حكايات مرعبة٢
حكايات مرعبة٢
يوسف زكريا
حكايات مرعبة٢
كانت جدتى رحمة الله عليها تقص على مسامعى قصة جنية البحر وتقول أنها في مرة من المرات كانت نساء القرية يذهبن إلى البحر فجراً لكى يملأن الجرار ويغسلن الاوانى والملابس لأن القرية لم يكن بها كهرباء أو مياه وبالطبع كانت الدنيا في هذا الوقت ظلاما دامسا بحيث لا يمكن لك أن تميز الشخص الذي أمامك فكن ينادين على بعضهن بأم فلان وهكذا وإذا بامرأة من القرية تسير مع امرأة أخرى ومتجهة تجاه البحر بعد أن نادت عليها باسمها وسارت معها ناحية البحر وإذا برجل يلمحها ويعرف أنها جنية البحر من ذيلها فيصيح على المرأة أن ترجع فتلطمها الجنية على وجهها وتنزل إلى البحر وتختفى وتفقد المرأة بصرها بسبب هذا التصرف وبالطبع كنت أظن أنها قصة من وحى خيال جدتى لتخيفنى كى لا أنزل البحر ليلاً إلى أن كنت يوماً جالساً على شاطئ البحر ليلاً ففوجئت بشبح يشق طريقه متجهاً نحوى شبح إمرأة شديدة الجمال وشعرها طويل يلامس المياه وحينما دققت النظر فيها وجدت أن لها ذيلا يشبه ذيل السمكة ولكن جسمها جسم إنسان فهرولت اتخبط في حوارى القرية إلى أن وصلت إلى بيتنا وأغلقت الباب رعبا وحينها علمت أن جدتى رحمة الله عليها لم تكن تكذب عليا
بقلم الكاتب الصحفي يوسف زكريا