الأربعاء, أغسطس 6, 2025
الرئيسيةمقالاتالموساد يشوه ، ومصر تتجهز لمعركة الحسم قبل خراب الهيكل
مقالات

الموساد يشوه ، ومصر تتجهز لمعركة الحسم قبل خراب الهيكل

الموساد يشوّه ، ومصر تتجهز لمعركة الحسم قبل خراب الهيكل

بقلم : د . هاني المضري
———————————

في ظل التغييرات الجذرية التي تعصف بالعالم العربي، تتكشّف ملامح مرحلة جديدة من المشروع الصهيوني – لا يُخفي أهدافه هذه المرة – تتداخل فيها الجغرافيا مع الأيديولوجيا، ويتبدّل فيها موقع بعض الأنظمة العربية من “المقاومة” إلى “التحييد”، إن لم يكن الشراكة الصامتة.

من الخليج العربي حيث استُنزفت الجيوش وأُعيد رسم العقيدة الأمنية على مقاسات التفاهم مع إسرائيل، إلى سوريا والعراق وليبيا حيث جرى تفكيك الجيوش بشكل ممنهج، يبدو المشهد كأننا على أعتاب الفصل الأخير: تحييد أي قوة عسكرية عربية قد تقف في وجه “التحقّق الكامل” للمشروع الصهيوني، لا سيما في القدس وغزة.

ومع كل خطوة تقترب بها إسرائيل من قلب الأقصى، تتزايد الحملات الإعلامية ضد مصر، والتي تقف – حتى الآن – كأبرز العقبات أمام تنفيذ مشروع التهجير الجماعي للفلسطينيين إلى سيناء. اللافت أن هذه الحملات لا تصدر فقط من منصات مغمورة، بل تشارك فيها أطراف يُشتبه بعلاقتها بأجهزة استخباراتية – على رأسها الموساد – عبر عمليات تشويه ممنهجة لصورة الدولة المصرية، والطعن في نواياها، وتحريض الرأي العام عليها.

ورغم الضغوط الاقتصادية الهائلة، والإغراءات السياسية التي طُرحت علنًا وسرًا، لم تُغيّر القاهرة موقفها من رفض التوطين أو التنازل عن محور رفح-العريش، لتبقى شوكة في حلق سيناريو “الترحيل الناعم”.

وفي الوقت ذاته، تُعاد صياغة “أسطورة الهيكل” لتبرير خطوات قادمة قد تشمل اقتحامًا واسعًا للأقصى، وربما عملية هدم أو تغيير جذري لطابعه المعماري الإسلامي، في ظل انشغال عربي وغياب ردع فعلي.

أذرع الموساد الإعلامية تتحرك الآن ليس لحرب إعلامية فقط، بل لتهيئة الرأي العام العربي لتقبّل ما لا يمكن تقبّله: ضياع القدس، وتصفية القضية، واحتلال غزة بحجّة “تحريرها من حماس” أو “إعادة إعمارها”. كل هذا يتم تحت مظلة دولية صامتة أو متواطئة، وعربية في غالبها مهادنة.

إن السؤال الأخطر الذي يجب أن يُطرح الآن ليس فقط: “إلى أين نحن ذاهبون؟” بل: من بقي أصلًا ليمنع الوصول؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »