المقالات

المراهقة مرحلة إن لم تضمها بالإحتواء فإنتظر الإنفلات

جريدة موطنى

المراهقة مرحلة إن لم تضمها بالإحتواء فإنتظر الإنفلات  

ريهام ياسر سليمان

إن مرحلة المراهقة من المراحل الخطيرة للغاية على الإنسان و الأسرة و المجتمع ، لكن إن تم التعامل معها برؤية إيجابية واضحة فالرعاية الصحيحة تقى و الإعتراف بخطورة المرحلة معالجة مشاكلها قبل خروجها عن السيطرة تجعل زمام الأمور فى دائرة الأمان . 

لنتأمل معا كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل مع تلك المرحلة ، لنقتدى به ونحذو حذوه ، فلن نجد نهجاً علمياً وتربويا خير من نهج رسولنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، الكثير من الآباء ضاق ذرعهم بتصرفات أبنائهم ، لنرى كيف أدرك طبيعة تفكيرهم و كيف كان يوجههم التوجيه المباشر و يستثمر طاقتهم فيما ينفع ، ويسندهم مهمات لكن ليس بأسلوب الأمر كما يفعل بعض الآباء بل كان أسلوبه كسب قلوبهم.

قرأت أن أحد الشباب غلبته شهوته, وتنازع في نفسه الطهارة والإيمان مع رجز الشهوة المحرمة والشيطان؛ فلم يجد له من مهرب إلا أن يأتي رسول الله يستأذنه فيما ظنه مخرجًا شرعيًّا له, فإن أذن له رسول الله في الزنا فقد أزاح عن نفسه همّ المخالفة, وانتفى عنه الشعور بالإثم وبالدعاء له أيضًا من غير زجر, ولا قهر, ولا سخرية منه: عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ, ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا. فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: مَهْ مَهْ. فَقَالَ: “ادْنُهْ”. فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا، قَالَ: فَجَلَسَ، قَالَ: “أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ؟” قَالَ: لا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: “وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ”. قَالَ: “أَفَتُحِبُّهُ لابْنَتِكَ؟” قَالَ: لا. وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: “وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ”. قَالَ: “أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ؟” قَالَ: لا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: “وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ”. قَالَ: “أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟” قَالَ: لا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: “وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ”. قَالَ: “أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟” قَالَ: لا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: “وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالاتِهِمْ”. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ, وَقَالَ: “اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ, وَحَصِّنْ فَرْجَهُ”. قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إلى شَيْءٍ . 

إن المجتمع مازالت نظرته نظرة عرض فقط لبعض أهم المشاكل التي تواجه تحديات تلك المرحلة ، لم أرى من ينادى بتغيير جذرى للمشكلة ، فى البيت قلت الرقابة وكثر الانكار و غاب الإحتواء ، وفى المدرسة تجد تلقين يليه تلقين وكأن المعلم ألة تعطى بشكل روتينى معلومات بلا قيادة أو توجيه صحيح ، نسى أنه مسئول عن تلاميذه مثله مثل الأسرة والمجتمع أيضاً أنت كمعلم مرشدهم تنبههم للفضائل و الاخلاق و تحذرهم من الرذئل ، فأول بيئة متهمة بالتقصير هى الأسرة تليها المدرسة ثم المجتمع ، وكلهم يختلط عليهم أن الرعاية تربية ، لا الرعاية شئ و التهذيب وتقويم الإنسان شئ أخر ، لذا لابد للأسرة أن تعلم جيداً كيف تربى أبنائها على حسب كل مرحلة يمروا بها لأن الطفولة والصبا تحتاج لأسلوب مختلف عن مرحلة المراهقة ، وكذلك المدرسة لها دور توعية المراهق/ة وأسرته من خلال أخصائيين علم النفس والاجتماع و المجتمع مسئول عن توعية الأسرة والمدرسة إن رأت غيابهم فعلى المجتمع أن يكون المنقذ و المنبه وقت الخطر بسؤال أهل العلم و معرفة الطرق الصحيحة لنجاة المراهق من تقلبات مراحل نموه النفسية و الجسدية والعقلية والاجتماعية ، مثلاً الإكثار من الأعمال التطوعية ، انشاء معسكرات كفرق الكشافة الغير مختلطة ، عمل قافلة تشبه القوافل الطبية لكن للمدارس و تكون متخصصة فى التوعية الارشادية والنفسية من المرحلة الإعدادية والثانوية . 

المراهقة مرحلة إن لم تضمها بالإحتواء فإنتظر الإنفلات

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار