تعالوا إلى كلمة سواء
تعالوا إلى كلمة سواء
الدكتور محمد توفيق ممدوح الرفاعي
الكلمة هي اصل الوجود بها بدأ التكوين
وهي ضمير الإنسان ومنطلقه ونبراس الحضارات
فلنجعل منها رسالة محبة وسلام
تعالوا إلى كلمة سواء توحد بيننا، خطاب أتوجه به إلى كل أبناء الوطن الحبيب أبناء الأم الرؤوم الحنون سورية التي عانت الجراح المؤلمة التي تدمع عيونها على أبنائها مناشدة إياهم أن يكونوا على قلب رجل واحد وعلى كلمة سواء تجمعهم وتوحدهم أمام المحن نابذين الفرقة المدمرة الهدامة، هذا الخطاب أوجهه إلى العقول النيرة وكل من يعي الكلمة من كل أطياف المجتمع على حد سواء مبتدأ بقول الله تعالى في كتابه العزيز: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ) سؤال نطرحه على أنفسنا هل بإمكاننا أن نسترجع ماضينا المجيد الذي عبرنا به إلى ميدان الحضارة العالمية الإنسانية التي وضعنا أسسها انطلاقاً من هذه الآية الكريمة ليس للمسلمين فحسب بل كأمتين عربية وإسلامية تجمعهما قواسم مشتركة على حد سواء بكل مكوناتهم ونسيجهم الاجتماعي، نعم يمكننا ذلك بقليل من الجهد والصبر والحكمة لكن دعونا نتفق أولاً على أن نجعل بيننا كلمة سلام طيبة ثابتة تجمعنا وتوحدنا وتؤلف بين قلوبنا، نجعل منها رسالة حب وسلام نرسلها إلى انفسنا كي نزرعها في قلوبنا أولا وإلى شعوب الأرض قاطبة تعطي صورة حضارية لنا، فنحن لم نكن في يوم ما مجتمع حرب وقتل وانتهاك للحرمات يقتل بعضه بعضا، والتاريخ يشهد على حضارتنا الإنسانية، ولنكن كالشجرة المثمرة التي ضربها الله مثلاً في كتابه العزيز: (أَلَم تَرَ كيفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصلُهَا ثَابِتٞ وَفَرعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ * تُؤتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِ بِإِذنِ رَبِّهَا وَيَضرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُم يَتَذَكَّرُونَ)، فلنزرع هذه الكلمة الطيبة بذور خير في قلوبنا وقلوب الناس جميعاً تعطينا ثماراً طيبة، فالقلوب كالأشجار إن لم نأكل من ثمارها تمتعنا بظلالها وجمالها، فهي جوهر الوجود وبها بدأ التكوين، وهي ضمير الإنسان ومنطلقه وهي منهج الحضارات، وأساس الوجود الذي تحقق القول فعلًا بالمشيئة الإلهية، فكانت أساس وجود الإنسان المميز عن باقي المخلوقات، وهي لغة العقل والمنطق الذي تشكلت منها الأبجديات في علم اللسانيات فأصبحت لغة الحِوار والمعرفة، وبها سميت الأسماء والموجودات والكونيات بمسمياتها وتم إعمار الأرض وتأسيس الحضارات. فكانت الفيصل بين العلم والجهل والظلمة والنور الذي أضاء ظلام الكون، فأصبحت وسيلة التعبير عن الآراء والأفكار والمشاعر والأحاسيس والآداب والفنون والقيم والأخلاق والمعاني وانطلقت منها بدايات المعرفة والأفعال والأضداد، فاتسعت بها ميادين العلم والمعرفة المكتشفة حتى لما وراء الطبيعة، وقد أوجز الله تعالى الأمر قائلاً كن فكان كل شيء كما أراد بدلالة ما يحتويه الكون وما أخبرنا به في الكتب السماوية المنزلة، وبها فرض على الإنسان أن يسلك نهج السلم والعدل والتسامح وطلب العلم وتحقيق المعرفة الجلية لكافة العلوم الروحية للوصول إلى معرفة الذات الإلهية إصافة إلى طلب العلم الدنيوي الذي جعله فرضاً واجب التنفيذ مادام الكون باقياً من طريق البحث والتحري والملاحظة والدراسة لتحقيق المعرفة، وقد بين ذلك في كتابه علم الله (التوراة) حيث قال (في البدء كان النور) كدلالة واضحة على أن الكلمة هي بداية كل البدايات وهي النور الذي شق الظلام بشقَّيه المادي والمعرفي وأنار درب المعرفة، وهذا ما أوضحه أيضاً في كتابه البشارة (الإنجيل) بقوله (في البدء كانت كلمة) دلالة واضحة على أن الكلمة هي بداية البدايات في الخلق والعلم، واجملها أخيراً بالقرآن الكريم (الفرقان) الذي جاء متمما وجامعاً شاملاً لكل ما سبق وفرضه بالأمر الواجب بخطاب واضح لرسوله محمد عليه الصلاة والسلام وليأمر به الناس كافة، فقال في سورة العلق: (بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ . ٱقرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ ٱلْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. ٱقرَأْ وَرَبُّكَ ٱلْأَكْرَمُ. ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ. عَلَّمَ ٱلْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) هذا الخطاب لم يكن فقط لمعرفة الذات الإلهية واتباع طريق التوحيد بل أيضاً لتحقيق العلم المعرفي الدنيوي المادي والنظري والتحلي بالقيم الإنسانية السمحة والدليل على ذلك قوله تعالى: (وعلم آدم الأسماء كلها) بعد أن تاب عليه ومنحه السلام ليبدأ من جديد على الأرض ولينطلق منها إلى المعرفة الشاملة والتوسع في العلم واكتشاف غوامض الكون، هذا كله يؤكد أن الكلمة هي بداية البداية المعرفية التي جعلها الميثاق والعهد والسلام بينه وبين البشر وفيما بين البشر أنفسهم لنهج طريق العلم والنور والسلام، فهل سنستمر في جعل الكلمة مخالفة لمشيئة الله، جادين السير على طريق الشر الذي بدأ بخطيئة قابيل حينما قتل أخاه هابيل بغير وجه حق بعد أن تاب علينا وهدانا طريق الصواب، مبتعدين عن جوهر الحقيقة ناقضين عهد الله وميثاقه بعد ما تبين لنا الحق برسالة الكلمة فجعلنا من كلمة الحق باطلاً وأشعلنا نيران الحروب والفتن، فعم الظلم والقتل والدمار وانتشر، أم نعود إلى عهد الله وميثاقه ونعيد للكلمة رونقها لتشرق نورا تحمل رسالة الحب والسلام، التي هي مسؤولية الإنسان الكاملة والمؤتمن عليها كونها محور سلامته وحضارته وهي القول والعهد والميثاق والقانون والميزان، وهي السلام والاحترام ونص العقود والعهود بين الأمم التي تعمل من أجل الإنسانية جمعاء، إضافة لكونها مفتاح المعرفة والحكمة والنظام والأخلاق والأضداد، لتوصلنا إلى العلوم الكونية والمعرفية، ومن أجل هذا كله جعل الله السلام بينه وبين الإنسان كلمة عهد وميثاق، فبها نبني أجيالاً متنورة متمسكة بأصول الأخلاق النبيلة متسلحة بالعلم والمعرفة تحتكم إلى العقل والمنطق طموحة لبناء مستقبل أفضل وحضارات عالمية سامية يسودها الأمن والسلام، وبها أيضاً إن أرادنا ندمر بها أجيالاً بغرس بذور الجهل والشر والرزيلة في نفوسها وعقولها لتدمر كافة القيم الأخلاقية ونحولها إلى أدوات للشر وابتكار أساليب الحروب والدمار لنقتل بعضنا ولتهدم كل أركان الحضارات الإنسانية بإشعال الحروب المدمرة التي لا تبق ولا تذر، فما بين حياة الإنسان وخلاصه وما بين موته ودماره كلمة، فلنعد إلى الفطرة التي فطرنا الله عليها ولا نجعلها كالشجرة الملعونة يلتقي تحتها الأشرار أو كقطعة زجاج رخيصة ملونة تغري الناظرين بألوانها اللامعة وما أن يلتقطها حتى تقطع شرايينه وتسفك دمه، فلتكن هذه الكلمة ميثاق شرف نعيد بها بناء حضارة خالدة ورسالة علم ونور، ولنجعل منها رسالة حب وسلام ننشرها بيننا وبين الناس جميعاً فقد أصبحنا في أمسِ الحاجة إليها لنستعيد مجد حضارتنا التي دمرت بفعل الجهلاء من بني جلدتنا ويعود التاريخ ليكتب أمجادنا وليعلم العالم أجمع أننا لم نكن إلا مجتمع سام يدع إلى الحب والسلام.
