أخبار ومقالات دينية

جبر الخواطر عبادة

جريدة موطني

جبر الخواطر عبادة
بقلم
عبادى عبد الباقى قناوي

جبر الخواطر من أفضل العبادات.
مفهوم جبر الخواطر :-
جبر الخواطر خلق إسلامي عظيم يدل على سمو نفس وعظمة قلب وسلامة صدر ورجاحة عقل،
يجبر المسلم فيه نفوساً كسرت وقلوباً فطرت وأجساماً أرهقت وأشخاص أرواح أحبابهم أزهقت، فما أجمل هذه العبادة وما أعظم أثرها،
يقول الإمام سفيان الثوري :-
“ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم”
وجبر الخواطر هي صفة إنسانية وخلق ديني عظيم من يحملها في قلبه دل ذلك على سلامة نفسه وفطرته ونقاء روحه وإيمانه بربه، فلا يمكن أن يصدر من صاحب النفس الطيبة والأخلاق الحسنة كلمة أو فعل توقع الحزن في قلب شخص آخر .
أولاً :-
آيات جبر الخواطر في القرآن :-
ومن آيات جبر الخواطر في القرآن ما جبر به الله تعالى خاطر نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال :-
{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}، أي في الدار الآخرة يعطيه حتى يرضيه في أمته،
وفيما أعده له من الكرامة،
ومن جملته نهر الكوثر الذي حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ، و طينه من مسك أذفر ،
يقول الإمام أبو عمرو الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي، عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه
قال :-
عرض على رسول الله ما هو مفتوح على أمته من بعده كنزا كنزا ، فسر بذلك،
فأنزل الله :-
(ولسوف يعطيك ربك فترضى) فأعطاه في الجنة ألف ألف قصر ، في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم .
– “إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ”..
كانت تطيباً للنبي محمد حينما أخرجه قومه من مكة
وقال :-
جملته المشهورة في وداعها بأنها أحب البلاد إليه ولولا أن أهلها أخرجوه منها لم يخرج .
ثانيا :-
السيرة النبوية
على جبر الخواطر :-

تعد عبادة جبر الخواطر عبادة عظيمة؛ فينال المسلم بها رضا الله -تعالى-، وينال الأجر العظيم يوم القيامة، وعبادة جبر الخواطر نوعٌ من أنواع الصدقة، فلا تقتصر الصدقة على إعطاء الأموال، وإنما تتعداها للتخفيف عن الناس أوجاعهم، ومشاركة الناس في الأفراح والأحزان، قال الرسول الكريم: (والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)،[١] فمن سار بين الناس بجبر الخواطر، أدركته عناية الله في وقت المخاطر.
ثالثا :-
حاجة المجتمع لعبادة
جبر الخواطر :-
وفي هذا الزمان تشتد الحاجة إلى مواساة الناس والتخفيف عنهم و تطييب خاطرهم؛
لأن أصحاب القلوب المنكسرة كثيرون،
نظراً لشدة الظلم الاجتماعي في هذا الزمان،
وفساد ذمم الناس واختلاف نواياهم،
ففي مجتمعاتنا ترى أن هذه معلقة لا هي زوجة ولا هي مطلقة،
وهذه أرملة،
وذاك مسكين،
وهذا يتيم،
والآخر عليه ديون وغم وهم ، وهذا لا يجد جامعة،
وذاك لا يجد وظيفة،
وهذا لا يجد زوجة،
أو لا يجد زواجاً،
وذاك مريض والآخر مبتلى .
والهموم كثيرة.
و تطييب الخاطر لا يحتاج إلى كثير جهد ولا كبير طاقة فربما يكفي البعض كلمة
من ذكر،
أو دعاء،
أو موعظة،
وربما يحتاج الآخر لمساعدة ، وينقص ذاك جاه ،
وينتظر البعض قضاء حاجة ، ويكتفي البعض الآخر بابتسامة ، فعلينا أن نجتهد بإدخال الفرح والسرور إلى قلوب إخواننا ولا نبخل على أنفسنا ،
فالصدقة والخير نفعه يعود إليك.
رابعا :-
الخلاصة :-
أعظم عبادة هي جبر الخاطر ،
إذا جبرت بخاطر شخص واحد فهي كبيرة عند الله.
نحبكم في الله
لا تحرمنى من جبر خاطري
بالدعاء الصالح

جبر الخواطر عبادة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار