قصة

بيت مهجور

جريده موطني

بيت مهجور

بقلم أمنية مصطفي

بيت مهجور

ها أنا احدثكم بعد مرور عشرون عاما من الهجر بعدما ذقت مراره الترك أصبحت مهجورا الظلام يملأ أركاني السكون المخيف يحيطني من كل جانب ….

أنا البيت الذي كان اصوات ساكنيه تملأ الشارع بأكمله وصراخ أطفاله وضحكات كباره تاره وبكاءهم تارة …

كان يؤنسني ذلك جدا ضحكات وصراخ ونقاشات أيا كانت حاده تاره وهادئه تارة أخري

كانت بوابتي تحتضني بزراعيها المفتوحتين نهارا لتستقبل دخول وخروج اهلي وتحتضني وتغلق ذراعيها ليلا ليعم السكون والهدوء أرجاءي ثم تعود مجددا لمد زراعيها في اليوم التالي ….

واليوم لم يعد لي أحدا يبالي تركوني وهجروني بعد ما تركهم الأب الذي وقف يوما بعد يوما والعمال يضعون طوبة تلو الآخري ليقيمون جدراني وتركتهم أمهم التي عاشت العمر صوتها يملأ كياني منذ ولادتهم وشهدت طفولتهم ونشأتهم حتي كبروا وأقيمت حفلات زفافهم في حديقتي

وظلت الأم الحنونه تسكنني وتنتظرهم كل يوم وتستقبلهم بدفء وحب وتعودت معها علي تجمعهم في نهاية كل أسبوع ليقيمون العشاء ويتناولونه سويا ويسهرون ويضحكون وتملأ قصصهم وضحكاتهم كل ركن مني …

وها أنا الراوي المهشم أروي لكم قصه هجري وانا أنظر الي صدأ أقفال بابي وظلام يملأ كل ركن بداخلي يعميني عن الرؤيه فلم اعد اري النور وجدراني ترتجف برداً فلم تعد الأنفاس تدفء نواحيها ….

ننتظر أمر تنفيذ قرار الإزالة

ولا يعلمون أن فقدان الاحبه هي التي هشمت وضعفت بنياننا ونحن من قررنا السقوط وترك الأرض كما تركوها وتركونا

ولكن هنا السؤال ماحالك أيها الأرض التي اقمت ووقفت عليكي وسأسقط عليكي هل تعاني من الهجر وحالك هو نفس حالي أم خلقت بطبيعة مختلفه وللأمر لا تبالي. …..

بقلم

أمنية مصطفي بيت مهجور

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار