أخبار ومقالات دينية

 تمحيص الخطايا والذنوب

جريدة موطنى

 تمحيص الخطايا والذنوب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، الذي كان من مواقفه صلى الله عليه وسلم التي نعيش أنوارها وأسرارها وأخبارها هو موقف البراهين التي أثبت الله تعالي بها نبوته عليه الصلاة والسلام، فجاء إلى أهل مكة رجل عرفوه فقد تربى معهم، وسار في جبالهم، وتظلل بسمائهم، ومشى على أرضهم، فلما قال أرسلني الله، قالوا له كذبت وهو الصادق فكان عليه أن يأتي بآيات بينات.

فأتى بها من عند حكيم خبير، فخرج على أهل الحرم وقد أطل القمر ليلة أربعة عشر على الناس، وهم في الحرم كما قال الله تعالي ” سامرا تهجرون ” أي تسمرون بقول فيه فحش وهجر وبذاء، وقلوب ما عرفت الله عز وجل، بل قلوب عاقرت الخمر والفاحشة والزنا، وهم في الخمر يطل عليهم رسول الله عليه الصلاة السلام كالبدر، وهم في ظلام الليل، فقال تمحيص الخطايا والذنوب لهم ” قولوا لا إله إلا الله تفلحوا” فقال أبو جهل آذيتنا وسببت آلهتنا، وسفهت أحلامنا، ثم حلف باللات والعزى لا يقول لا إله إلا الله حتى يشق له القمر، فإنها آية عظيمة، وإنه امتحان صعب، وإنه تحدي صارخ، وإنها مجازفة سافرة، فقد حلف بلاته وعزاه لا يؤمن ولا يذوق هذا الدين حتى يشق له رسول الله صلى الله عليه وسلم بإذن الله القمر، وكان تحديا أمام الجماهير. 

فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم موقف الشجاعة والبسالة، وموقف القيادة للعالم، فالتفت إلى القبلة ودعا الله، وقال لكفار قريش إن شق الله لي القمر أتسلمون؟ قالوا نعم، فأشار صلى الله عليه وسلم إلى القمر ودعا الله، فشق الله له القمر فلقتين، أما إحداهما فذهبت إلى جبل أبي قبيس، وذهبت الأخرى قيل إلى عرفات وقيل إلى مكان آخر، قال صلى الله عليه وسلم انظروا فنظروا ورأوا القمر قد انشق، ورأوا آية الله وبرهان الله وحجة الله ودليل الله على إرسال رسول الله تعالي، ولكن ماذا فعلوا؟ قاموا من المجالس كالحمر ينفضون ثيابهم، ويقولون سحرنا محمد، سحرنا محمد، ثم تسابقوا وخرجوا من أبواب الحرم، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد، فإن من أسرار الابتلاء التي ينزلها الله عز وجل في الأرض. 

هو تمحيص الخطايا والذنوب التي تعلق بالأخيار، والتي لا يسلم منها الأبرار، فيحتها سبحانه وتعالي حتا، فنسأله سبحانه أن نكون ممن إذا أذنب استغفر وإذا أُنعم عليه شكر، وإذا ابتلي صبر، إن منازل الصادقين ثلاث منازل، إذا ابتلي العبد صبر، وقال إنا لله وإنا إليه راجعون، فقيل أنهم قالوا لعثمان بن عفان رضي الله عنه ادخل على الرسول عليه الصلاة والسلام يبشرك بالجنة على بلوى تصيبك، قال الله المستعان، وما هي البلوى؟ فقد ضرج في التراب وذبح في بيته على المصحف، وإن من المعروف أن الدنيا دار البلاء والابتلاء، وأن حال الإنسان فيها متقلب الأحوال، سواء الصحة او المرض، أو الغنى والفقر، أو الشدة والفرج ولكن هذه الشدة لا تدوم فدوام الحال من المحال، ويجب على كل مسلم أن يكون على يقين بالاية الكريمة “سيجعل الله بعد عسر يسرا”.

 تمحيص الخطايا والذنوب

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار