الرئيسيةمقالاتتأمّل ترى فالنظرة الأولى ليست كافية.
مقالات

تأمّل ترى فالنظرة الأولى ليست كافية.

تأمّل ترى فالنظرة الأولى ليست كافية.

 

بقلم/ محمود عبد الظاهر. 

 

أرى اليوم البشر أصبحوا يعيشون ويعتقِدون أن أقرانهم من البشر المخلوقين كامِلون،، وهذا فهمٌ خاطئ وجهلٌ بالدين ولم يتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم

“كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطائينَ التَّوَّابُونَ”.

 

لم يتذكروا قول ربهم جلَّ وعلا ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾

[ الزمر: 53].

 

لم يتذكروا أيضًا قول نبيهم صلى الله عليه وسلم

” يسّروا ولا تعسّروا، وبشّروا ولا تنفّروا “

 

لم يتذكروا أيضًا حديث النبي الكريم

” إنما الأعمال بالنيات وإنما لِكُلِ إمرءٍ ما نوى ”.

 

قد يكون الفعل مخالفًا للعقل ولمسار الطبيعة البشرية ولكنهُ في سبيل الخير للغير، مثالهُ القصة التي وردت في سورة الكهف بين نبي الله موسى والخضر عليهما السلام مُلخصها أنّ الأقدار لا تمتثل للمنطق البشري المبني على المُشاهَدة؛ فيها نبع الخير من خرق سفينةٍ وقتل غلامٍ وبناء جدار في قرية قومٍ سيئين.

الخطأ الشنيع أن يرى بعضنا أحدًا يُصلي فيُذكرهُ بعيوبه وذنوبه ويُعين بذلك الشيطان عليه فيصبح هذا المُصلي لا يُصلي فصلهُ عن ربه والعياذ بالله بسبب كلمة أو كلمات.

ما نحتاجه اليوم ونرجوهُ بشدة هو أن نعرف قدر الكلمة

الكلمة: قد تهدي عبدًا عاصيًا، وقد تُضللُ عبدًا عابدًا، قد تفتحُ لهُ آفاقًا متسعة وقد تُضيق عليهِ دُنياه، قد تفتحُ بيتًا أو تغلقهُ، قد تُحطِمَ قلبًا وقد تطمئنهُ، الكلمة لها قدرٌ عظيم مع من عرف الله وخافه. إستحضر عظمة من هو أقوى مِنك ولا تظلِم فالظلم ظُلُماتٌ يوم القيامة. نحتاجُ أيضًا أن نعرف قدر الأمانة والمسؤلية أن نعرف أن كل ما سوى الله تعالى ونبيهِ المُصطفى، ما سواهم يعتريهِ النقص والتقصير، كفانا تذمرًا وحقدًا وحسدًا فلنكُن مُلهِمون عاملون في الخير لا الشر،

الإنسانُ في جهادٍ مُستمر مع الشيطان والنفس والهوى وأحيانًا الناس والجميع لا يخلو من العيوب ولكن يابخت من ستر الناس فسترهُ الله يوم القيامة والويل مع العذاب لمن تتبع عورات المسلمين وفرَّق بينهم، الكُلُ يُعيدُ ترتيب حساباته، لا للظلم والتعدي على حقوق الآخرين كُن إنسانًا تزدادُ مقامًا، ودعك من القيل والقال وبصِّر نفسك بعويبك، ودعك مِن كُل ما سوى الله ولا تبني توقعاتك على المجهول ولكن كُن إنسانًا مؤمنًا، راضيًا، كريمًا، نافعًا، من واجب غيرك عليك إنك لا تضره تساعدهُ في الخير وتنهاهُ عن الشر، الحياةُ قصيرةٌ جدًا وقد يأتي يوم ولا نكون، فكُن مع الله يكُن الله معك ولا تشغل نفسك بالخلق ولكن تأمّل ترى فالنظرةُ الأولى ليست كافية، حسبنا الله الوكيل نِعم المولى ونِعم النصير والصلاة والسلام على من جائهُ يومًا سائل فقال لهُ فُلان يفعل المعاصي والذنوب ولكنهُ يُصلي فقال لهُ الحبيب المصطفى” ستنهاهُ صلاتهُ يومًا ” . قال لهُ بِلسان الحكمة وسعة رحمة الله في الكون،

ستنهاهُ صلاتهُ يومًا ولم يقُل ستنهاهُ ذنوبهُ يومًا.

تأمّل ترى فالنظرة الأولى ليست كافية.

 

بقلم/ محمود عبد الظاهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *