
الكاتب عايد حبيب مدير مكتب سوهاج بجريدة
جذور البادية التمسك بالتقاليد وأصول البادية في التعارف القبلي والأسري وهذا إن تخلت عنه الأسرة تذهب القيم و الأخلاق تدريجيا ويسود عدم الاحترام الأخلاقي وكل الأسر تتخلى عن الثانية وتسود كلمة كل واحد يرعى منزله من هنا تنحل المجتمعات عندما تكون كل أسرة بمفردها ، فكان المجتمع بأكمله في بدء التكوين أسرة واحدة وأصبحت الأسرة هي البادية ثم تكونت المدينة وأصبحت المدينة دولة وتقسمت المجتمعات لدول ولكن الأصل أسرة واحدة فلو تخلت الأسرة عن المبادئ لتخلت الأمم كلها وسادت الفوضى الأخلاقية وتبقى الشعوب في صراعات ، فالنفاق والتدليس الأخلاقي والأكاذيب هي بداية الأوجاع في الانحلال الأسري ، فعندما لا يوجد صدق لا يوجد سلام بين الشعوب وهنا صناع القرار لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا في إصلاح المجتمعات ويزداد بناء السجون والصراعات من أجل البقاء ، نعم فنحن من بداية الخليقة في صراعات ولكن في وقتنا هذا ازدادت الصراعات حتي وصلت إلي جريمة لعدم الرعاية الأسرية وعدم الإرشاد ( الروحي ) وهذه الكلمة التي بين قوسين تعني أشياء كثيرة بمثابة أصلاح وتقييم الأسر للخير هم وأبنائهم وعندما تعرف الأسر أن تسلك في طريق الروحانيات ، ويبقى المجتمع في ازدهار اجتماعي وفي هذه الأيام كثيرون الذين يتحدثون ” بعنجهية ” ويستفزون الآخرين من الطبقات المتوسطة من فئات الشعب ومن هُنا يبدأ حوار الكلمات وجوهر المعاني وتنطلق الكلمة السائدةً فتحلق فوق كل من يظن أنه الأقوى فتدخل الصراعات على الطبقات المتوسطة وتهدر الحقوق بين هذا وذاك ، فلماذا نحن هكذا من تخلي الأسرة عن مسارها ؟ هل تدفن الفكرة ؟ وهل يدفن المفكر ويصمت أو يكف عن كتاباته ويسود كل من هو يعبث في الأرض بالخراب ؟ هل ينتصر الظلم فيجد لساناً أخرس أو يخرس أو يخرسوه لأجل …….. ؟؟؟ هل يليق بالمجتمعات الراقية التي فيها حرية التعبير أن لن يستطيع الكاتب أن يكتب أو يعبر عن شيء حوله ؟ لو فعلنا هذا ستبقي غابةً في كتمان الحقائق وكل من يعرف شيئا في أي شيء يصمت ويقول هل أنا من سيصلح الكون ويزداد العابثون عبثاً يوما تلو الأخر ، لو صمت الكاتب فبماذا يعرف العابث عندما يفعل شيئا ما ؟ وهل المختصون بالبحث عن الفساد ينجمون عن الأشياء الغائبة في علم الغيب دون أن يرشدهم أحد ما .. فلن تخرج الحقائق ومن المحتمل أن يكون هذا سبباً في تخريج الحقائق من عند الله وهذا يكون سبباً فى كشف الحقائق وإظهار من هو الفاعل ، هل تتكاسل الأم عن تحقيق الأفعال التي يفعلها أبناؤها ؟ أم تتكاسل عن كشف أفعال ماضيهم وتحاسب من كشف الحقائق ؟ فهُنا دور الأسرة في الإصلاح ودور الأم هو التحقق عن قاتل حقوق الآخرين وحرية الرأي والتهام حقوق الإنسانية عندما نجامل بعض العابثين … نبقي في مجاملات ونترك الحقائق فتتأخر المجتمعات عن غيرها في التقدم ، فالمجاملات نوع من التضليل عن الحقائق وفيها جزء من الأكاذيب وعندما يكذب الإنسان يفعل ما يشاء من الشرور وتنهار الأسرة من ضوابطها وثوابتها الأخلاقية والإنسانية فالأسرة هى العمود الفقري للمجتمعات المتحضرة فلو انهارت الأسرة كيف يخرج الأبناء صالحين .. عجبي علي الكثيرين في هذه الأيام يقولون لا نبالي بغير أسرتنا … نعم .. لديك الحق ولكن عندما يختلط أبناؤك مع أسرة جارك ألم تتأذي من أسرة الغير وعندما تترك شارعك الذي تسكنه وتسكن في شارع أخر ستجد أسرة مثل الأسرة التي تركتها في شارعك الأخر فأقصد بكلماتي أنك عندما تعرف شيئاً ما وتصمت فأبناء الأسرة الغير منضبطة اجتماعيا سوف يتعلم أبناؤك من أبناء جارك بالمخالطة اليومية ومن هنا تنحل الأسر من تقاليدها فالأسرة هي المجتمع فقد كان الأب في الأزمنة الأولى هو كاهن الأسرة في العهد القديم قبل ما ينشأ الكهنوت الهاروني والأب هو تقنين الأسرة قبل الكثافة السكانية والاختلاط بالتقاليد التكنولوجية الغازية لمجتمعاتنا الشرقية