تغريدة الشعر العربي

تغريدة الشعر العربي

بقلم / السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد – مصر ٠

( أعطيها اسما ً ٠٠ !!) 

الشاعرة السعودية / سمر الشيخ ٠ 

” لا أبحث عن معجزة ..

أردت بيتًا له شرفة عالية

يمكنني القفز منها

دون أن أموت..! “

( قصيدة : معجزة)

٠٠٠٠

في البداية عندما نتجول في الأدب السعودي المعاصر نتوقف مع الإبداع النسائي ، و من ثم نجد المرأة تشارك الرجل في منظومة الحياة بكل مفرداتها ، كما لها حضور في واقع الأدب بكل فنونه و أغراضه ، و من منظور الحداثة نطالع في الشعر شاعرات كثيرات نقشن القصيدة في وجه الجزيرة ، و منهن هذه الشاعرة ” سمر الشيخ ” التي تجيد فن القصيدة القصيرة و المكثفة مكتملة الخصائص الفنية في إيجار و فيضان معاني تبلور الرسم و التعبير بالكلمات في صورة شعرية لها ظلالها ٠

و من ثم تكتب القصيدة الحديثة وقصيدة النثر حيث ، و ها نحن تتجول في عالمها تتأمل محيط المتغيرات بين المدينة و الصحراء و ترصد حالة الحب التي تعانق الروح في دلالات فلسفية تعكس ملامح الواقع في تلك البيئة من عمق تاريخي ينطق بالجمال هكذا ٠٠

* نشأتها :  

وُلدت الشاعرة السعودية سمر الشيخ بمكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية . درست الأدب العربي في جامعة أم القرى. 

عملت في التدريس و اكتسبت خبرة تربوية من واقع الحياة اليومية ٠

وقد تُرجمت بعض قصائدها للغة الفرنسية.

* صدر لها :

– ديوان شعر بعنوان ( انشقاق ) عام ٢٠١١ م ببيروت ٠

– ديوان شعر بعنوان ( أعطيها اسما ً ) ٠

– تحت الطبع ديوان :

” أنا هو ” ٠

*حول شاعريتها :

لو نظرنا إلى عالم الشاعرة السعودية سمر الشيخ نلمح مدى نزعتها الصوفية الإشرافية في إطار التجليات و المكاشفة عندما نحلل إنتاجها المتنوع ، و عمق قصائدها التي تحمل دلالات فلسفة جمالية تعج بالصور الفنية و الاخيلة و الإيقاع الموسيقي المتداخل في دهشة بعيدا عن الملل تجذب المشاعر في عفوية متباينة مع معادلة التضاد و في ثنائية تحصد المواقف و المشاهد بمفردات و معجم خاص بها تطرز شطرها ٠

*مختارات من شعرها :

و في قصيدة بعنوان (اكتفي منه) تتجلى فيها الحقيقة حوار مع النفس مفعم بالتأملات ، تقول فيها شاعرتنا السعودية سمر الشيخ :

اِكتفي منهُ

قبل أن تغادريهِ

أجمعيهِ قطعةً قطعة

في صدرك ..

لا تدعي للفراغ

مكانًا يدخل منهُ البرد..

يُرعش عظامك الشوق

وتعودي إليه..

اكتفي منه

قبل أن تغادريه

لا تنزعيه من قلبك 

تاركة جرحًا يؤلمك ..

رويدًا رويدًا ..

انسحبي

من كله

الوداع لا يأتي دفعةً واحدة ..

أنه أجزاء تسقط منكما..

ينفصل كل جزء عن جزئه في الآخر ..

فلا تعودي تحبيه

ولا يؤلمك الشوق. 

***

و في قصيدة أخرى بعنوان (نجمة) تبحر بنا في متواليات النص بفيض يفسر و يأول قصة الوجود في تدفق لتساؤلاتها كالنهر المتجدد ، حيث تقول فيها شاعرتنا السعودية سمر الشيخ :

لستُ كما أبدو لك

أطلقوا عليَّ أسماء كثيرة..

امرأة

أنثى

إنسان 

ملاك وشيطان ..

لستُ شيئًا من ذلك..

لا عاشقة 

لا حبيبة

لا ابنة

 ولا صديقة..

قد أكون الخرافة

التي آمن بها مجانين العالم..

 نجمة سقطت سهوًا

وتجسدت.

أو موسيقى شوبان

حبست صوتها في كيان مادي

لما مات.

و بعد تلك الرحلة السريعة في عالم الشاعرة و الكاتبة السعودية سمر الشيخ التي تعد من رواد القصيدة الحديثة المكثفة في الخليج حيث تمتلك موهبة لها صقلها مع تجارب الحياة تم توظيفها في إبداع فني يتذوقه المطالع لهذا اللون الذي توغل في عالمنا العربي ، أضف إلى تطويع اللغة في تصوير لوحاتها في نسق يؤكد على الفكرة و انعكاسا للمشاعر التي تفيض بالصوفية في التزام له رغبته تصريحا و همسا يدلل على عمق المدى بين ظلال الأفق دائما ٠