بحر و أمواج
بقلم محمد عجيز
الآن و بعد عناء أخذت قرار بالراحة و الإستجمام بعد عدة شهور صعبه أحسست فيها أني أحتاج الي راحة و جلسة مع النفس و قررت الذهاب إلي أكثر مكان أحس فيه بالراحة و الهدوء فأخذت مفاتيح سيارتي و ذهبت إلي البحر
نعم البحر وحده من يستطيع أن يخرجني من ما أنا فيه و أثناء ذهابي و أنا في الطريق أحسست بفرحة تغمرني كالطفل الذي وعداه أبواه بالذهاب إلي مدينة الألعاب و مر الوقت سريعا و إذا بي فجأه أمام صديقي المفضل من يستمع إلي و لايقاطعني من أحس معه بالقوة البحر صديقي أنا امامه الآن نظرت إليه فما يبعدني عنه سوي تلك الرمال و هنا ناداني الطفل بداخلي فرحا ها هو صديقي فهرولت مسرعا إليه و أنا أعبر الشاطيء الرملي كأني جندي يعبر خط بارليف فالرمال ساخنه و أقدامي تدفن تحت الرمال الساخنه و مازلت أعافر حتي و صلت إلي هدفي و نظرت حولي حتي أري هل من
أحد هناك في الشاطيء غيري و إنتابني شعور بالسخريه و التعجب كيف لم ٱلاحظ أن ليس هناك أحد علي الشاطيء غيري و كيف فرحتي برؤية صديقي كسرت فوبيا الوحده عندي فأنا أخاف الوحده و لكن كيف أكون وحيدا و صديق العمر معي و جلست علي الرمال الدافئه أستمع لذلك الصوت صديقي و هو يرحب بي بتلك النغمه الثابته و كأنه يقول لي أهلا بك يا صديقي اراك حزينا فلتنس كل ما بك من حزن الآن فأنت معي بأمان
صباح الخير صديقي و هنا و بدون سابق إنذار و كالعاده سرحت فيه و نسيت كل شيء إلا أنني أمام صديقي الملهم و نظرت إلي صديقي متسائلا ما هذه القوه الهائله الذي يتمتع بها و كيف بتلك الامواج الضاربه و التي تتوالي في قوه و تراها مرعبة قوية حين إنفجارها و تضعف بالتدريج حتي تتحول إلي شيء أبيض ملحي غريب الشكل للتعجب هل هذا الشيء الأبيض هو نهاية لهذه الموجه المرعبه التي إن واجهتها في إنفجارها ستقتلك و كأن صديقي يهمس في ٱذني قائلا تلك هي سنة الحياه فهذا الحريق الهائل تحول إلي رماد و حياتك بقوتها و ضعفها و حكياتها و مشاكلها و إنفجاراتك كلها ستنتهي هكذا شيء تافه علي الشاطيء تبتلعه الارض و لن يكون لك وجود بعدها بل بالعكس ستأتي ٱخري لتأخذ مكانك و يضيع اثرك و كأنك لم تكن و يداعبني صديقي بنسيمه و رائحته العطره التي تتسلل إلي داخلي تمحي كل ما كان من ألم و تلك النسمه و كأنه يضمني و يربت علي كتفي و يقول لي يا صديقي مهلا فنظرتك لحياتك ليست كما ظننت فلك الإختيار إما أن تكون موجه منتهيه و سط عدد لا نهائي من الموج او تكون مثل صديقك بحر قوي أنفاسه موج فالأحداث كلها ستنتهي الحدث الجميل و السيء و كلاهما قوي في إنفجاره زائل إلي لا شيء في النهايه أنصحك صديقي أن تكون بحرا و إلا فلا تأتي إلي هنا ثانية و إعتبر أن صداقتي معك و عهدي قد أنتهي حتي و إن صالحتني و أنت ضعيف هكذا سأبتلعك و ستعرف وقتها أني لا أصاحب سوي الاقوياء قم يا صديقي
و فجأه و بدون سابق إنذار أستيقظ من خيالي علي أسرة جميله من الكلاب الضاله أم لأكثر من خمسة كلاب صغيره و هي تلعب معهم علي الشاطيء و تستعد لأعلان الحرب ضدي فماذا أتي بك يا مجنون في هذا الوقت و إذا بالشاطيء الذي كنت أعبره كخط بارليف عبرته و كأني طائر نورس و خرجت إلي سياراتي متخذا قرار بأني سأرجع للحياة بحر و لن أكون موجه
بحر و أمواج