المقالات

ترك الإلتزام بالكلية بعد موت المربي 

ترك الإلتزام بالكلية بعد موت المربي 

ترك الإلتزام بالكلية بعد موت المربي 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الجمعة الموافق 3 يناير 2025

ترك الإلتزام بالكلية بعد موت المربي

الحمد لله الواحد القهار والصلاة والسلام على النبي المختار وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار، أما بعد إن من النصائح الإسلامية أن تلفت النظر إلى الأخطاء تلميحا وبكل لباقة، فأنت وأنا والناس جميعا يكرهون أن ينتقدهم غيرهم إلا أننا جميعا كثيرا ما نفعل أفعالا تستدعي الإنتقاد، فإذا وددت إنتقاد الغير وكان هناك موجب حقيقي لذلك فكيف نفعل ؟ فلنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم قدوة حسنة، حينما قال لعبد الله بن عمر رضي الله عنه “نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل ” فنجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم عالج الخطأ بكل لباقة، بل وقدم المدح والثناء قبل لفت النظر إلى الخطأ، وإن المقصود بالإنتقاد والتوجيه هو إصلاح الغير مع ضمان عدم إثارة البغضاء في قلبه ولهذا كان على المنتقد أن يلجأ إلى التلميح بما يراه ناقصا، ولكن من طرف خفي. 

 

وكما عليك أن تتكلم عن أخطائك أولا وقدم إقتراحات مهذبة، بأن تقول افعل هذا، ولا تفعل ذاك حتي تعطي نتيجة طيبة كقولك أليس من الأفضل أن تفعل هذا ؟ أو تقول أليس من الأفضل أن لا تفعل ذاك ؟ وذلك أن الأمر الجازم صعب على النفس أن تتقبله وحتى لو تقبله الرجل الذي توجه إليه الأمر فإن توجيهك ذلك له يبقي في نفسه جرحا غائرا يطول قبل أن يندمل، أما الإقتراح المهذب فهو مستساغ، لا يشعر المرء تجاهه بغضاضة فينفذه راضيا محتفضا بعزته وتقدير نفسه، أما عن آثار التعلق بغير الله تعالي في أوساط المنتسبين إلى المؤسسات التربوية هو ترك الإلتزام بالكلية بعد موت المربي أو سجنه أو سفره أو غيابه، وترك العمل لهذا الدين ببعد المربي عنه، والوقوع في معصية الوالدين بتقديم مصالح مربيه الدنيوية على مصالح والديه. 

 

عدم قبول العمل لهذا الدين في بيئة بعيدة عن بيئة مربيه، والرياء وعدم العمل إلا بمرأى من مربيه، وعدم نصح المربي إذا أخطأ، والوقوع في التهور والعجلة والفوضوية المرتسمة في مربيه أي الوقوع في أخطاء مربيه، وكذلك إخراج جيل هش تستملكه العواطف، وأما عن علاج هذه المشكلة وهي مشكلة التعلق بغير الله تعالي، هو أن هذا دواء هذا الداء المميت هو أن يعرف أن ما ابتلي به من هذا الداء المضاد للتوحيد، إنما من جهله وغفلة قلبه عن الله تعالي، فعليه أن يعرف توحيد ربه وسننه وآياته أولا ثم يأتي من العبادات الظاهرة والباطنة بما يشغل قلبه عن دوام الفكر في المعشوق ويكثر اللجأ والتضرع إلى الله سبحانه في صرف ذلك عنه، وعليه بالإخلاص في ذلك وهو الدواء الذي ذكره الله في كتابه حيث قال “كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين” 

 

فأخبر سبحانه أنه صرف عنه السوء من العشق والفحشاء بإخلاصه، وأيضا العلم الشرعي، فالعلم الشرعي يدفعك إلى المحبة الصحيحة ولننظر إلى العلماء رحمهم الله فهذا عبدالله بن المبارك قيل له لماذا نجدك دائما لوحدك ؟ فقال أنا لست لوحدي فيوم مع أنس ويوم مع ابن عباس ويوم مع ابن مسعود رضي الله عنهم، وأفضل العلوم لمن يعاني من هذه المشكلة هو سير الصالحين فمن تأمل فيها وجد فيها عجبا من طاعة الله تعالي وإيمان وإباء وغيرها من الأخلاق الحميدة فيا لها من لذة ويا لها من متعة عندما تقرأ في سيرهم، وكما أن من العلاج هو ضبط العواطف والبعد عن المهيجات العاطفية، ومحبة الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم، شغل النفس، ومجاهدة النفس، والدعاء، والصدق مع النفس بالاعتراف بالخطأ، إدراك المفاسد الناشئة من هذا الداء.

 

وغض البصر وحفظ اللسان والأذان، والتركيز على الأصول الإيمانية ومعاني الشرك وخاصة في المحبة، والتركيز على جانب الإخلاص وأن العمل لا يكون إلا لله، وما كان لله فهو الذي يبقى، وما كان لغيره فإنه يفنى، والإبتعاد عن مصدر الفتنة، فمن أنفع الأدوية أن يبتعد المبتلي به عن معشوقه ومن يحرك كوامن الشهوة فيه بحيث لايراه ولايسمع كلامه، فالإبتعاد عنه أهون بكثير من الإسترسال معه والوقوع في الآثام والمعاصي، وكذلك إشباع الشباب عاطفيا في محيط أسرته، فمن أنفع الأدوية أيضا هو توجيه عاطفة الأبناء لما هو مفيد وإعطاؤهم الحنان الكافي منذ الصغر ومتابعتهم في الكبر وعدم إهمال تربيتهم ومشاعرهم وإتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجة مثل هذه الظاهرة وعدم التغاضي عنها لأنها قد تؤدي إلى ظواهر أخرى سيئة، وكذلك من علاج مشكلة التعلق بغير الله تعالي، هو الزواج المبكر.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار