اخبار

جهود عربية متواصلة من قلب باريس: لقاء مشترك لوقف العدوان ودعم حل الدولتين

جهود عربية متواصلة من قلب باريس: لقاء مشترك لوقف العدوان ودعم حل الدولتين
بقلم . عبدالحميد نقريش :

في لحظة سياسية فارقة تشهدها المنطقة، وبرؤية استراتيجية تعكس وحدة الموقف العربي وتماسكه، جاء البيان المشترك الصادر عن جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية ليؤكد على استمرار الجهود الجادة والمسؤولة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك عقب لقاء مهم جمع وفد اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية الاستثنائية مع وزير الخارجية الفرنسي في باريس يوم الجمعة ٢٣ مايو ٢٠٢٥.

الوفد الوزاري الذي يضم ثلاثة من كبار صانعي القرار في العالم العربي — سمو الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية السعودية، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج — مثّل صوتاً عربياً موحداً يعبّر عن موقف شعبي ورسمي راسخ تجاه القضية الفلسطينية، ويجسد التحرك العربي الجاد لإنهاء المعاناة في قطاع غزة وإحياء مسار السلام العادل.

تحرك دبلوماسي في لحظة حرجة

جاء اللقاء في مقر وزارة الخارجية الفرنسية، في وقت يزداد فيه الوضع الإنساني في غزة تدهوراً نتيجة العمليات العسكرية المستمرة، حيث استعرض الوفد العربي مع الوزير الفرنسي جان نويل بارو أبرز الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين، مطالبين المجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري والفاعل لوقف إطلاق النار، وفتح ممرات آمنة لتدفق المساعدات الإنسانية، بما يخفف من الكارثة التي يعيشها أكثر من مليوني إنسان في القطاع المحاصر.

الدعوة إلى تحرك دولي لإنقاذ السلام

البيان المشترك أرسل رسالة واضحة إلى العالم: لا سلام دون عدالة، ولا استقرار دون احترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. فقد شدد المجتمعون على ضرورة الالتزام بتطبيق حل الدولتين، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والازدهار في المنطقة.

ولم يغب عن الاجتماع أهمية العمل الجماعي، إذ تم التباحث في ترتيبات المؤتمر الدولي رفيع المستوى المرتقب في نيويورك في يونيو المقبل، والذي سيُعقد تحت رعاية مشتركة من السعودية وفرنسا، ليكون منصة دولية لإعادة الزخم السياسي إلى القضية الفلسطينية.

رسالة إلى العالم: العرب حاضرون وموحدون

اللقاء الوزاري في باريس لم يكن مجرد اجتماع عادي، بل خطوة استراتيجية ضمن مسار عربي متصاعد يعيد تموضع العالم العربي على طاولة صنع القرار الدولي. وهو يؤكد أن العرب ليسوا متفرجين على مآسي غزة، بل فاعلون ومبادرون، يعملون على مختلف المستويات — دبلوماسية وإنسانية وسياسية — لحماية الشعب الفلسطيني وصون الحقوق العربية.

وفي ضوء هذا التحرك، يثبت العرب اليوم أنهم قادرون على التأثير، إذا ما توحدت الكلمة وتلاقت الإرادات السياسية. ومع تصاعد الأصوات الدولية الداعية إلى إنهاء النزاع وفرض السلام، يبقى الموقف العربي ركيزة أساسية في أي حل عادل وشامل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى