث ولم تخرج من حجرتها فاتخذت قراراً بأنها تذهب اليوم من منزل ليكس ـ فقال زنت لأبيه : يا أبي إنك لم تقل لي لماذا جاءت هذه المرأة إلي هنا ، سأقول لك يا بني أتت لتأخذ رجالا ليعملوا في الزراعة ، أنا أذهب معها يا أبي ، لا يا بني فهي سألتني فقالت لي ألك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى