منوعات

حجرة ابني الصغيرة

جريده موطني

حجرة ابني الصغيرة

بقلم

د.محمد اسماعيل

حجرة ابني الصغيرة

في مرحلة مهمة في حياتي وأثناء التخطيط للمستقبل كنت اخطط لحجرة صغيري

و كانت البداية في اختيار امه ونجحت في الإختبار والإختيار وبعدها فكرت في الحجرة

نفسها وكنت اقول ان حجرة الطفل لا تقتصر على نومه واستيقاظه فحسب

فهي مساحات ينضج فيها الطفل، مدركا معاني توفرها له تلك المنطقة من الخصوصية

والفردية والاستقلالية، حتى لو لم يتجاوز حيزها بضعة مترات.

كلما نضج الطفل فيها جذبته تلك المفاهيم، وهنا أنسحب ببطء، و أنطوى داخل فضائه

الآن باب غرفته الذي كان مُشرَعا على الدوام بات مغلقا، وأمامه نقف

نحن الآباء والأمهات مرتبكين، هل نقتحم خلوته ونفتش غرفته أم نتريث قليلا؟

صغيري كبر امام عيني وأصبح له خصوصيات قد يكون تكوين شخصية تتمتع

بالاكتفاء الذاتي والاستقلالية، ما يمكّنها من مواجهة عقبات الحياة، فهذه العملية

الاستقلالية تتطور تدريجيا مع تمكّن طفلي من الزحف بعيدا عني ومن ثم المشي

والذهاب إلى المدرسة، إلخ. لكن الصعوبة الأكبر بالنسبة لي تأتي عند الموازنة

بين رغبة الطفل في الاستقلال الذاتي والقلق المتعلق بسلامتة

بالإضافة إلى القلق الناجم عن رغبتي في الحفاظ على طفلي باتباع قيم الدين والأسرة

والمجتمع هنا وصل صغيري لمراحل عمرية حرجة، المراهقة احاول تفتيش غرف صغيري وهاتفه

معلن بهذا الفعل صراحة تهديد الثقة في صغيري، ما يبعث لدى صغيري شعورا

متزايدا من القلق والانسحاب، وربما الاكتئاب في بعض الاحيان اجتهد دائما ان أحقق المعادلة

بين ثقتي وخوفي عليه بين ما أحلم به من مستقبل يتسم بالتوفيق والنجاح

وبين قلق وخوف شديد من انحرافه مثل السواد الأعظم من الشباب

وكبر صغيري والتحق بالجامعه أصبح له عالمه الخاص انهي تلك الفترة بكل معانيها

داخل حجرتة الصغيرة أصبح يحفظ تلك الجدران ويمتد نظره أيضا لسقف حجرتة

وأحيانا يتحدث إليها و يقضي فيها أوقاتة كبر فيها بكي فيها فرح فيها هي حتي الان عالمه الخاص

وأخيرا أنهي دراستة الجامعية و خطط لمستقبله داخل هذه الحجره التي عاش أفراحة و أحزانة فيها

وبات يفكر في إنهاء خدمتة العسكرية و إنتقل الي غرفة استثنائية ولكن روحه وعقله داخل غرفتة

و أيضا بعد عام أنهي خدمته العسكرية وعاش هذه الفرحة داخل حجرته الصغيرة

بعدها خطط لارتباطة وداخل حجرته الصغيرة إختار حبيبة عمره

وكان دائما أمام حبيبتة يفتخر بحجرتة الصغيرة و هنا جاء نهاية ارتباطة بغرفتة

وعندما تحدد موعد زواجه نظر الي حجرته الصغيرة باكيا و

قائلا جاء موعد فراقك حجرتي الحبيبة

تلك كانت رحلة إبني

وعالمة الخاص جدا

غرفتة الصغيرة

 

بقلم

د.محمد إسماعيل

.حجرة ابني الصغيرة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار