المقالات

حافظ الشام أبو القاسم

جريدة موطنى

حافظ الشام أبو القاسم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

حافظ الشام أبو القاسم

ذكرت المصادر الكثير والكثير عن الإمام إبن عساكر وهو أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي، ويقول عنه ابنه القاسم ” وحكى لي أبو الحسن علي بن إبراهيم الأنصاري الحنبلي، عن أبي الحسن سعد الخير قال ما رأيت في سن أبي القاسم الحافظ مثله، وحدثنا التاج محمد بن عبد الرحمن المسعودي، سمعت الحافظ أبا العلاء الهمذاني يقول لبعض تلامذته وقد استأذنه أن يرحل فقال إن عرفت أستاذا أعلم مني أو في الفضل مثلي، فحينئذ آذن إليك أن تسافر إليه، اللهم إلا أن تسافر إلى الحافظ ابن عساكر، فإنه حافظ كما يجب، فقلت من هذا الحافظ ؟ فقال حافظ الشام أبو القاسم، يسكن دمشق، وأثنى عليه، وكان يجري ذكره عند ابن شيخه، وهو الخطيب أبو الفضل بن أبي نصر الطوسي.

 

فيقول ما نعلم من يستحق هذا اللقب اليوم أعني الحافظ ويكون حقيقا به سواه، كذا حدثني أبو المواهب بن صصرى، وقال لما دخلت همذان أثنى عليه الحافظ أبو العلاء وقال لي، أنا أعلم أنه لا يساجل الحافظ أبا القاسم في شأنه أحد ، فلو خالق الناس ومازجهم كما أصنع ، إذا لاجتمع عليه الموافق والمخالف، وقال لي أبو العلاء يوما أي شيء فتح له وكيف ترى الناس له ؟ قلت هو بعيد من هذا كله، لم يشتغل منذ أربعين سنة إلا بالجمع والتصنيف والتسميع حتى في نزهه وخلواته، فقال الحمد لله، هذا ثمرة العلم، ألا إنا قد حصل لنا هذه الدار والكتب والمسجد، هذا يدل على قلة حظوظ أهل العلم في بلادكم، ثم قال لي ما كان يسمى أبو القاسم ببغداد إلا شعلة نار من توقده وذكائه وحسن إدراكه.

 

وروى زين الأمناء، حدثنا ابن القزويني، عن والده مدرس النظامية قال حكى لنا الفراوي قال قدم علينا ابن عساكر، فقرأ علي في ثلاثة أيام فأكثر، فأضجرني، وآليت أن أغلق بابي وأمتنع، جرى هذا الخاطر لي بالليل، فقدم من الغد شخص، فقال أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك، رأيته في النوم فقال امض إلى الفراوي، وقل له إن قدم بلدكم رجل من أهل الشام أسمر يطلب حديثي، فلا يأخذنا منه ضجر ولا ملل، قال فما كان الفراوي يقوم حتى يقوم الحافظ أولا، وقال أبو المواهب وأنا كنت أذاكره في خلواته عن الحفاظ الذين لقيهم، فقال أما ببغداد، فأبو عامر العبدري، وأما بأصبهان، فأبو نصر اليونارتي، لكن إسماعيل الحافظ كان أشهر منه، فقلت له فعلى هذا ما رأى سيدنا مثل نفسه، فقال لا تقل هذا.

 

قال الله تعالى فلا تزكوا أنفسكم قلت فقد قال وأما بنعمة ربك فحدث فقال نعم، لو قال قائل إن عيني لم تري مثلي لصدق. 

حافظ الشام أبو القاسم

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار