شرح الحديث: كَثرةُ الكلامِ تُكثِرُ من سَقَطاتِ اللِّسانِ، والمُسلِمُ مَأمورٌ بالصِّدقِ في حَديثِه وكَلامِهِ، والتَّثبُّتِ من كلِّ ما يَقولُه أو يَنقُلُهُ؛ حتَّى لا يَقَعَ في الكَذِبِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه يَكفي الإنسانَ من أسبابِ الوُقوعِ في الكَذِبِ: أن يَتكلَّمَ ويُخبِرَ بكُلِّ ما سَمِعَه دُونَ تَمحيصٍ أو تَثبُّتٍ؛ لأنَّ الإنسانَ يَسمَعُ في العادَةِ الصِّدقَ والكَذِبَ، فإذا حدَّثَ بكلِّ ما سَمِع فقد أخبَرَ بكَلامٍ فيه بعضُ الكَذِبِ؛ لإخبارِه بما لم يَكُن، حتَّى وإن لم يَتعمَّدِ الكَذِبَ؛ لأنَّ الكَذِبَ في الحقيقةِ هو الإخبارُ عن الشَّيءِ بخِلافِ حَقيقتِه، وهذه دَعوةٌ نَبويَّةٌ إلى التَّحرِّي في الأخبارِ، وعدَمِ نَقلِ كُلِّ ما يُقالُ دُونَ تَمحيصٍ.
وفي الحَديثِ: زَجرٌ عنِ الحديثِ بشَيءٍ لم يُعلَم صِدقُه، بل على الرَّجُلِ أن يَبحَثَ في كلِّ ما سَمِعَ، خُصوصًا في أحاديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.