فن

جنازة تتحول إلى عرش دموي.. منذر ريحانه يذبح مشاعر الجمهور دون سلاح!

جنازة تتحول إلى عرش دموي.. منذر ريحانه يذبح مشاعر الجمهور دون سلاح!

جنازة تتحول إلى عرش دموي.. منذر ريحانه يذبح مشاعر الجمهور دون سلاح!

الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر:

يا صعيد الحكاوي والهيبة والصولجان… هاتوا الدفاتر واكتبوا بالكلام الميزان…عن راجل شرّه يسوّد نهار الزمان…عن باشا بعيونه يرعب الفرسان!…منذر ريحانه وحده يكفي…لا محتاج صوت عالي ولا محتاج يخفي…خطوته جبال… كلمته نار…واللي يقف قصاده ينداس تحت الأقدار!…في الجنازة كان الموقف غريب…أبوه ميت وهو قلبه صليب…لا نزلت دمعة… لا رنّ الكلام…كأنه كان مستني اللحظة من أعوام!…شايل النعش بخطوة تقيلة…مش ابن حزين، ده وحش في معركة طويلة….نظراته بتقول “الورث ليّ”….وكل الناس عارفة إن الشر فيه قويّة!…لا طبطب..لا اتكلم، 

 

لا حتى تنهّد،كان شايف العرش بيقرب ويتمدّد،الناس تصيح، والكل مكسور،إلا “سليم” عينه مليانة غرور!ده مش شرير بيزعّق ويخوف،ده واحد بضحكة يقدر يصيّد،يبصلك مرة وتفهم بلاوي،وتمشي وراه ولازم تهادي!حكيم في شرّه، دهاءه في دمه،يحسبها صح قبل ما يهدمه،ما بيتراجع، ما بيحنّش،اللي يعاديه عمره ما يفرحش!،

 

البلد كلها عارفة مقامه،الناس تخاف قبل ما تسلم عليه بسلامه،ما بيضحكش إلا لو فيه هدف،ما بيتكلمش إلا لو هيحسم الصف!،حكاية الباشا دي مش زي غيرها،ده شره ثابت مش كلمة عابرة،إن قام ياكل، وإن قال يسود،وإن واجه خصم، يا الخصم يموت!،منذر ريحانة ما يمثلش، ده يحكم،في أدوار الشر بيكون هو المعلم،مش تمثيل، ده فن ونفسية،واللي يشوفه يفضل فاكر الحكاية الأبدية!أهو ده الباشا.. اللي ما يتهزّش،اللي لو قال كلمة، الدنيا ما تتحدّش،ومن غير سيف ولا طعن ودم،يسيطر ع الكل بدماغه وحكم!

 

منذر ريحانه ليس مجرد ممثل يؤدي أدوار الشر، بل هو حالة فنية نادرة استطاعت أن تجعل الشر أكثر عمقًا، أكثر ذكاءً، وأكثر دهاءً. فمنذ ظهوره في مسلسل “حكيم باشا”، استطاع أن يفرض نفسه كواحد من أقوى نجوم الدراما بفضل تجسيده المذهل لشخصية سليم الباشا، الرجل الذي لا يعرف الرحمة، ولا يعترف إلا بالقوة والسلطة.

 

لكن ما الذي يجعل منذر ريحانة مختلفًا عن بقية الممثلين الذين أدوا أدوار الشر؟ ولماذا أصبح الشر في يديه أكثر رعبًا وتأثيرًا؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال المثير الذي يكشف كيف استطاع هذا النجم العالمي أن يقلب موازين الدراما، ويحفر اسمه بين العمالقة.

 

عندما تتحدث عن الشر في المسلسلات، فإنك عادة تتخيل الشخصية القاسية التي تصرخ، تهدد، تقتل، وتخطط للمؤامرات. لكن مع منذر ريحانه، الأمور مختلفة تمامًا. فهو لا يحتاج إلى الصراخ ليزرع الرعب في القلوب، ولا يحتاج إلى المبالغة في الأداء ليُقنعك بأنه خطير. يكفي أن ينظر إليك بنظراته الحادة، أن يبتسم بسخرية، أن يسير بخطوات بطيئة لكنها واثقة، ليجعلك تدرك أنك أمام وحش لا يعرف الرحمة.

جنازة تتحول إلى عرش دموي.. منذر ريحانه يذبح مشاعر الجمهور دون سلاح!

وهذا ما حدث تمامًا في مشهد جنازة نوح الباشا في مسلسل “حكيم باشا”، المشهد الذي أشعل غضب الجمهور وأثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي. بينما كان الجميع ينتظر لحظة انهيار الابن الحزين، فاجأهم سليم الباشا ببروده القاتل، بعيونه التي لم تذرف دمعة واحدة، وبحركاته التي لم تحمل أي حزن، بل كانت كلها تشير إلى شيء واحد: الطمع!

جنازة تتحول إلى عرش دموي.. منذر ريحانه يذبح مشاعر الجمهور دون سلاح!

المشهد لم يكن مجرد جنازة، بل كان لحظة ميلاد الشر المطلق في شخصية سليم الباشا. منذر ريحانه لم يكن مجرد ممثل يؤدي دوره، بل كان أشبه بآلة حاسبة باردة، تقيس كل خطوة، وتزن كل نظرة، وتخطط لكل لحظة.

 

عندما حمل نعش والده، لم يكن في عيونه سوى نظرات القوة والغطرسة، لم يكن ينظر إلى جسد والده المسجّى، بل كان يرى أمامه العرش الذي سيسيطر عليه. مشيته كانت مختلفة عن الجميع، لم يكن مثقلًا بالحزن كما هو متوقع من ابن فقد والده، بل كان يسير وكأنه يسابق الزمن للوصول إلى الميراث الذي طال انتظاره.

 

حتى عندما بدأت مراسم العزاء، ظل سليم صامتًا، لا يتكلم كثيرًا، لكنه في نفس الوقت كان يرسل رسائل واضحة للجميع: “أنا هنا، أنا الكبير، أنا صاحب السلطة، ومن يعترض طريقي سيدفع الثمن!”

 

هل منذر ريحانه شرير حقًا؟ أم أنه ممثل عبقري؟

 

البعض يقول إن منذر ريحانه لم يكن يؤدي دور الشر، بل كان “يعيش” الشر بكل تفاصيله. هناك شيء غريب في طريقة تمثيله، كأنه لا يمثل بل يتحول إلى الشخصية تمامًا. نظراته ليست نظرات تمثيل، بل نظرات شخص حقيقي يعيش حالة الشر.

 

وربما هذا هو السبب وراء الجدل الكبير الذي أثاره، فالجمهور أصبح يرى فيه الشرير الحقيقي، وليس مجرد شخصية تلفزيونية. هناك ممثلون يجيدون لعب أدوار الشر، لكن قلة منهم يجعلونك تصدق أنهم فعلاً أشرار، ومنذر ريحانة واحد من هؤلاء القلة!

 

لماذا نجح منذر ريحانه في جعل الشر أكثر إقناعًا؟

 

1- الهدوء القاتل

 

على عكس الشخصيات الشريرة التقليدية التي تعتمد على الصراخ والعنف المباشر، يعتمد منذر ريحانه على أسلوب أكثر خطورة: الهدوء القاتل. فهو لا يتحرك بعشوائية، بل يختار كلماته بعناية، وحركاته بحذر، مما يجعلك تشعر بأنه مثل الأفعى التي تلتف حول فريستها ببطء قبل أن تنقض عليها.

 

2- الذكاء والدهاء

 

الشرير التقليدي قد يكون غاضبًا، مندفعًا، يتصرف بعشوائية. لكن سليم الباشا، كما قدمه منذر ريحانة، ليس مجرد رجل شرير، بل هو مخطط استراتيجي، لا يتحرك إلا عندما يكون واثقًا من النتيجة. وهذا النوع من الأشرار هو الأخطر، لأنه لا يعتمد على القوة فقط، بل على العقل أيضًا.

 

3- نظراته التي تتحدث بدلاً منه

 

إذا كنت من متابعي “حكيم باشا”، فأنت بالتأكيد لاحظت أن منذر ريحانه يستطيع أن يقول ألف كلمة فقط من خلال نظراته. هناك نظرة فيها تهديد، وأخرى فيها استهزاء، وثالثة فيها انتقام، ورابعة فيها تخطيط للمستقبل. كل هذه الطبقات النفسية قدمها منذر ريحانة دون أن ينطق بكلمة واحدة، فقط من خلال لغة العيون!

 

ردود أفعال الجمهور.. صدمة أم إعجاب؟

 

ما إن انتهت حلقة جنازة نوح الباشا حتى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الغاضبة. البعض قال إنهم شعروا بالقهر من شخصية سليم الباشا، والبعض الآخر قال إنه كان مشهدًا صادمًا لا يمكن تجاوزه.

 

لكن وسط هذا الغضب، كان هناك إجماع على شيء واحد: منذر ريحانه قدم واحدًا من أقوى مشاهد الشر في الدراما العربية!

الجمهور أحب أن يكرهه، وهذه هي قمة النجاح في أدوار الشر! أن تجبر الناس على كره الشخصية، وليس كره الممثل نفسه، وهذا ما نجح فيه منذر ريحانة بامتياز!

 

 هل أصبح منذر ريحانه الوجه الجديد للشر في الدراما؟

 

بعد هذا الأداء الاستثنائي، لم يعد هناك شك في أن منذر ريحانه أصبح من أخطر ممثلي أدوار الشر في العالم العربي. لم يعد الشر مجرد شخصية يؤديها، بل أصبح فنًا يتقنه ببراعة، وسلاحًا يستخدمه ليخطف قلوب وعقول المشاهدين.

جنازة تتحول إلى عرش دموي.. منذر ريحانه يذبح مشاعر الجمهور دون سلاح!

لكن السؤال الأهم: هل سيظل الشر هو ملعب منذر ريحانه الأساسي، أم أن الأيام القادمة ستكشف لنا وجهًا آخر لهذا النجم الاستثنائي؟

الأكيد أن منذر ريحانة ليس مجرد ممثل عادي، بل هو نجم صنع لنفسه طريقًا مختلفًا، طريقًا مليئًا بالغموض، القوة، والدهاء.. طريق الأشرار الكبار!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى