المقالات

الدكروري يكتب عن محاورة خليل الرحمن مع أبيه

الدكروري يكتب عن محاورة خليل الرحمن مع أبيه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن محاورة خليل الرحمن مع أبيه

لقد ذكر القرآن الكريم محاورة نبي الله إبراهيم عليه السلام مع أبيه،

فقد كان إبراهيم بارا بوالده يخشى عليه ويحرص على نجاته

لذلك ساءه ما كان عليه أبوه من الضلال المبين حينما اتخذ مع قومه أصناما يعبدونها من دون الله تعالى،

فوقف إبراهيم عليه السلام لينصح أباه بكلمات غاية في الأدب والرقة،

فبين له ضلال الطريق الذي كان يسلكه،

حيث يعبد أصناما لا تضر ولا تنفع، وبين له عداوة الشيطان الأزلية للإنسان، وكيف يريد خسرانه،

وأن الوحيد المستحق للعبادة هو الله سبحانه وتعالى الذي تكفل برزق الإنسان،

وإذا مرض كان هو الشافي له من أمراضه وأوجاعه، وقد ورد اسم والد نبى الله إبراهيم عليه السلام،

كذلك في السنة النبوية الشريفة وتحديدا في صحيح البخاري حيث ذكر فيه أن والد إبراهيم آزر. 

يأتي يوم القيامة عليه الغبرة وتعلوه القترة، فيقول له إبراهيم عليه السلام ألم أقل لك لا تعصيني، فيقول آزر،

فالآن لا أعصيك، فيقول إبراهيم لربه عز وجل، ألم تعدني يا رب أنك لن تخزيني يوم يبعثون، فيقول الله تعالى

” إني حرمت الجنة على الكافرين” وقد قيل أن اسم والد إبراهيم عليه السلام هو تارح أو تارخ كما جاء في التواريخ والأنساب،

وقد تبنى هذا الرأي عدد من العلماء،

والصحيح أن اسمه آزر لظاهر الآية الكريمة وتأييد الحديث الشريف، وقد نشأ نبى الله إبراهيم في أرض بابل في العراق قديما في بيئة

وثنية شاع فيها ما يُعبد من دون الله،

فقسم كان يعبد الأصنام وقسم آخر كان يعبد الكواكب، وقيل أنهم كانوا جميعا يعبدون الكواكب، لكنهم رمزوا لها بأصنام وتماثيل كانوا يقتربون إليها.

وقد ورد في القرآن خلافا لما في العهد القديم أن إبراهيم بن آزر، إلا أنه قيل في تفسير الآية أنه عمه

وليس أباه وناداه أبتاه لأنه هو الذي رباه، ويذكر القرآن قصته مع قومه حيث دعاهم إلى ترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده،

فأبوا محتجين بتمسكهم بدين آبائهم، لكن إبراهيم كسر أصنامهم باستثناء أكبر تلك الأصنام أثناء غيابهم،

وقد تميّز خطاب نبى الله إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم بالصيغ الاستفهامية متعددة الأغراض،

وفي ذلك قوة تعبيرية موجزة،

ثم هاجر نبى الله إبراهيم عليه السلام إلى فلسطين وسكن قرب قرية أربع وهي مدينة كنعانية في المكان الذي أنشأت فيه فيما بعد مدينة الخليل،

وفيها الحرم الإبراهيمي الذي يعتقد أنه مدفون فيه وعندما ذهب إلى مصر تزوج السيدة هاجر وأنجبت له نبى الله إسماعيل عليه السلام. 

أما زوجته الأولى السيدة سارة فأنجبت له فيما بعد نبى الله إسحاق عليه السلام، وكلاهما من الأنبياء، وقد روى البخاري في صحيحه قال أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أَثَرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعها عند البيت، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكةَ يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل، فقالت يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي، الذي ليس فيه إنس ولا شيء ؟ فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يتلفت إليها، فقالت له آلله الذي أمرك بهذا ؟ قال نعم، قالت إذن لا يضيعنا ثم رجعت. 

الدكروري يكتب عن محاورة خليل الرحمن مع أبيه

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار