مقالات

حديث الجمعة

جريدة موطني

حديث الجمعة
بقلم :السعيد عبد العاطي مبارك الفايد

حديث الجمعة

– مصر ٠
من وصايا الرسول صلى الله عليه و سلم ( اجتنبوا السبع الموبقات ٠٠!! )

عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
” اجتنبوا السبع الموبقات -يعني: المهلكات- قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ” ٠
حدبث صحيح – رواه الشيخان البخاري و مسلم
في البداية عزيزي القارىء الكريم عندما ننظر في مصطلح و معنى كلمة ” الوصية ” نجد لها مدلولا و أثرا طيبا في النفوس بمثابة العهد و الميثاق الذي ينسق حياتنا و ينظم العلاقات الطيبة كي يحقق استمرارية الحياة القائمة على الحق و العدل و السلام هكذا ٠٠
فما أكثر الوصايا و النصائح في الكتاب و السنة النبوية الشريفة و قد تعرضنا لهذه النصائح و القضايا من قبل في حلقات سابقة كثيرة كل فترة لأنها لها أهمية في التعامل مع الدين و الدنيا معا ٠
و سوف نستعرض هنا في عجالة وصية و نصيحة النبي صلى الله عليه و سلم المتمثلة في ( اجتناب السبع الموبقات ) قولا و عملا بغية تطهير و تذكية النفس نحو المنفعة لا الضرر الذي يضر بالفرد قبل المجتمع هكذا ٠٠
و من ثم نتأمل سويا ” السبع الموبقات ” و التي بينها النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح، و الذي رواه الشيخان: البخاري ومسلم في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:
” اجتنبوا السبع الموبقات -يعني: المهلكات- قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ” ٠
و عندما نقوم بشرح و تحليل و بيان ما يرشد إليه الحديث من منظور تربوي قائم على حسن الخُلق مع التطبيق العملي الملحوظ واقعيا ٠

سنجد خلاصة كل نقطة في الحديث واضحة المعالم و الحدود و الغرض و المقصد من خطرها و حجم ضررها على النحو التالي :
أعظمها الشرك، هو المهلك الذي ليس معه رجاء إذا مات عليه الإنسان، فله النار مخلدًا فيها أبد الآباد، إلا إذا تاب و أناب عن يقين ٠
ثم تأتي معضلة السحر الأسود الذي يهلك و يضر و يفرق و يغيب بصاحبه المسحور عن الحياة في تردي ٠٠
والسحر من الشرك؛ لأنه عبادة للجن، واستعانة بالجن في إضرار الناس، والساحر: هو الذي يتعاطى ما يضر الناس بواسطة الجن، وعبادتهم من دون الله، فتارة يتعاطى ما يضرهم من أقوال وأعمال ونفث في العقد، وتارة بالتخييل حتى يرى الشيء على غير ما هو عليه، فالساحر تارة يعمل أشياء تضر الناس بواسطة الجن، وعبادتهم من دون الله ٠
و قتل النفس من أعظم الجرائم و تحملها ما لا تطيق من ضرر مادي و معنوي يفسد حال استقامتها وهديتها و يخرجها عن فطرتها ٠٠
و منها القتل المعروف كقطع الطريق الذي يقطع الطريق، يعني: يتعرض للناس بأخذ أموالهم في الطرقات أو ضربهم، أو قتلهم يقتل؛ لشره وعظم شره.
نعم قتل النفس التي حرم الله؛ فذلك جريمة عظيمة في حق المجتمع و الإنسانية لأي نفس و كل نفس ٠

و أكل الربا، يتعاطى الربا المحرم الذي حرمه الله ٠
و ثمة أنواع منها : ربا نسيئة مع ربا الفضل ، هذا الربا، وهو من أكبر الكبائر ٠

و أكل مال اليتيم، وهو: الذي مات أبوه وهو صغير دون البلوغ، يسمى يتيمًا، الواجب الإحسان إليه وحفظ ماله، وتنميته، والإصلاح فيه، فالذي يفسد مال اليتيم، ويأكل ماله بغير حق ينال غضب كبير من الله إلا في الحالات التي صرح بها الشرع عند استثماره مقابل جهد ٠
و التولي يوم الزحف، عندما يلتقي المسلمون بالكفار ينهزم، يخلي إخوانه، يوم زحف الكفار على المسلمين، أو زحف المسلمين على الكفار، الذي ينهزم، ويترك إخوانه متوعد ٠٠
و يكون الزحف مشروع في حق معلن من خلال قيادة الدولة و الجيش الوطني للبلاد لا الجماعات التي لها قناعات تفكك بها وحدة الدين و الوطن في اعتقادي كما هو على أرض الواقع و هذا استعلاء و فساد و ضرر يعد من الصور السلبية في المجتمع ٠
و نختم بالحالة الأخيرة ألا و هي قذف المحصنات الغافلات المؤمنات، الذي يقذف المحصنات المؤمنات الغافلات بالزنا، يقول: فلانة زانية، فلانة تدعو إلى الزنا، وهو كاذب، هذا من السبع الموبقات، يستحق أن يجلد ثمانين جلدة ٠
فبتلك هذه الموبقات تفسد المجتمعات و بمعالجتها يتم الإصلاح و المعالجة و صيانة النفس و المجتمع من أي ضرر و خطر يهدد سلامتنا جميعا دون تفرقة حقيقية و كل هذه السبع الموبقات لا تقرها الفطرة السليمة و لا العقل الناضج و لا المجتمع الذي يعمل على الرعاية و الصيانة و الحماية و حفظ الأمانة التي كلفنا بها و حملنها ٠
و على الله قصد السبيل ٠

حديث الجمعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى