المعلّم

قالوا من قدوتك ؟
من الذي به تسرّ وتفتخر؟
قلت بحثت طويلا عن إنسان
من بني البشر..
حتى وجدته معلّما
يضيئ الدرب حين يضيّع الناس الدرب
ويوقظ الروح ..
كلّما نامت على كتف الدّهر
وانكسرت الأفكار تحت سطوة الضجر ..
ذاك المعلّم ..
لا يعلّم بالحبر والأوراق
بل بالنور إذا احتجب النور
وبالصبر إذا اشتدّ الشرّ
وبالرحمة حين يتفنّن البشر
في صناعة القسوة
كأنّها حرفة تورّث عبر العصور..
علّمني ..
أنّ الإنسان يمشي بثقل شهواته
لكنّه يبعث خفيفا
إن حمل قلبا طاهرا لا يصدأ
ولا يبيع الحقّ
في مزادات الغرور والكبر..
وما زلت أرى العالم
يتخاصم على التراب ..
وكأنّ التراب ملك المنتصر
ويهرب من الحقيقة
كما يهرب طفل
من درسٍ لا يريد أن يتذكّر
فأضحك ..
ليس سخرية من الخلق
بل دهشة من بشر
أرسل إليهم معلّم كامل
وما زالوا يبحثون عن دروس
لا تسدّد لهم البصر..
يا معلّم الرحمة ..
يا من وسعت كلماته
ما ضاقت به الأرض
وما ضاق به الصدر
أشهد أنّني كنت أعمى
إلّا عن الدنيا ..
حتى دللتني على معنى الدنيا
كي لا أغرق فيها
ولا أستسلم لجلبة الفكر
وخصام البشر..
هو المعلّم ..
منه أستمدّ يقيني
وبه أفخر
وبه أستبصر ..
حين تعمى الأبصار
وينطوي العمر
ويصحو القلب
ولا يبقى في النهاية
إلّا نوره يهدي الخطى
إلى حيث ينجو القلب
ويطمئنّ السّر
ويستقيم المشوار
وتطمئنّ الرّوح
وتنتهي القصيدة
على اسمه خير الأسماء
محمّد ..
خير معلّم في البشــر …
بقلم : معز ماني . تونس .
المعلّم