د.محمد توفيق ممدوح الرفاعي
Come to a word
The word is the origin of existence with it began to form
It is the conscience of the human being, its premise and the beacon of civilizations
Let us make it a message of love and peace
Dr. Muhammad Tawfiq Mamdouh Al –Rifai
Come to a word that unites between us, a speech I add to all the beloved sons of the homeland, the sons of the compassionate, compassionate, Syria, who suffered the painful wounds whose eyes tear on her children, appealing to them to be at the heart of one man and on the word a word that brings them together and unites them in front of the tribulations, wearing the destructive destructive group, this The speech directed it to the bright minds and everyone who is aware of the word from all the spectra of society alike, begins with the words of God Almighty in his dear book: (You were the best of a nation that was brought out Which we crossed to The field of global human civilization, which we laid down from this noble verse not only for Muslims, but as an Arab and Islamic nations that are combined with both common denominators with all their components and social fabric, yes we can do so with a little effort, patience and wisdom, but let us agree first to make us a good word of peace fixed We bring us together, unite and compose between our hearts, make it a message of love and peace that we send to ourselves in order to plant it in our hearts first and to the peoples of the whole of the earth that gives a civilized image to us, we were not one day a society of war, killing and violation of the sanctities that kill each other, and history testifies to our human civilization, and let us Like the fruitful tree that God has struck, for example, in his dear book: (Did you not see how God was struck by a good word And God will be given the example to people, so that they may remember). All people give us good fruits, as hearts are like trees, if we do not eat from their fruits, we enjoy their shadows and beauty, as they are the essence of existence and with them the beginning of formation, which is the conscience of man and its starting point and it is the method of civilizations, and the basis of existence that has already achieved the divine will, so it was the basis of the existence of the human being distinguished from the rest of the creatures, It is the language of reason and logic from which the alphabets were formed in the science of linguistics, so the language of dialogue and knowledge has become, and by it the names, assets and cosmets were named after their names, and the earth was reconstructed and civilizations were established. It was the separation between science, ignorance, darkness, and light that lit the darkness of the universe, so it became the means of expressing opinions, ideas, feelings, feelings, literature, arts, values, morals and meanings, and the beginnings of knowledge, actions and opposites were launched from them, so the fields of science and knowledge discovered even beyond nature, and God Almighty has briefed the matter saying: Be. Everything was, as he wanted in terms of what the universe contains and what we told us in the descending heavenly books, and with it a human being to take the approach of peace, justice, tolerance, seeking knowledge and achieving the clear knowledge of all spiritual sciences to reach the knowledge of the divine self in addition to seeking worldly knowledge that made it an obligatory assignment As long as the universe remains through the path of research, investigation, observation and study to achieve knowledge, and this was shown in his book The Knowledge of God (the Torah), where he said (at the beginning was the light) as a clear indication that the word is the beginning of all the beginnings and it is the light that made the darkness with its material and cognitive aspects and light the path of knowledge And this is what he also explained in his book Al -Bashara (the Bible) by saying (In the beginning it was a word) a clear indication that the word is the beginning of the beginnings in creation and science, and the most beautiful it is finally in the Holy Qur’an (Al -Furqan), which came and comprehensively comprehensive for all of the above and imposed on the matter of a clear speech To his Messenger, Muhammad, peace and blessings be upon him, and to order all people, and he said in Surat Al -Alaq: (In the name of God, the Most Gracious, the Most Merciful. Read in the name of your Lord, who created. The man was created from a relationship. Read and your Lord is the honor. He taught the pen. He learned of man what he did not know) This speech was not only to know the divine self and follow the path of monotheism, but also to achieve material, materialistic, physical and theoretical knowledge, and the tolerant human values. On the ground and to proceed from it to comprehensive knowledge, expansion of science and discover the mysteries of the universe, all this confirms that the word is the beginning of the cognitive beginning that the covenant, the covenant and peace between it and human beings and among the human beings themselves are made to the path of the path of science, light and peace, so will we continue to make the word contrary to the will of God, Seriously walking on the path of evil, which began with the sin of Cain when his brother Abel was unlawfully killed after he repented to us and guided us the path of righteousness, away from the essence of the truth, contradicting the era of God and its charter after what the truth showed us the message of the word, so we made us from the word of truth void and ignited the fire of wars and temptation, Injustice, killing and destruction and spread, or we return to the era of God and its charter and restore to the word its luster to shine a light that carries the message of love and peace, which is the responsibility of man full and entrusted to it as it is the focus of his safety and civilization, which is the saying, the covenant, the charter, the law and the balance, which is peace, respect, the text of contracts and covenants between the nations that work from For all humanity, in addition to being the key to knowledge, wisdom, order, morals and opposites, to reach the global and cognitive sciences, and for all this, God made peace between him and man the word of covenant and a covenant, so we build enlightened generations adhering to the origins of noble morals armed with science and knowledge that controls the mind and logic is ambitious to build A better future and supreme global civilizations dominated by security and peace, and also if we want to destroy generations with them by planting the seeds of ignorance and evil and abundance in its souls and minds to destroy all moral values and turn them into tools for evil and create the methods of wars and destruction to kill some of us and to destroy all the pillars of human civilizations by igniting the destructive wars that do not remain And do not go, so what is between a person’s life and his salvation and between his death and his destruction of a word, so let us return to the instinct that God has broken us and we do not make it like the cursed tree that meets the wicked or as a piece of cheap glass colored seductively seduces the viewers with its glossy colors and as soon as it picks it up until it cuts its arteries and its blood is shed Honor we will rebuild a immortal civilization and a message of knowledge and light, and to make it a message of love and peace that we publish between us and all people, we have become in need of it to restore the glory of our civilization that was destroyed by the ignorant of our people’s children and history returns to write our glories and to know the whole world that we were only a toxic society that leaves To love and peace.
Dr. Muhammad Tawfiq Mamdouh Al-Rifaei