برنامج تدريبي جديد يكشف بذور الحشائش الخطيرة
إسلام موسى
أطلق المعمل المركزي لبحوث الحشائش التابع لمركز البحوث الزراعية، برنامجاً تدريبياً نوعياً بعنوان “طرق فحص بذور الحشائش وكيفية التعرف عليها”، وذلك خلال الفترة من 10 إلى 14 أغسطس 2025، بمقر المعمل في الجيزة.
ويأتي هذا البرنامج تنفيذاً لتوجيهات وزير الزراعة علاء فاروق، وتحت إشراف الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، ضمن خطة وطنية لرفع كفاءة العاملين في القطاع الزراعي، وتعزيز قدراتهم في التعامل مع أخطر ما يهدد الأراضي الزراعية المصرية: بذور الحشائش الغازية.
من الماضي… بوابات تسللت منها الحشائش
على مدار سنوات، شكلت الحشائش واحدة من أخطر التحديات التي تواجه المزارعين في مصر، نظراً لتأثيرها المباشر على إنتاجية المحاصيل وارتفاع تكلفة مكافحتها. ومع ازدياد حركة الاستيراد الزراعي، باتت شحنات البذور والمحاصيل القادمة من الخارج أحد المنافذ الرئيسية لدخول بذور حشائش غير معروفة إلى البيئة المصرية.
هذه البذور، وإن بدت صغيرة الحجم وغير مرئية أحياناً، إلا أن خطورتها تكمن في قدرتها على الانتشار السريع ومزاحمة النباتات الأصلية، ما يؤدي إلى اضطراب المنظومة البيئية وخسائر اقتصادية فادحة.
الحاضر… علم وتدريب ومواجهة مباشرة
الدكتورة عزة السيد خفاجي، مدير المعمل المركزي لبحوث الحشائش، أوضحت أن هذه الدورة تُعد من أبرز الفعاليات التدريبية للموسم الجديد، وتأتي في وقت بالغ الأهمية. ولفتت إلى أن الهدف منها هو تمكين الباحثين والمهندسين الزراعيين من اكتساب مهارات فحص بذور الحشائش بدقة علمية عالية، خاصة تلك المختلطة ببذور المحاصيل المستوردة.
وقالت خفاجي إن التعامل مع هذه البذور يتطلب معرفة تفصيلية بأشكالها وأحجامها وخصائصها، حتى لا يُسمح بدخول أنواع جديدة إلى مصر، لما لها من تأثير سلبي بالغ على النظام الزراعي، وزيادة تكلفة المكافحة مستقبلاً.
نظرة شاملة… وخطة تأمين متكاملة
من جانبه، أكد الدكتور عادل فكار، وكيل المعمل المختص بالإرشاد والتدريب، أن الدورة تقدم رؤية متكاملة حول تصنيف بذور الحشائش المختلفة، بما يشمل الحشائش الصغيرة والكبيرة، والأنواع الغازية، بالإضافة إلى كيفية الكشف عنها داخل الشحنات الواردة، خصوصاً في الموانئ والمنافذ الحدودية.
وأشار إلى أن التدريب يستعرض أيضًا أساليب الفحص المتقدمة والطرق العلمية الحديثة للتعامل مع البذور المختلطة، مع التركيز على الحشائش التي تدخل البلاد متخفية ضمن الشحنات الزراعية، والتي غالباً ما يتم اكتشافها متأخراً بعد أن تكون قد بدأت في الانتشار.
المستقبل… حماية الإنتاج الزراعي تبدأ من البذرة
تمتد أهمية هذه الدورة إلى ما هو أبعد من مجرد تدريب نظري؛ فهي تمثل حلقة أساسية في سلسلة حماية الأمن الغذائي المصري. فمن خلال إعداد كوادر فنية مؤهلة ومدربة، يمكن مواجهة التحديات المستقبلية التي قد تظهر مع تنوع مصادر الاستيراد وتغير المناخ.
ويستهدف البرنامج عدداً من الباحثين ومعاونيهم، بالإضافة إلى المهندسين الزراعيين العاملين في المعاهد والمعامل والإدارات التابعة لمركز البحوث الزراعية، مع تركيز خاص على العاملين في مجالات الحجر الزراعي وإنتاج التقاوي واعتمادها.
برنامج تدريبي جديد يكشف بذور الحشائش الخطيرة
وفي ظل عالم تتسارع فيه حركة التجارة والانتقال الزراعي، يصبح من الضروري أن تتحول مثل هذه الدورات من أنشطة موسمية إلى خطط دائمة واستراتيجيات دفاع زراعي متقدمة، قادرة على حماية الأراضي والمزارعين من تهديدات لا تُرى بالعين المجردة، لكنها قد تُكلف البلاد الكثير.