***(( حكاية صورة ))***
حكاية العنكبوت
وليد حسين عمر
يحكى أن العنكبوت حشرة تنسج في الهواء ، و جمعها عناكب و الذكر عنكب ، و كنيته أبو خيثمة و أبو قشعم و الأنثى أم قشعم …
العنكبوت ، يقوى على النسج ساعة يولد ، من غير تلقين ولا تعليم ، ومن نسجه أنه يمد السدى ، ثم يعمل اللحمة ، ويبتدئ من الوسط و يهيئ موضعاً لما يصيده من مكان آخر كالخزانة، فإذا خرقت الفريسة من النسج شيئاً ، عاد إليها ورمه …
و الذي ينسجه العنكبوت ، لا يخرجه من جوفه بل من خارج جلده ، و من هنا جاء المثل : [ أغزل من العنكبوت ] …
ليُتخذ مثلا يُضرب فى الجد ، الإجتهاد ، المهارة والإتقان ولمن يحسن الغزل و يجيد فن الكلام ويتدبر من الأمور أحسنها أو يحسن التصرف في المواقف الحرجة …
فيقال [ أغزل من عنكبوت ] …
و على النقيض من ذلك ، يضرب بها المثل في الضعف وقلة الحيلة فيقال : [ أوهن من بيت العنكبوت ] …
قال الله -ﷻ- : ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ اولياءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ إتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَ إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ۚ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَ تِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَ مَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ سورة العنكبوت الآيات (٤٢،٤١ ،٤٣) … فضرب الله -ﷻ- ببيتها المثل ، لمن إتخذ من دونه آلهة لا تضره و لا تنفعه في شئ، فكما أن بيت العنكبوت لا يقيها من حرٍ ولا من بردٍ و لاقصد أحد إليها ، فكذلك ما إكتسبوه من الكفر ، و إتخذوه من الأصنام ، لا يدفع عنهم غدًا شيئًا …
و العالمون كل من عقل عن الله -ﷻ- و عمل بطاعته ، وإنتهى عن معصيته، فهم يعقلون صحة هذه الأمثال وحسنها وفائدتها …
و كان جهلة قريش يقولون : إن الله -ﷻ- يضرب الأمثال بالذباب و العنكبوت ، و يضحكون من ذلك وما علموا أن الأمثال تهز المعانى الخلفية في الصور الجلية –
***(( سبحانك اللّهم و بحمدك ))***