الموالد في الإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه والتابعين، أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن العبيديين وهم من أقاموا الدولة الفاطمية الشيعية والتي أسسها عبيد الله المهدي، وكان واليهم علي مصر هو المعز لدين الله الفاطمي، ولهذا المعز الذي أحدث الموالد في الإسلام سيرة سيئة، وهو صاحب عقيدة فاسدة كما هو حال آبائه وأبنائه، قال أبو شامة المقدسي ” وقام بعده ابنه الملقب بالمعز فبث دعاته فكانوا يقولون هو المهدي الذي يملك الأرض، وهو الشمس التي تطلع من مغربها، وكان يسره ما ينزل بالمسلمين من المصائب من أخذ الروم بلادهم، وإحتجب عن الناس أياما ثم ظهر وأوهم أن الله رفعه إليه، وأنه كان غائبا في السماء.
وأخبر الناس بأشياء صدرت منهم كان ينقلها إليه جواسيس له، فامتلأت قلوب العامة الجهال منه، وهذا أول خلف خلفائهم بمصر، وهو الذي تنسب إليه القاهرة المعزية، واستدعى بفقيه الشام أبي بكر بن أحمد بن سهل الرملي ويعرف بابن النابلسي فحمل إليه في قفص خشب فأمر بسلخه، فسلخ حيّا، وحشا جلده تبنا وصلب رحمه الله تعالى قال أبو ذر الهروي “سمعت أبا الحسن الدارقطني يذكره ويبكي ويقول كان يقول وهو يتم سلخه ” كان ذلك في الكتاب مسطورا ” وذكر المؤرخون ومنهم الإمام الذهبي أن المعز قرب المنجمين وكان يأخذ بأقوالهم، وذكر ابن عذارى المراكشي في “البيان المغرب” أن المعز في سنة ثلاثمائة وتسع واربعين من الهجرة وجه أئمة المساجد والمؤذنين، يأمرهم ألا يؤذنوا إلا ويقولوا فيه “حي على خير العمل” وقال السيوطي.
“ومن غرائبه أنه استوزر رجلا نصرانيا يقال له عيسى بن نسطورس، وآخر يهوديا اسمه ميشا، فعز بسببهما اليهود والنصارى على المسلمين في ذلك الزمان حتى كتبت إليه امرأة في قصة في حاجة لها تقول بالذي أعز النصارى بعيسى بن نسطورس، واليهود بميشا، وأذل المسلمين بك لما كشفت عن ظلامتي” وتم ذكر المولد في كتاب “عجائب الآثار في التراجم والأخبار” وفيه سأل صاري عسكر عن المولد النبوي ولماذا لم يعملوه كعادتهم؟ فإعتذر الشيخ البكري بتعطيل الأمور، وتوقف الأحوال، فلم يقبل وقال لابد من ذلك، وأعطى له ثلاثمائة ريال فرنسي معونة، وأمر بتعليق تعاليق وأحبال وقناديل، واجتمع الفرنساوية يوم المولد، ولعبوا ميادينهم، وضربوا جلودهم ودبادبهم بطول النهار والليل بالبركة تحت داره، فإن من الأصول العظيمة التي إجتمعت عليها قلوب أهل العلم.
والإيمان هو الإيمان بأن هدي نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أكمل الهدي وشريعته أتم الشرائع، والإيمان بأن محبته دين يدين به المسلم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده، وولده، والناس أجمعين” رواه البخاري ومسلم، فهو عليه الصلاة والسلام، خاتم النبيين، وإمام المتقين، وسيد ولد آدم، وإمام الأنبياء إذا اجتمعوا، وخطيبهم إذا وفدوا، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، وصاحب لواء الحمد، وشفيع الخلائق يوم القيامة، وصاحب الوسيلة والفضيلة، بعثه الله بأفضل الكتب، وشرع له أفضل الشرائع، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس، ومن محبته صلى الله عليه وسلم محبة آل بيته، حيث قال صلى الله عليه وسلم “أذكركم الله في أهل بيتي” رواه مسلم.
الموالد في الإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري